مثل قرار تعيين الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز مؤخرا رئيسا للمخابرات السعودية نقلة نوعية في أداء ساسة (الرياض)وفي توجهاتهم المستقبلية ستنعكس بشكل كبير على الكثير من الملفات الشائكة في المنطقة والتي ستصنع السياسة العام للملكة ورؤيتها في المستقبل تجاه تلك القضايا والملفات الساخنة وفي مقدمتها (ملف الاخوان) والملف السوري والملف اليمني بالإضافة إلى الملف العراقي والمد الإيراني في المنطقة والذي بات يهدد (الرياض)بشكل مباشر عبر الجماعات الشيعية في المملكة بالإضافة إلى جماعة الحوثي في اليمن وجماعة الشيعة في (البحرين) .. وتمثل هذه الملفات أمام الأمير بندر بن سلطان تحديا حقيقيا خاصة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة وتعقيداتها وتداخلاتها وحساسيتها بشكل كبير ..خاصة في ظل لعبة الإخوان المسلمين (المكشوفة)في المنطقة والتي كانت قد عقدت شبه اتفاق (سري)مع (الرياض) يقضي بدعم (الإخوان) ل(الرياض)ضد أي ثورة داخلية (شيعية)مقابل دعم (الرياض)لجماعتهم في (سوريا)وهو ما كانت الرياض قد سارت عليه طيلة الفترة الماضية بشكل كبير بعيدة عن كل الحسابات والعواقب ...! والتحدي الأكبر اليوم أمام الأمير (بندر بن سلطان) هو التعامل مع تلك الملفات والقضايا بدهاء وحذر وحنكة تجعل زمام المبادرة بيد(الرياض) دون أن تسلم أمرها ل(أي جهة ) أو جماعة قد تقود الرياض إلى (كارثة) حقيقية في حال حصلت على مرادها وهنا أعني بالتحديد جماعة (الإخوان) التي تعمل جاهدة من خلال تلك الصفقة مع (الرياض) ل(جر)الرياض إلى أتون حرب طائفية في المنطقة ومواجهة مع (طهران) وحلفائها في المنطقة مما قد يعجل ب(تدهور)الأوضاع في المملكة ويفقد (الرياض) زمام المبادرة ويجعلها تحت (رحمة) الإخوان في الوقت الذي لن يغنوا عنها شيئا. ومن خلال ما هو معروف عن الأمير بندر بن سلطان الشخصية التي لها باع طويل في العلاقات الدولية وفي الملفات الشائكة من خلال خبراته التي كسبها أثناء عمله سفيرا للملكة في (واشنطن) لفترة طويلة وأكسبته الحنكة والدراية السياسية والقدرة على التعامل مع الملفات الحساسة والمعقدة فإن الكثير من المراقبين يتوقعون أن الأمير في منصبه الجديد وصلاحياته الواسعة سيسعى لتغيير قواعد اللعبة في السياسة السعودية وسيعمل على التعامل مع تلك الملفات باحترافية عالية مرتكزا على خبراته ومعلوماته الدقيقة عن جميع مكونات تلك الملفات وفي مقدمتها ملف(الإخوان)الذين يعرفهم الأمير سلطان معرفة عميقة تجعل من السهل عليه تجنيب (الرياض)ويلات (مؤامرات) تحاك ضد (الرياض) من قبل من يحسبون أنفسهم اليوم (حماة الحمى) والمدافعين عن حياض (المملكة ) في الوقت الذي تثبت الوقائع عكس ذلك .. ولا يعتقد عاقل أو مفكر أن يسمح الأمير بندر بن سلطان لجماعة مهما كانت أن تخدعهم أو تجرهم لمستنقع (حرب طائفية) ستكون (الرياض) أول من يدفع الثمن خاصة والرياض تدرك أن تفجير حرب طائفية في المنطقة على غرار ما يحاول (الإخوان) ومن على شاكلتهم تصوير ما يجري في سوريا على أنها حرب مقدسة ضد (العلويين الشيعة)سيكون كارثيا لها وللمنطقة بأسرها حيث وأن إيران حتى اللحظة لم تنجر لمواجهة مباشرة مع (الرياض) على النهج الطائفي في الوقت الذي لا تزال أذرع طهران في المنطقة من الجماعات الشيعية في البحرين والسعودية واليمن والعراق ودول الخليج ولبنان في حالة (انتظار)وبحسب مراقبين فإن (طهران) لا تزال تتريث الأوضاع في سورية وفي حال سقطت (دمشق) بدعم سعودي تحت مبرر طائفي ستكون تلك (إشارة )البدء في إعلان (طهران) للحرب المقدسة ضد (الرياض) ومن يقف في محورها وحينها ستشتعل المنطقة برمتها في (أتون) حرب طائفية لن تستثني أحد..!! وبالنسبة لتعاطي الأمير سلطان مع الملف اليمني فيرى الكثيرون أن الأمير سلطان سيتعامل بذكاء وحساسية مفرطة مع تعقيدات الملف اليمني ولن يقع في (شراك)الإخوان الساعين لجر المملكة لمواجهة جديدة مع جماعة (الحوثي) مهما أظهر (الإخوان) من محاولات تودد وتقرب ل(الرياض) وتقديم أنفسهم على أنهم من سيحمون المملكة من خطر(الحوثي والشيعة)..حيث والأمير بندر بن سلطان يدرك عواقب ما تعنيه مواجهة مسلحة بين جماعة الحوثي والرياض في ظل حالة الغليان في المنطقة الشرقية وما قد ينجم عنه دخول إيران بشكل مباشر في دعم الشيعة في المملكة في الوقت الذي لن يكون في مقدور (الإخوان) مواجهة تلك الجبهات .. بالأخير تبقى الأشهر القادمة حبلى بالكثير من المواقف والتحركات التي ستكشف توجهات ورؤى الأمير بندر بن سلطان وحنكته السياسية تجاه تلك الملفات المعقدة ..