أثبتت الأحداث الراهنة التي يمر بها الوطن العربي أن المشاهد العربي أصبح يدرك بالدليل القاطع مدى صدق القنوات الفضائية ومدى كذبها وعرف من هي القنوات التي تسعى لتأجيج الأوضاع وتأزيمها وافتعال الأزمات وخلق احتقان لدى المواطن وإثارة حالة القلق والاضطراب في الشارع العربي وتشويه سمعة الدول العربية بل وتحطيم اقتصادها بضرب السياحة وغيرها من الموارد الاقتصادية الهامة. فالفضائيات التي تسبح عكس الحقيقة أصبحت معروفة بل وأصبح الفرد منا يشمئز من طرحها وينأى بنفسه عن مشاهدتها لكن يتساءل الفرد منا: ألا تستحي هذه الفضائيات من طريقة طرحها وكأنها تتعامل مع مشاهد لا عقلية لديه ولا فكر ولا حواس؟ فحقيقةً الإعلام الناجح أن ينقل الأحداث والأخبار بواقعية وحيادية (مع وضد) المهم أن تكون هذه القنوات حيادية لكي تكسب احترام المشاهد والمصداقية لديه, وعليه فإنه مع الأيام فقدت قناة الجزيرة موقعها في أنفسنا وخسرت كثيراً من محبيها وذلك لأنها كانت تعتبر الرائدة على جميع القنوات الإخبارية في نقل الحدث وتحليله؛ لأنها اعتمدت أسلوب كسر مكانتها وهدم مقومات نجاحها فصارت عدواً للشعوب وقناة مُصدرة للقلق والإزعاج ومنتجة للاحتقانات, وعلى ركبها جاءت قناة سهيل التي أثبتت أنها ماهرة في عملية القص واللصق والدبلجة حيث ظهرت براعتها في خلق صور لصالحها من مشاهد لا تمت لها بصلة. عملية الفبركة والدمج صارت معروفة لدينا لذا كنا نتمنى أن يسموا بمكانة الإعلام كسلطة رابعة حتى يكسبوا احترام المشاهد لكنهم ساروا في الركب وسعوا بكل ما أوتوا من قوة لبث الأحقاد وخلق الأزمات وكلها لا تخدم سوى أهداف لأشخاص معينين طامعين في السلطة ساعين بكل عنفوان نحو تدمير الوطن وتمزيقه. فمن المستفيد من ذلك؟ أكيد لا أحد منا .. فقط المستفيد أعداء الوطن وأصحاب الأجندة الخاصة والمشاريع الصغيرة, فليعلم كل القائمين على هاتين القناتين أن المشاهد لم يعد أحمق أو أنه لا يفرق بين الصح والخطأ ، فالجميع صار يدرك أن رسالة الإعلام يجب أن تكون محايدة وواقعية أما أن يكون هناك فبركة للأخبار ودبلجة للصور فهذا إعلام فاسد وعميل. وكان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مدركاً لها وأكد مراراً وتكراراً أن هذه العاصفة أساسها حرب إعلامية، كلها (شعللة) إعلامية تساعد في تنفيذ مخططات معدة سلفاً للوطن العربي ومنها اليمن. أحب أن أشير فقط إلى حدث يدل دلالة أكيدة على أن الإعلام الذي تتبناه الجزيرة هدام, وإلا لماذا لم تبث الجزيرة زيارة أمير دولة قطر لإسرائيل والتي عقد معها اتفاقيات منها إعلامية, لماذا؟ ولمن لا يعرف عليه بزيارة موقع اليوتيوب ويشاهد هذه الزيارة التاريخية التي كتمت عنها الجزيرة الأنظار، بمعنى أن ( حقهم حق وحق الناس مرق ) لذا أدعو إلى عدم الالتفات للإعلام الهدام ونبذه خلف الظهور, ولنسعَ خلف الإعلام الذي يدعو إلى حقن الدماء ولمّ الشمل وبث السلام في النفوس.