لا ندري ما سر كل هذا الاهتمام الكبير والمبالغ فيه الذي تبديه قناة “الجزيرة” القطرية بالأوضاع في اليمن، فهي لم تكتف فقط بنشاط وتغطية مراسلي مكتبها النشطين في صنعاء او في عدن، بل أرسلت حتى الآن فريقاً إضافيا مكوناً من 3 أشخاص تمثل في مراسليها في كل من أفغانستان وباكستان والمراسل الثالث أسندت إليه مهمة التغطية من مخيمات اللاجئين الصوماليين في اليمن كما تابعنا بعض التقارير ناهيك عن تصدر أخبار اليمن صدر نشرات “الجزيرة” وتغطياتها الإخبارية وبرامجها وأسئلة مذيعيها، الذين لا يفوتون أية فرصة لحشر اسم اليمن في كل تغطياتهم، وبصورة يبدو فيها التحريض والانحياز واضحاً ومفضوحاًً، وكأن “الجزيرة” قد أسندت إلى نفسها مهمة تأجيج الشارع اليمني وتثويره بالحق والباطل، حتى لو استدعى الأمر تضخيم الأحداث وتحريف الحقائق وتهويل الأمور بل ومحاولة التحريض المكشوفة، والتي لا تخفيها اسئلة ومداخلات مذيعي “الجزيرة” ومذيعاتها مع المتحدثين لهم عن الشأن اليمني من اليمنيين وغيرهم. فهل خطه “الجزيرة” هي إثارة الفوضى والصراع والانقسام داخل المجتمع اليمني وتشجيع الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية في اليمن؟!.. ربما لا يدرك القائمون على “الجزيرة” بأن الوضع في اليمن حيث يجتمع الفقر مع الأمية مع السلاح له خصوصيته، ومختلفة عن غيرها من المجتمعات العربية الأخرى، وإشعال الحرائق وإذكاء الفتنة فيه لن تكون نتائجها سوى الدمار لليمن وستمتد آثارها الكارثية إلى جيرانه، لهذا فان اليمنيين أكثر وعياً وإدراكاً لواقعهم وأكثر حذراً من الاستجابة لتلك المخططات والأجندات التي يدبرها البعض لإغراق اليمن وربما دول أخرى في المنطقة في أتون (فوضى عارمة)، لن يستفيد منها سوى من يديرون خيوطها من وراء الكواليس وفي مطابخ السياسة ودهاليز الأجهزة الاستخبارية، وبما يحقق مصالحها ويخدم أجنداتها المشبوهة. وكم نتمنى ألا تكون “الجزيرة” مجرد وسيلة لتحقيق كل ذلك ومتورطة في ارتكاب جريمة كبرى بحق اليمن وأبنائه، وان تحترم رسالتها الإعلامية وتؤديها بمصداقية وموضوعية وحياد حتى نصدق بأنها بالفعل منبر إعلامي حر وصوت لمن لا صوت له كما يقول شعارها!.