لم يكن لنا طيلة فترة الأزمة أليمنية من هدف سوى أعادة المنطق إلى العمل بعد أن منحته أحزاب اللقاء المشترك وحلفائها و بعض القوى وبدعم بعض الدول المريبة أجازة بلا راتب من حياتنا وحولته إلى متسول أجرب في قطر .. ولم يكن لنا من هم في هذه الأزمة اليمنية سوى أن نعيد للصدق والصراحة مكانتهما كأسلوب رفيع في الحديث مع الناس بعد أن تم اعتقالهما وتعذيبهما في أقبية استوديوهات سهيل و الجزيرة على يد جلادي شهود الزور .. وصار من أهم واجبات المثقف اليمني "الحر" أن يحاول أن يعيد للحرية والأخلاق اعتبارهما بعد أن اختطفهما الثوريون وقادتهم وتعاملوا معهما على طريقة ثوار ليبيا البرابرة والهمج مع "أسراهم" الجرحى .. أن الثقافة اليمنية و العربية والشرقية ترتعش رعبا في هذا الصقيع الأخلاقي حيث يجردها البرابرة من ثيابها الدافئة وكل مايستر جسدها الأسمر من قماش الصدق والكبرياء والعفاف قطعة قطعة .. ليتمتع بها بعض الأمراء و بعض من أولاد المشايخ وأصحاب الحي الحمراء وفوارقهم المدفوعين الأجر مسبقا والموعودين بمستقبل (أخواني مريب ) برعاية قطر.... ورغم أنهم كانوا ومازالوا يمارسون امتهان الكذب الثوري الخادع والمزهنق بزنازين الأكاذيب . فأننا أقمنا ومازلنا نقيم للمنطق بالمقابل مهرجانا كبيرا وندعو الصدق إلى هذا المهرجان الكبير ليكون ضيف الشرف الرفيع بعد أن أذلته وأهانته قنوات ومواقع المختلين وأذاقته السم الزعاف وجلدته بتصريحات وفيديوهات وصور مشكلة من كل صنف وكل لون و أضافت رغم كل ذلك الكذب مزيجها الإخباري المسموم والقيل والقال الذي تمتهنه وتجيده بدقة.. وعليه فأننا أقمنا مهرجان الحقيقة هنا في هذه المقالة فالناس في الأزمات قد تثني على من يرفع معنوياتها ويشبع شوقها لأخبار النصر لكنها لن تغفر لمن فعل ذلك و"هو يدري" أنه يطهو لها الحصى ويعدها بالطعام الدسم وفي هذه الأزمة الناس جوعا للحقائق ولم تمضغ من أخبار الجزيرة وزغاريد سهيل سوى الحصى والطين ولذلك فأننا لن نضع في القدور الحصى والحجارة بل سنهشم الخبز في "الثريد" خبز الحقائق ونعطيه للناس بلا مقابل كما نفعل دوما فالكلمة الصادقة حسنة عظيمة في زمن النفايات الثورية... ولا أخفيكم الأمر لقد أصبحت أخبار وقنوات ومواقع اللقاء المشترك وحلفائه لأكثر الناس وأنا منهم كقنوات ومواقع اخبارية كوميدية .. فهناك نوع من أخبارهم يجعلك لأتعرف مشاعرك فهو يثير ضحكك وفي نفس الوقت يثير سخطك وغضبك ..وتحتار .. أتلبي رغبتك في الضحك أم رغبتك في الغضب؟ .. لكن هناك ماهو أكثر بلوى .. وهو الخبر الذي يقومون بتلفيقه و الذي تمر فيه كل المشاعر البشرية عليك دفعة واحدة كخليط عجيب يجعلك شخصية لا صفة لها ألا "المختل عقليا" عند قراءته .. هذا ألخبر الذي لا تستطيع فيه مقاومة نوبة من الضحك الهستيري لكنك تنتبه وأنت منتش مسرور إلى حقائق مذهلة معترضة في عبارات الاخبار تسبب لك الذهول المفاجئ فيتوقف ضحكك كما لو كنت تضغط الفرامل في سيارة مسرعة ..ثم تتوقف فجأة أمام كلمة أو كلمتين تضيفان مشاعر الغضب والسخط إلى مشاعرك في نفس لحظة الفرملة المفاجئة .. وعند تدقيقك في الانسجام المنطقي للعبارات المنطلقة من فم ناطق الخبر تحس برغبة بالبكاء ولا تقدر على تجاهل مشاعر الأسى والخيبة والخجل التي تحيط بقلبك كالغمام والضباب والدخان ..وتستنتج أن هذا النوع من الإخبار يجبرك على العيش في ظروف نفسية متضاربة يعجز معها علم التحليل النفسي عن التواصل معك لانقطاعك عن العالم الواقعي لأنهم ذهبوا بك فوق الخيال .. هذا هو ما أعيشة إثناء مشاهدتي لإخبارهم أو مواقعهم .. في الختام اعتقد يا سادة يا كرام أن التغاضي عن مثل هذه ألأمور الكثيرة وتجاهل وجود قوى خفية وظاهرة شريرة هو الذي أوصلنا إلى هذه المسيرة من تخبط في المشاكل المريرة وهزات اجتماعية مثيرة وأزمات مالية عسيرة وحروب نفسية وقتالية مخيفة ..
* من ابرز أسود وأنصار الشرعية الدستورية في الفيس بوك