الأحد, 02-أغسطس-2009 تظاهرتان للحراك: بالحوطة أفسدها علم إسرائيل وبردفان أفسدها الخبجي والعربي
منيت فلول الحراك الانفصالي صباح اليوم الأحد بفشل ذريع في تسيير تظاهرات في كل من مدينتي "الحوطة" و"ردفان" من محافظة لحج، بعد أن أفسد علم الكيان الصهيوني تظاهرة الأولى، فيما أفسدت الثانية خلافات على قيادة التظاهرات بين الهيئة الوطنية وحركة نجاح، لتنتهي بصدامات مع الأجهزة الأمنية أسقطت مصابين من صفوف المتظاهرين. ويؤكد مراسل "نبأ نيوز" في لحج: أن نحو (300- 350) شخصاً خرجوا صباح اليوم بتظاهرة في شوارع مدينة "الحوطة"- مركز محافظة لحج- رافعين أعلام الدولة الشطرية للجنوب، وأعلام أخرى سوداء، ونحو (5- 6) أعلام لما كان يسمى ب"الجنوب العربي"، وعلمين لدولة الكويت. وأفاد المراسل: أن المتظاهرين شقوا طريقهم في الشوارع وسط انتشار أمني كثيف، مرددين شعارات إنفصالية وعنصرية، غير أن أحد المتظاهرين الذي كان يحمل علم دولة الكويت، رفع باليد الأخرى علم إسرائيل، فتدخل عدد من أفراد الأمن لسحب المذكور من وسط التظاهرة، الأمر الذي احتج عليه المتظاهرون، وأحاطوا بأفراد الأمن وحاولوا الاعتداء عليهم، فتدخلت بقية القوة الأمنية، وحدث اشتباك، وإطلاق رصاص، وقنابل مسيلة للدموع، وسادت الفوضى في كل مكان. وفيما اعتقلت السلطات في الحال الشخص الذي رفع علم إسرائيل، وأحاطته بحراسات مشددة، فإن مطاردات مع عدد من المتظاهرين ممن هاجموا قوات الأمن بالحجارة أسفرت عن اعتقال ثمانية آخرين.. وتفيد المصادر: أن أجهزة الأمن قلقة وتحقق لمعرفة فيما إذا كان علم الكيان الصهيوني مصنوع محلياً، أم تم إدخاله عبر جهة معينة، خاصة وأنه بدى "أنيقاً"- على حد وصفها. وفي مدينة ردفان، تؤكد مصادر "نبأ نيوز" أنه رغم توافد بضع مئات المتظاهرين من عدة مديريات إلى مركز ردفان، غير أن خلافاً حاداً تأجج بين كلاً من "الهيئة الوطنية" التي يتزعمها ناصر النوبة، ويمثلها بردفان (ناجي العربي)، و"حركة نجاج" التي يمثلها (ناصر الخبجي)، على قيادة المسيرة، وبرنامجها. وبعد مشادات كلامية، واتساع دائرة الخلافات بدخول عدة أطراف من الفريقين في الجدل، في محاولة للفصل بينهما، تم حسم الأمر أخيراً بالاتفاق على أن يقود "العربي" أصحابه، ويقود "الخبجي" أصحابة... الأمر الذي رفضه كثيرون، وآثروا الانسحاب والعودة أدراجهم. فيما شق المتبقون طريقهم، كلاً في اتجاه مختلف، حاملين أعلام الدولة الشطرية لما قبل 1990م، وبعض أعلام دولة الكويت، ورفعوا يافطات، وشعارات تدعو إلى الانفصال.. ولكن مالبثت المسيرتان أن تفرقتا مجدداً على بعد مسافة غير بعيدة من نقطة الانطلاق، وسط لغط كبير، وتذمر، وتقاذف اتهامات (عن بُعد). وتأتي هذه المسيرات في محاولة من تكوينات الحراك لتشبيه الوحدة اليمنية بالغزو العراقي للكويت، واستجداء بعض "المتشددين" في الكويت لتقديم الدعم المالي للحراك، وإعادة فتح صفحة الخلافات الناجمة عن سوء فهم الموقف اليمني، والتي طوتها قيادتي البلدين، متناسين أن الكويت هي الدولة التي وضعت حجر الأساس الأقوى في قاعدة الوحدة اليمنية باحتضانها قمة الكويت بين الرئيسين علي عبد الله صالح وعبد الفتاح اسماعيل، وسبق أن أكدت قياتها السياسية مراراً طي صفحة الماضي المرتبطة بذاكرة الاحتلال العراقي للكويت. هذا وتعتقد الجماعات الداعية للانفصال أن دق أسفين بين الدولة اليمنية ودول الخليج سفتح خزائن الخليج أمام الانفصاليين.. وهو نفس السبب الذي جعل الحراك يتمزق على النحو الذي يعيشه اليوم، والذي يعجز فيه حتى على الاتفاق على قيادة مسيرة، فالكل يبحث عن الظهور في المقدمة ليجني "الأجر والثواب" من دوائر العمالة الخارجية، التي فضحها ناصر النوبة في بيانه الذي نشرته "نبأ نيوز" أمس السبت..! *