كم أتمنى... كم أتمنى أن أجد أناساً أستطيع معهم تغيير أشياء كثيرة، جداً، ونبدأ خطوة.. خطوة، ولا شك أن شيئاً ما سيتغير، سيتغير تغييراً صحيحاً، لكن للأسف لا حياة لمن أنادي ولا جدوى من كل هذه الأمنيات، فلا حياة لمن أنادي.. لا حياة لمن أنادي.. بالعكس يحدث تغيير في بعض ما أتمنى أن يتغير في مجتمعنا، لكن للأسوأ دائماً، فمن يصدق كم أشعر برغبة في البكاء، وأخرى في الضحك عندما أسمع نشرة الأخبار أو برامج في قنواتنا المحلية، فأتذكر حينها دكتورنا السوري رعاه الله، د. محمد جمعة نبعة، الدكتور المختص في النحو، الذي كان يفرمنا فرماً عندما نخطئ خطأً طفيفاً أو نفكر في الخطأ مجرد تفكير، حتى كنا نهذي بشرح ابن عقيل ونحن نيام من شدة الخوف، وعندما كنت أتجرأ وأسأله عن سر تلك الشدة والقسوة في تعليمنا يقول لي تلك العبارة التي عرفت قيمتها الآن: ستقولين غداً رعاك الله، أنتم رسل للمجتمع، أعدكم لنفع هذه الأمة، وستصلين لقولي هذا يوماً ما، وإذا وصلتِ لا تبخلي بعلمكِ على أحد.. وكم أتمنى أن أفعل بنصيحته، كم أتمنى، لكن من أين أبدأ، من إذاعة عدن التي لم يتغير ديكور قناتها وأجهزتهم منذ أسست القناة، وخاصة نشرة الأخبار، أو الأغاني التي تبث في الإذاعة التي تعود لعصر الفراعنة الأوائل( لا صوت ولا كلمة ولا عزف ولا...)، أو من إذاعة الحديدة أو.. فلا تدري بأي لهجة يتكلم المذيع، فكل مرفوع مجرور وكل مجرور منصوب ونقول ربما القادم أجمل.. وإذ بنا كمن “صام صام وفطر بلصام” فقنوات اليوم أكثر خزياً من قنوات الأمس، فقناة اليمن اليوم يأتي المذيع والمذيعة في بعض البرامج ليعجنا اللغة العربية عجناً مذهلاً، حتى أن الأمي الذي يسمع بالفطرة يكتشف ذلك الجهل المركب، والمذيعات يعرضن عرضاً في برنامج (أحلامكم شباب) يبعث على الغثيان، كأن صنعاء خالية من خبيرات التجميل والملابس، فيتكلمن تعزي وعدني وخليجي ويتحركن كأنهن بريموت، وعندما تركز في نطقهن وتهمل الشكل الغريب، لا تدري بأي لهجة يتكلمن، ومثلها قناة آزال التي لم ينصب فيها مفعول به أبداً، وكم أتمنى لو أن الجميع يتكلم بالعامية ويكفي، أفضل من أن يضحك الناس علينا، ومثلها قناة سهيل حيث تحولت اللغة العربية لديهم لمجرد كلمة واحدة (النظام وأعوانه) ، وعليه أعلن من هذا المنبر لقناة اليمن اليوم أني على استعداد لعمل دورات في اللغة العربية البسيطة ( مني بلاش) ولكل القنوات اليمنية، لكل المختلين لغوياً، لأن الناس يضحكون علينا والله، ولكم أن تتخيلوا أن هذه الملاحظات لطالبة صينية مسلمة جاءت إلى اليمن مع والدها، ودرستها النحو العربي بطريقة جديدة، حيث حولت كل قواعد النحو (لمعادلات رياضية) حتى لا تنسى أبداً ولا تحتاج لمراجعة، ودرستها مع المكفوفين وسافرت، ثم عادت وقد حفظت القرآن كاملاً وهاتفتني لتشكرني ولتقول لي ما لاحظته، فهل من مجيب، أنا على استعداد أن نسكت الناس من الضحك علينا، ومني بلاش.. رابط المقال على الفيس بوك