في مؤشر جديد على إخفاق المجلس الوطني الانتقالي وحكومته الجديدة في إقناع الثوار بالتخلي عن أسلحتهم أو دمجهم في المؤسسات الأمنية والعسكرية التابعة للدولة الليبية، اندلعت أمس في قلب طرابلس اشتباكات دامية بين فصيلين من الثوار تم خلالها استخدام المدافع الرشاشة والثقيلة والمدفعية المضادة للطائرات، ما أسفر عن مصرع وإصابة 6 أشخاص وأصابة 11 أخرين من الفصيلين .
وافادت تقارير باستخدام المدافع الرشاشة والثقيلة والمدفعية المضادة للطائرات في الاشتباكات التي اندلعت في مبنى كان يستخدم كمقر لمخابرات نظام العقيد القذافي المخلوع، وسبق أن تعرض لقصف طائرات حلف شمال الاطلسي (الناتو) ابان الانتفاضة الليبية العام الماضي. واوضحت ان الاشتباكات وقعت عندما حاول عشرات المسلحين القادمين من مصراته تحرير عدد من السجناء المحتجزين في المكان واصطدموا مع المسلحين الذين يسيطرون على المجمع في معركة بالاسلحة النارية تواصلت لأكثر من ساعة. وشملت الخسائر الجانبين في القتال، الذي اندلعت شرارته امام مبنى يقع في شارع الزاوية. وقد اعيد فتح الطرق بسرعة بعد أن هدأ القتال بين الجانبين. "ثوار مصراتة" وقال عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري في طرابلس في مؤتمر صحفي بعد الحادث "أعبر عن اسفي لوقوع تلك الحادثة، و لا اريد أن ادخل في التفاصيل، الا أنها كانت نتيجة لمشكلة بين ثوار مصراتة واعضاء من المجلس العسكري في شارع الزاوية". واضاف "إن ما حدث عمل غير مسؤول. والوضع الان تحت السيطرة. ومنذ ما بعد الظهر لم نسمع اي اطلاقة". ويقول مراسل بي بي سي في طرابلس مارك لوين " إنها اشارة اخرى على استمرار الخطر الامني الذي تمثله الميلشيات المختلفة التي تضم الثوار السابقين". "أعبر عن اسفي لوقوع تلك الحادثة، و لا اريد ان ادخل في التفاصيل ، الا انها كانت نتيجة لمشكلة بين ثوار مصراتة واعضاء من المجلس العسكري في شارع الزاوية" عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري في طرابلس ويضيف انهم ما زالوا يسيطرون على قوة مهمة في غياب الجيش الوطني او الشرطة. ويستدرك مراسلنا الا ان الحكومة الليبية الجديدة، وهي تحت ضغط شعبي، قد بدأت في عملية نزع سلاح الجماعات ودمجها في وزارتي الدفاع والداخلية. يذكر أن المسلحين ما زالوا يحتفظون بحضور بارز في اجزاء عديدة من العاصمة الليبية، وقد احتل بعضهم مبان كانت تعود للنظام السابق. وما زال عشرات الالاف من المقاتلين يشكلون ألوية مختلفة، وقد اندلعت اشتباكات متفرقة بينهم في الاسابيع الاخيرة. رئيس الاركان واشار بعض المراسلين إلى أن تعيين رئيس اركان جديد يمكن ان يمهد الطريق لتشكيل جيش منظم، لكن لم يتضح بعد ما اذا كان قادة الميليشيات سيقبلون بالمنقوش قائدا للقوات المسلحة.
الانضباط ليس من الصفات التي اشتهر بها الثوار الليبيون
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول بالمجلس الليبي الانتقالي طلب عدم نشر اسمه قوله إن المنقوش ضابط كبير متقاعد انضم الى جهود انهاء حكم القذافي ويخدم الان كنائب لوزير الدفاع. واوضح "إنه ضابط جيش اختار أن يتقاعد. وانضم الى خطوط الجبهة في بداية الثورة واعتقلته قوات القذافي ثم افرج عنه". واستنتج بعض المراسلين الى أن تعيين المنقوش قد يمثل نقطة توازن بين هذه الميلشيات فهو من مصراتة موطن عدد من الميليشيات القوية التي ساعدت في الاطاحة بالزعيم الليبي السابق، مقابل وزير الدفاع الجديد اسامة الجويلي الذي ينحدر من الزنتان وهي قاعدة لميليشيا رئيسية أخرى. ويقول مراسلنا إن الانتقال من الحرب الاهلية إلى ليبيا آمنة ومستقرة يظل بطيئا وصعبا، وتمثل مشكلة التعامل مع الميلشيات احدى اللتحديات الجوهرية أمامه.
عبد الجليل يحذر من حرب أهلية /
حذر الدكتور مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي من انجرار الليبيين في حرب أهلية , ونقل مراسل "العربية" في بنغازي عن عبدالجليل قوله "أنا أحذر الليبيين من حرب أهلية." تصريحات عبدالجليل جاءت في أعقاب الاشتباكات التي جرت أمس في العاصمة طرابلس بين ثوار من المدينة وثوار من مدينة مصراتة. وتضاربت البيانات حول ملابسات تلك الاشتباكات التي أدت لمقتل ستة أشخاص وإصابة 14 آخرين، حيث قال عبدالجليل إن الاشتباكات بدأت بعد أن اقتحم مسلحون مستشفى في منطقة الزاوية لإخراج طبيب كان يؤدي عمله في المستشفى. وألمح عبدالجليل في تصريحات نقلها عنه مراسل "العربية" لعجز الحكومة عن ممارسة مهامها بقوله إن "الحكومة تحوم حول القصر ولا تستطيع الدخول إليه." وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن الاشتباكات بدأت بعد توجه قوة من الجيش لمبنى الاستخبارات في طرابلس وطلبت من مجموعة من ثوار مصراتة إخلاء المبنى مما أدى إلى اندلاع قتال بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأفاد مراسل "العربية" مساء الثلاثاء بأن الهدوء الحذر يخيم على طرابلس بعد توقف الاشتباكات بواسطة من بعض شيوخ القبائل. وتشهد العاصمة الليبية ومدنا أخرى اشتباكات متقطعة من وقت لآخر بين فصائل من الثوار منذ القضاء على نظام العقيد القذافي.