أتذكر صبيحة يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م أنني كنت اتقدم طابور مدرسة المقداد بن عمرو في مديرية ردمان ال عواض متجهين لحضور اول حفل بعيد اعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في ساحة مستشفى الشهيد احمد سالم العواضي. طوال الطريق كنت اهتف عالياً "شعب يمني " ،" بلد يمني " ، "علم يمني " و زملائي يرددون بعد كل عبارة اقولها " واحد واحد واحد ". كانت لحظات تاريخية .. عظيمة .. لاتنسى ..كانت دموع الفرح محتبسه في الاعين .. نردد واصواتنا يدوي صداها في ساحات الوادي والجبل ابتهاجا وفرحا وسعادة . لكنني اتذكر ان لا أحد من المعلمين وانا في الصف الثامن حدثنا عن فضل الوحدة وضروراتها الراهنة . اذكر فقط ايها الاباء والاخوة دور والدي البارز رحمه الله في توعيتي والحث على اهمية التئام شمل البيت اليمني بعد الشتات وما يجب علينا القيام به للتعبير في ذلك اليوم عن معاني السعادة للعيد الخالد في حياة الامة . وقبل ان يرتدي عيد الوحدة حلته البهية و رقمه المميزفي عيده الثاني والعشرين ليوم الثاني والعشرين من مايو تسعين وفي ظل قيادة جديدة في الوطن ننتهز هذه المناسبة الغالية في قلوبنا لنقل التهاني والتبريكات الى شعبنا اليمني العظيم ورحمة الله تغشى الشهداء الابرار . القراء الكرام إن ما يواجهه الوطن من تحديات جسيمة يستدعي تظافر جهود كافة ابناء الشعب دون استثناء وترك المناكفات والمكايدات التي عكست صورة سلبية خطيرة عندما خرجت الاحزاب والتنظيمات السياسية القانونية والغير قانونية والتجمعات المختلفة عن الغايات والاهداف وشخصت غاياتها لتصل آثارها الى غرس الضغائن والحقد والتشرذم والشتات والحرب والارهاب والتدمير ساعدها بذلك ضعف الحكم وغياب العدالةوالمساواة وفساد القضاء واختلال كلي في منظومة الدولة . اجد نفسي ملزم الى جانبكم بفرحة عيد الوحدة وعبركم نعرج سريعا على بعض النقاط التي نوجهها رسالة لصناع القرار ومن مختلف الاطياف . *الوطن يتألم من جراحه وكلكم تدعون الوطنية ! *الوحدة تحاك بمؤامرات وجميعكم وحدويون! واخيرا الرسالة المهمه للمناضل الجسور عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية فخامتك معني اولا برفع مرتبات الجيش والامن الذين يدفعون جنوده ثمنا باهضا في الصراعات الدائرة في انحاء الوطن هؤلاء الجنود المرابطين في مواقع الشرف هم ابناء الاسر الفقيرة في اليمن أليس الحفاظ عليهم هو عامل اساسي لتعزيز الاستقرار والسلم الاجتماعي والعدالة والمساواة والتفريط فيهم ضياع لهيبة الدولة وخلق صراعات تؤثر حاليا على التنمية والسلم الاجتماعي ومستقبلا تهدد كيان الوحدة اليمنية التي لا يقبلها الوطنيين والوحدويين الفعليين كالرئيس هادي الذي حماها في ساعة الشدة سابقا