لم أتوقع أن يصل بنا الحال كمسلمين وموحدين ندرك ونعي حرمة سفك الدم المسلم ونسعى إلى الألفة والمحبة فيما بيننا أن يأتي من يثير الخلافات والنزاعات ويعمل على تأجيج المهاترات الإعلامية التي لاتسعى إلا إلى شق الصف وتوسيع رقعة الخلاف بين المسلمين حتى طالعنا مدير عام مكتب الاعلام بمحافظة البيضاء عارف العمري على موقعه في الفيسبوك بمنشوره الهتلري الذي تفوح منه رائحة البغضاء والحقد لمن ينتسبون إلى البيت النبوي المبارك . والعجيب في الأمر أن هذه العقلية الدموية المريضة قد شاركت هتلر في تفكيره السفاح بل تجاوز ذلك بتمني احراق كل من ينتسب الى البيت النبوي الطاهر وهم اخوته في الدين والعقيدة واللغة والوطن ،، ولا سبب لذلك سوى الحقد والحسد الذي أعمى قلبه في حين هتلر ارتكب تلك المحرقة مع اليهود . وهو بهذه الدعوة المقيتة قد أفصح عن مستواه المعرفي والثقافي والنفسي أيضاً . فما نفترضه بالاعلامي المهني أن يرتقي خطابه قولاً ومضموناً برصانه وحياديه ومهنيه كيف وقد أصبح قدوة للإعلاميين بتكليفه مديرا عاما للاعلام بمحافظة البيضاء . ولكن لاعتب ان نرى مثل هذه الكتابات الركيكة حين يتنطع انصاف المثقفين ليطلوا علينا بمثل تلك المواضيع المستهجنة التي لاتمت إلى أخلاقنا الإسلامية بصلة وقد فتح مثل هذا الباب وأرخى مثل هذا الحبل بدافع الهوى والحقد والحسد الذي لادواء له سوى تصفية القلب والنفس من دوافع العصبية والعنصرية الجاهلية الممقوتة وعدم الاعتراض على ما وهبة الله من هبات ومزايا مختلفة لبني البشر .. فهذا الإكرام هو هبة ومزية من الله سبحانه وتعالى يهبه لمن يشاء شأنه كشأن هبة الغنى وصحة الجسم وقوته وغيرها من الهبات . ثم ان السادة لم يسموا أنفسهم بالهاشميين كما ادعى بل اطلقت عليهم هذه النسبة من القرون الأولى نسبة إلى جدهم هاشم بن عبدالمطلب والتي يطلقها الناس إكراماً لهم لمنزلتهم وشريف نسبهم الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ونذكر ذلك المتثيقف أنه تناسى الدور الكبير الرائد الذي قام به السادة الأشراف في مشارق الأرض ومغاربها في خدمة هذا الدين ونشر الاسلام الحنيف بلا حشود ولا جيوش ومن دون إراقة قطرة دم واحدة بل بأخلاقهم الحسنة التي ورثوها عن جدهم صلوات الله عليه ومثلو بذلك القدوة الحسنة لتعاليم الدين وسماحته . ان هذا المنشور الذي يصور لنا مثل هذه العقليات الضحلة التي تسعى بمثل هذه الكتابات الركيكة إلى تحقيق مآرب وغايات " تحصلوا عليها فيما بعد" لم أجد له مبرراً سوى البغض الواضح والصريح للرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كيف لا وقد تمنى إحراق كل من ينتسب إلى البيت النبوي كما أحرق هتلر اليهود ،، وسيقول الكاتب معاذ الله لقد قولتموني ما لم أقل فلم أوجه سهام حقدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن مسلمون ونحن نعظم نبينا ونقدسه ونقول ان كنت كذلك فربنا سبحانه وتعالى قال على لسان نبيه الأعظم قال(قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح (أحبو الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني لحب الله ، وأحبوا آل بيتي لحبي) ونزلت كثير من الآيات ووردت الأحاديث لتؤكد على ذلك ، فهذه الآيات والأحاديث تدعو لمحبة آل البيت النبوي الشريف وأنت لم تظهر الحب ولا المودة ولكن الحقد والكراهية والبغضاء والتأليب على هذا النسب الطاهر . وان كان هناك من ينتمي للسادة ممن له فكر أو رؤية فلا ينبغي أن يعمم الحكم على جميعهم فهذا البهتان والظلم البين . فالكاتب سواءً أثنى عليهم أو ذمهم فإنما أساء أو أحسن إلى نفسه فقدرهم ومنزلتهم ثابتة بنص الكتاب العزيز بقوله تعالى(قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) صدق الله العظيم. ولا يسعنا في الختام إلا أن نقول :- يا ناطح الجبل العالي ليكلمه اشفق على الرأس لا تشفق على الجبل فعليه أن يتقي الله ويعلم أنه مسئول أمام الله عن كل ما كتبت يداه والله الموفق ،،،