خبز الجمر هو أحد المأكولات الشعبية القديمة التي ما زالت تقدم على الموائد حتى أيامنا هذه، لما فيه من نكهة خاصة تعيد الحنين إلى الماضي بكل ما فيه من بساطة. ورغم ما يشهده المجتمع الحديث من رفاهية وتنوع لكافة أنواع الغذاء والأطعمة، فإن بعض الشباب احترف صناعة الخبز على الجمر وعلى الصاج، من خلال بعض المطاعم الشعبية، حيث يقدمون الأطعمة الممزوجة بالسمن البلدي والعسل، وهي المهنة التي تعلموها من الآباء. وعن تلك المهنة يقول رضوان الذي احترف خبز الجمر عبر سنوات طويلة، ونقل خبرته إلى أبنائه الذين يساعدونه في العمل، وخاصة عند مشاركته في بعض المهرجانات وعلى رأسها سوق عكاظ، فيشرح لنا كيفية عمل الخبز على الجمر فيقول: إن عمل خبز الجمر له عدة أنواع. النوع الأول هو عبارة عن عجين يصنع على شكل قرص سميك يوضع تحتة الجمر وفوقه جمر ثم نتركه لمدة لا تتجاوز الربع ساعة لنقوم بإزالة الجمر من عليه وتنظيفه بفرشاة أو منديل نظيف ويقدم للأكل. كما أن هناك طريقة الصاج، حيث نسخنه لمدة خمس دقائق أولًا، ثم نفرد العجينة عليه بالتساوي ونتركه من خمس إلى ثماني دقائق، وبعدها نجنبه حتى ينضج من أعلى، ونحرك الصاج يمينًا ويسارًا حتى يحمر وينضج. أو يتم عمل خبز نحيف وجاهز مفرود ونقوم بتقلبيه حتى ينضج وتقديمه للزبون. وهناك طريقة برية هي الحصى النحيفة والعريضة ناعمة الملمس. حيث يوضع الحصى على الجمر حتي يسخن ثم نضع العجينة عليه وهذا ما نعمله في الرحلات البرية. وعن بداية عمله بهذه المهنة قال رضوان: نعمل الخبز على الجمر منذ عدة سنوات، ولنا عدة مشاركات في الفعاليات ومنها سوق عكاظ بحكم قربة من السكن بالطائف، وقال إن رغم توفر الأدوات الحديثة الخاصة بعمل الخبز إلا أن كثيرًا من الناس لا يزالون يحبون خبز الجمر، وكذلك الشاي والقهوة على الجمر لما له من نكهة خاصة وذكريات جميلة باقية في الخلد في وقت كانت لا تتوفر الأدوات الحديثة، وكل شيء يطبخ على الجمر لأنه يفرق كثيرًا في عملية الطبخ. وأضاف: نطلع للبر، ونقوم بعمل الخبز للأولاد على الجمر حيث يقبلون عليه، ويأكلونه مع السمن والعسل والبعض مع اللبن والبعض مع الشاي أو الحليب، وله لذة خاصة وهو ساخن. وهناك من يستخدمه في عمل الفتة والعريكة، ويمكن أن يضاف عليه الحبة السوداء (حبة البركة) أو سمسم أو الفلفل أو البصل حسب الرغبة. وعن انخراط الجيل الجديد في عمل خبز الجمر، قال العم رضوان: معي أبنائي وبعض الشباب الذين يحبون العمل في مثل هذه الأوقات والفعاليات، لما فيها من الكسب والربح وكذلك الاحتكاك بالزوار.