اعترض تشكيلان من الثوار الليبيين السابقين أمس على القائد الجديد للجيش اللواء يوسف المنقوش الذي تزامن تعيينه مع اشتباكات بطرابلس دفعت رئيس المجلس الوطني الانتقالي إلى التحذير من حرب أهلية. وكان المجلس الوطني قد عين أول أمس المنقوش قائدا لأركان الجيش بعد ترقيته إلى رتبة لواء ليحل محل اللواء عبد الفتاح يونس الذي اغتيل في بنغازي نهاية يوليو/تموز الماضي. وكان المنقوش أحد القادة الميدانيين الذين شاركوا في قتال القوات الموالية للعقيد الراحلمعمر القذافي في شرق ليبيا، وقد اعتقلته تلك القوات في أبريل/نيسان الماضي قرب البريقة وظل معتقلا في طرابلس حتى حرره الثوار من سجنه في أغسطس/آب الماضي. بيد أن تعيينه أثار اعتراضا قويا من قبل ائتلاف ثوار ليبيا –الذي يضم مجموعات مسلحة من مناطق مختلفة بينها مصراتة وبنغازي والزنتان- والمجلس العسكري لبرقة الذي يضم ثوارا سابقين من شرق ليبيا. وقال بهلول الصيد أحد مؤسسي ائتلاف ثوار ليبيا إن الائتلاف يرفض تعيين قائد للأركان من خارج لائحة المرشحين الستة التي اقترحها على المجلس الانتقالي، بل إنه اعتبر أن إجراءات اختياره غير قانونية. من جهته رشح المجلس العسكري لبرقة أمس صلاح سالم العبيدي لقيادة الجيش بدلا من المنقوش. أولويات وفي أول تصريحات له عقب تعيينه في منصبه الجديد، قال المنقوش أمس إن توحيد التشكيلات المسلحة ونزع أسلحة الثوار السابقين على رأس أولوياته. وأضاف في مقابلة بثها التلفزيون الليبي أن آلية استيعاب الثوار السابقين في الجيش ستكون جاهزة قريبا، مشيرا إلى أنه سيقع انتداب 25 ألفا منهم في المرحلة الأولى من بناء جيش عصري. وقال إن رسالته للثوار هي أن عليهم أن يثبتوا للعالم مرة أخرى أنهم وطنيون، وأنهم سيندمجون في مؤسسات الدولة، ويعملون على بناء جيش وطني قوي. وأشار اللواء المنقوش إلى أن من أولوياته أيضا حماية حدود ليبيا، وقال إن إعادة بناء القواعد واقتناء أسلحة حديثة من بين التحديات التي تعترضه. وعرضت الحكومة الليبية المؤقتة راتبا شهريا لا يقل عن 600 دينار ليبي (500 دولار) على المقاتلين السابقين الذين يقبلون الانضمام إلى الجيش أو أجهزة وزارة الداخلية. حرب أهلية وقد دفعت الاشتباكات التي حدثت أول أمس في طرابلس بين فصيلين مسلحين وأوقعت أربعة قتلى، وتمسك معظم تشكيلات الثوار السابقين بسلاحها، رئيس المجلس الانتقاليمصطفى عبد الجليل للتحذير من انزلاق البلاد نحو حرب أهلية. وقال عبد الجليل في كلمة له ببنغازي مساء أول أمس إن هناك خيارين كلاهما مرّ في ما يتعلق بفوضى السلاح. وأوضح أن الخيارين هما "إما التعامل مع الاشتباكات المسلحة بحزم، ووضع الليبيين في مواجهة عسكرية وهو أمر غير مقبول، أو الانقسام فتقوم حرب أهلية". وقال إنه في حالة عدم توفر الأمن لن يسود القانون، ولن تحدث تنمية، ولن تجرى انتخابات، مشيرا إلى أن الناس يأخذون حقوقهم بأيديهم. وكان عبد الجليل أقر من قبل بعجز السلطات الانتقالية عن مواجهة المسلحين. اخبارية نت / الجزيرة نت