أكد ملك مملكة البحرين سمو الشيخ / حمد بن عيسى ال خليفة أن مملكة البحرين "تسير بخطى واثقة نحو المستقبل"، وقال "أكسبتنا الممارسة الإصلاحية مزيداً من التجربة والخبرة، وما زادتنا الأحداث الأخيرة التي مررنا بها إلا منعة وقوة" , وقال جلالة الملك في كلمة له عقب مصادقة جلالته على التعديلات الدستورية اليوم الخميس "إن الإصلاح الذي كان منطلقنا منذ تولينا مقاليد الحكم لن يتوقف فالتطور هو سنة الحياة"، داعيا مختلف القوى والتجمعات الوطنية إلى أن تبادر من ذاتها إلى تقويم عملها واللحاق بركب التطور والإصلاح، مشددا على أن "أبواب الحوار مفتوحة والتوافق الوطني هو غاية كل حوار" وأكد أن التعديلات الدستورية الجديدة سوف تسهم بتعزيز الرقابة على الاداء الحكومي وتطويره بما يستجيب لتطلعات المواطنين.. ووصف سموه التعديلات الدستورية بأنها "مفصل تاريخي مهم من حياة بلدنا وهي تأتي تفعيلا للمرئيات التي تم التوافق عليها في حوار التوافق الوطني، وذلك بعد أن قامت السلطة التشريعية بجناحيها الشورى والنواب بتحمل عبئ المرحلة فقامت بدراستها ووضعها بصيغتها النهائية وإقرارها ليتم رفعها إليها اليوم للتصديق عليها كنقلة نوعية حضارية نفخر بها تعكس ممارسة أبناء شعبنا لأروع صور الحوار وتبادل الرأي بنوايا وطنية مخلصة ومن خلال المؤسسات الدستورية". وأعرب سموه عن تطلعه أن تؤدي هذه التعديلات الدستورية إلى "الإسهام في تعزيز الدور الرقابي على الأداء الحكومي ودعم تطويره المستمر بما يستجيب لتطلعات وآمال المواطنين، وأن تتركز الجهود نحو إيجاد ودعم مشروعات التطوير وفتح قنوات التواصل المباشرة مع الأهالي والاستماع لملاحظاتهم وأخذها بعين الاعتبار بما يكفل الحياة الكريمة للمواطنين، وبما يؤدي إلى تحقيق الانجازات الوطنية التي نتطلع إليها ويتطلع إليها الجميع". وأوضح ملك البحرين في كلمته خلال الاحتفال الذي جرى بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أن "الأوائل الكرام أصلحوا الكثير عبر كل الأزمنة، وكل جيلٍ له طريقته في الإصلاح ، ونحن في هذا الجيل اعتبرنا التوافق هو طريق الإصلاح ، وعليه عشنا عقداً زاخراً بالإصلاح في مملكتنا الغالية، ووضعنا جميعاً وبالتوافق معكم قواعد وأسس تحولنا الديمقراطي في ميثاق عملنا الوطني، الذي حظي بموافقة شعبية واسعة قاربت الإجماع، وحافظنا طوال تلك الفترة على نهج التعددية والعيش المشترك بالتوجه نحو المصالح الوطنية الجامعة بما يضمن تطور بلدنا ويحفظ استقلاله وأمنه واستقراره". وقال سموه "في مملكتنا ينتخب الشعب ممثليه في المجالس البلدية، ونوابه في المجلس التشريعي، ويحتكم إلى قضاء مستقل، ومحكمة دستورية"، مؤكدا جلالته أن الدستور يحمي حرية المواطنين في التعبير والتجمع وإبداء الرأي والمشاركة في الشأن الوطني حسب القانون. وأكد جلالة الملك المفدى أن شعب البحرين الكريم أثبت في محطات عديدة من تاريخه الوطني قدراً عالياً من الإرادة والتصميم على تجاوز الأزمات بالإيمان بالله وحب هذا الوطن والحرص على العمل الوطني المشترك بين الجميع، وقال جلالته "تمضي الأيام لتثبت أن أرضية المواطنة والوحدة والمشاركة أكثر قوة لحمل مسيرة الإصلاح والتطوير، وإن أبواب الحوار مفتوحة والتوافق الوطني هو غاية كل حوار". كما وأكد صاحب الجلالة أن "الإصلاح الذي كان منطلقنا منذ تولينا مقاليد الحكم لن يتوقف، فالتطور هو سنة الحياة، وما نأمله في هذه المرحلة الهامة أن تبادر مختلف القوى والتجمعات الوطنية من ذاتها إلى تقويم عملها واللحاق بركب التطور والإصلاح". وأعرب جلالة الملك في ختام كلمته عن شكره لكل من شارك في حوار التوافق الوطني وساهم في تلك النقلة الحضارية في حياة بلدنا في وقت كانت تحتاج فيه لكل جهد وعزم من اجل شق طريقها للأمام، والشكر للسلطة التنفيذية لمتابعتها تقديم مقترح تعديل الدستور، كما إن الشكر واجب للسلطة التشريعية لدراستها وأجازتها للتعديلات الدستورية بصيغتها النهائية التي صادقنا عليها اليوم.