دعا الرئيس محمد مرسى جموع الشعب المصرى إلى الاستفتاء على الدستور، يوم السبت الموافق 15 ديسمبر، وذلك فى كلمته أمام أعضاء الجمعية التأسيسية أثناء مراسم تسلم الدستور الجديد للبلاد. وقال الرئيس محمد مرسى، إن الرموز الوطنية التى فضلت عدم المشاركة فى الجلسات الختامية أقول لكم إنكم شاركتم مشاركة فعالة حتى وإن اختلفت رؤيتكم، وجهدكم لا يضيع أثره ولن ننساه ومهما كانت الدوافع لعدم مشاركتكم فإن التاريخ سيخلد دوركم الوطنى فى إخراج هذا المشروع وإن ما يعنينا هو وطننا الكبير مصر، ولابد أن نبتعد عن الاختلاف وندرك أن هناك تحديات جساما تنتظرنا . وأضاف : "من هنا أجدد الدعوة لحوار وطنى جاد حول هموم الوطن لإنهاء المرحلة الانتقالية بما يضمن ديمقراطيتنا الوليدة إن مصر سعيدة بأجواء الحرية والشفافية وقد ناقشت مواد الدستور داخل مصر وخارجها ويعد هذا الدستور نجاحا لثورة يناير. وتابع الرئيس : لا شك أن هذا الاستفتاء أحد أذرع المشاركة فى صناعة مصر الكبيرة بتاريخها وحاضرتها فالديمقراطية تتجذر عبر ممارستها وها نحن نفعل وإن لماضون إلى ذلك بمشيئة الله". واستطرد : "وإنا بصدد دعوة الأمة للاستفتاء على الدستور لا أنسى الدور العظيم للقضاء الذى شارك فى الانتخابات ولا أنسى دوره فى الحديث عن الفساد وتزوير الانتخابات ويقينى أن هذا القضاء سيكون حامى الحريات يعمل الليل والنهار، ليصل كل حق إلى صاحبه وأن شعاره دائما أن الضعيف عندهم قوى حتى يؤخذ الحق له. إن هذا الوطن يوقر القضاء الذى يعد عنوان العدالة وكلى ثقة أن قضاة مصر الأجلاء سيكونون عونا لمصر دائما وأنه لا يمكن أن ينصرف أحد خارج المشروعية". وأضاف : "أيها السادة، العالم كله من حولنا ينظر إلى تجربتنا منذ اللحظة الأولى للثورة المصرية التى شدت أنظار العالم إلينا ومازالت، لتنظر كيف ينصر المصريون ثورتهم ويستمر عطاء المصريين موحيا للعالم أجمع. واختتم كلمته: "أيها السيدات والسادة وبعد متابعتنا لأعمال الجمعية التأسيسية وتسلمى منكم لمشروع الدستور دون تراجع، سأصدر قرارى اليوم بالدعوة للاستفتاء على مشروع الدستور وذلك يوم السبت 15 من ديسمبر 2012 والذى أدعو الله وأتمنى أن يكون يوما جديدا فى مصر الديمقراطية". كان الرئيس قد أكد فى كلمته خلال مراسم تسلمه الدستور الجديد للبلاد، أن ما تشهده مصر حالياً يأتى فى إطار "ثورات موحية"، داعياً جموع المصريين بألا ينسوا تضحيات الشهداء، ومن أصيبوا فى هذه الثورة، قائلاً: "لولا دماؤهم الذكية ما وصلنا إلى المرحلة التى نحن فيها، إلا أن إصرار المصريين هو العنوان الأبرز ابتداء من 25 يناير بداية الثورة مرورا باستفتاء 19 مارس مرورا بالانتخابات البرلمانية والرئاسية بجولتيهما ليؤكدوا على نجاح ثورتهم". وأضاف الرئيس، "المصريون مصرون على تحقيق أهداف الثورة، وأن هذه الجمعية قامت بدور عظيم، حيث إن اللجنة الحالية منتخبة، وهو أمر له دلالة كبيرة، حيث تم اختياركم فى ثلاث محطات رئيسية؟، عبر انتخابات من أعضاء مجلسى الشعب والشورى والتى شارك فيها 32 مليون مصرى". وتابع مرسى موجها حديثه لأعضاء الجمعية التأسيسية، "وقد شاركتم عبر ما يقرب من 6 أشهر متصلة، فى صياغة هذا المشروع بدراجات متفاوتة تقريبا تنقلها كما سمعنا من المستشار حسام الغريانى، وكانت أجهزة الإعلام المختلفة تنقلها على الهواء مباشرة، ولكم جزيل الشكر ونقول لكم جزاكم الله خيرا". وأكمل الرئيس، "يا أبناء مصر هو صناعة أيديكم وهو نتاج كل أطياف الجماعة الوطنية، شارك فيه كل أطياف الجماعة الوطنية خارج مصر وداخلها، وتم الالتقاء بالمصريين للخارج، وتم الأخذ بآرائهم، وتابعت مناقشاتكم، كما تابع الملايين من المصريين لتحقيق آمال المصريين والكرامة، حق لكل من يعيش على أرض مصر، واعتمدت المواطنة كمبدأ حاكم فى الدستورية والتسوية بين كل المصريين ولأول مرة فى تاريخ مصر، ينتصر الدستور لحق المصريين فلم يعد رئيس الجمهورية يستطيع حل البرلمان ولو حل البرلمان دون إرادة الشعب وجب عليه الاستقالة". وأضاف، "تم تمكين خمس أعضاء البرلمان من تعديل البرلمان، ويشترك الشعب ممثلا فى كل نوابه، كما كنا نحلم نحن المصريين عقودا طويلة بأن يكون الشعب مصدر السلطات، والشعب بحق هو مصدر السلطة، كما أحسب أن مشروع الدستور معبرا عن أهداف الثورة العظيم، لانتصاره لحرية الاعتقاد والفكر والرأى وحرية الصحافة والنشر وإصدار الصحف، وكما يبنى لنظام ديمقراطى حقيقى". كما دعا الرئيس محمد مرسى جموع المصريين للذهاب إلى الاستفتاء على مسودة الدستور التى تسلمها من أعضاء الجمعية التأسيسية، قائلا "وليذهب الجميع ليقول رأيه بكل حرية وشفافية ومسئولية، وبنا جميعا يبنى الوطن، أدعو جميع المواطنين بالموضوعية والتدبر فى مواد هذا الدستور الذى بأيدينا، ونختار بضمير ما يحقق مصالحنا ويصلح بلادنا، وما يحقق آمالنا فى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاستقرار". وأضاف "إننى ونحن نعبر هذه المرحلة المهمة أقول لشعبنا العظيم المعارض قبل المؤيد أعينونى بقوة فيما حملتمونى من مسئولية إدارة الوطن، هذه المسئولية تحتم على أمام الشعب والعالم بأن أمضى قدما للأمام، وأن أنهى ما تبتغيه إرادة هذا الشعب الذى يصل بنا إلى بر الأمان".
