سؤالٌ، بل أسئلةٌ أطرحُها على طاولةِ السياسيين وقادةِ الرأي من حملة الأقلام في السلطة والمعارضة باعتبارهم المعنيين هُنا، بعد أن أوصلتنا حماقاتُ وطيشُ الكثير منهم وغرورُهم إلى ما نحنُ عليه اليوم من وضع يُحزِنُ العدوَ قبلَ الصديق، وبعد أن أضحى الوطنُ على شفير الهاوية دون أن يلقوا له بالاً، وظلوا يتلاعبون بأعصابنا وأعصاب البسطاء طيلة هذه المدة التي أفقدونا فيها الابتسامة، وسلبونا الفرحة، وأحرمونا من مستلزمات الحياة الضرورية، وأوغروا صدور أبناء الشعب الواحد ضد بعضهم، وتركوا هذا الوطن عرضة للأمواج المتلاطمة تتقاذفه حتى لا يرسو على بر الأمان.. أخاطبُ هنا ضمائرهم وإن كنتُ أعلمُ أن غالبيتهم لا يقرأون، علّها تصحو من سباتها وتعود إلى رشدها وتقتدي بمن سأذكرهم هنا، ولا نزكي أنفسنا والعياذ بالله.. كيف فهمنا حديث المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم «الفتنة نائمةٌ لعن الله من أيقظها» بينما الكثيرون منّا يذكون الصراعات، ويصبّون الزيت على نار الأزمات، بدلاً من أن يعملوا على إخمادها والتوفيق بين الفرقاء، وإن انتقدنا وهذا حقنا جميعاً فأن يكون النقد بهدف الإصلاح لا التخريب، الجمع لا التشتيت؟. ماذا سنقول لربنا في اليوم المشهود وقد حذرنا نبيّهُ الكريمُ من أن « هدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرئٍ مسلم » بينما البعض قد أفتى بأن ما يجري جهادٌ في سبيل الله ؟ وكيف لنا أن نجاريهم في ذلك ونحن نعلم أن النتائج سفكٌ للدماء وإزهاق للأرواح ؟. أين أنتم أيها السياسيون من أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما قال : «إني ولّيت عليكم ولستُ بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني» وأين أنتم أيُّها المكابرون من عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال : «لولا علي لهلك عمر » إضافة إلى قولته المشهورة « أصابت امرأةٌ وأخطأ عمر» وأين أنتم كذلك من عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما أنفق جل أمواله خدمة للإسلام والمسلمين وليس للتحريش فيما بينهم أو لإثارة الفتنة في أوساطهم ؟. ماذا يعني لكم قول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه «إخواننا بغوا علينا» وقد تقاتل معهم ولم يشبههم بالكفار كما يقوم بذلك البعض من أدعياء حماية الإسلام والحريصين عليه وهم يُصوّرون الطرفَ الآخر على أنه عدوٌ ويجب مقاتلته ؟ . يا من تُسمّون أنفسكم ثواراً في هذا الزمن، قارنوا أحوالكم ولو ليومٍ واحدٍ بحياة أبي الأحرار « محمد محمود الزبيري » رحمه الله الذي عاش شريداً وتجرّع الويلات والعذاب حتى يخرج شعبه من طغيان الإمامة وعندما انتصرت ثورة سبتمبر العظيمة وعُيّنَ وزيراً للمعارف قام بتنزيل راتبه بما يتماشى مع ظروف الدولة حينها، بينما البعض ممن نعرفهم في الساحات لديهم راتبان بصورة غير مشروعة و..و..و..و.. الخ . أين أنتم من «المهاتما غاندي » الذي مثَّلَ السلمية في أبهى صورها، ولأنَّهُ صاحبُ حقٍ ونبيلُ مقصَدٍ، فقد انتزع حقوقَهُ وحقوق شعبه الكبير بصدره العاري وأخرج الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس من دُرّةِ التاج البريطاني «الهند» لماذا يُصِّرُ البعضُ من إعلاميينا على تحويل المجتمع إلى ذئاب بشرية وهم يتعمدون إظهار تلك الصور المأساوية للشهداء ممن سقطوا ضحايا في هذه المؤامرة الدنيئة ويكررون بثها لإثارة مشاعر الناس واستفزازهم، وهم يدركون أن لها تأثيراً نفسياً خطيراً بعيد المدى بالذات على الأطفال والمراهقين، على الرغم من أن تلك المناظر التي تقشعرُّ لها الأبدانُ وتتفطّرُ القلوبُ ألماً وحسرةً تعكسُ مدى وحشية وهمجية النفس الإجرامية لمن ارتكبها أو زجَّ بضحاياها إلى تلك المحارق سواءً بالتحريضِ أو الدفعِ بهم إلى حيث لا يعلمون . اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتّباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واحفظ بلدنا من كل مكروه يا رب العالمين . إلى شركة ويسترن يونيون : باستثناء بنك اليمن الدولي فإنَّ جميعَ شركات الصرافة التي تتعامل مع شركتكم كوكلاء في مدينة ذمار بما فيها بنكا الإنشاء والتعمير والتسليف التعاوني الزراعي وبعض وكلائكم في صنعاء أيضاً يرفضون بالمطلق تسليم أي حوالة خارجية بالعملة الصعبة رغم عمولات التحويل الكبيرة التي يدفعها المرسل من البلد التي أرسلت منه، استغلالاً للظروف الراهنة التي يعيشها البلد، وبعضُهم يوافقُ على تحويلها بالريال وبسعر البنك المركزي اليمني، فهل على هذا الأساس تتعاملون مع زبائنكم ؟ مجرد سؤال يبحث عن إجابة شافية من شركة ويسترن يونيون، وإذا كان هؤلاء الوكلاء لا يمتلكون عملة صعبة فلماذا لا تقومون بإبلاغ وكلائكم في الخارج بعدم الإرسال إلى اليمن، كي يتم تحويلها عبر شركات أخرى قادرة على خدمة المتعاملين معها ؟.. [email protected]