أعلن نائب رئيس الحكومة التركية بولند أرنيتش الثلاثاء، أن التظاهرات الأولى التي نظمت في إسطنبول الأسبوع الماضي، للتنديد بمشروع تنظيم مدني للحكومة الإسلامية المحافظة، وتوسعت لاحقاً لتطال كل أرجاء تركيا، كانت "عادلة ومشروعة". وقدم اعتذاره للعدد الكبير من المتظاهرين الذين أصيبوا بجروح أثناء حركة الاحتجاج التي اندلعت في مختلف أنحاء تركيا منذ خمسة أيام. وقال أرينج، وهو المتحدث باسم الحكومة أيضاً، في مؤتمر صحافي إثر لقاء مع الرئيس عبد الله غول "أقدم اعتذاري لكل الذين وقعوا ضحية أعمال عنف لأنهم حريصون على حماية البيئة". إلا أنه استثنى من الاعتذار في المقابل "الذين سببوا الأضرار في الشوارع وحاولوا عرقلة حرية الناس". كما دان استخدام العنف في صد المتظاهرين، قائلاً "ما أدى إلى تدهور الأمور، هو استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع لسبب أو آخر، ضد أشخاص كانت لديهم في الأساس مطالب مشروعة". وكان أرينج عبر السبت عن أسفه لاستخدام الغاز المسيل للدموع، بدلا من الحوار. محاسبة كل من كان وراء تجاوزات الشرطة إلى ذلك، اعترف بوجود تجاوزات من قبل الشرطة في أول أيام الاحتجاج. ولفت إلى وجود تجاوزات واستخدام للقوة المفرطة في أول أيام الاحتجاجات التي اندلعت في ميدان "تقسيم" بمدينة اسطنبول. وأكد في المؤتمر الصحفي أن الجهات الرسمية المختصة، ستقوم بمحاسبة كل من كان وراء تجاوزات الشرطة. إلا أنه أشار إلى اتباع الشرطة سياسة ضبط النفس في الأيام التي تلت اليوم الأول، وأنها تحلت بالصبر، من أجل عدم إيذاء أي فرد من أفراد الشعب. كما أوضح أن الجميع يطالب بتحكيم العقل وإعادة الأمن والاستقرار إلى الشارع. وأضاف أنه لاحظ تراجع التظاهرات، التي تسببت في أعمال العنف والتخريب في اليومين الأخيرين، مبينًا أن الحكومة تراقب الأوضاع عن كثب، وتتبع سياسة الحكمة والتحلي بالصبر، وتحترم كل ردود الفعل التي تمثلها الاحتجاجات السلمية. يذكر أن أرنيتش يشتهر بجرأته، ويعتبر من كبار المتشددين في السياسة التركية، وشخصية مهمة في حزب العدالة والتنمية.
دخلت الاحتجاجات في تركيا يومها السادس حيث واصل المتظاهرون تجمعهم في كل من مدينتي أسطنبول وأنقرة في الساعات الأولى من الأربعاء. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات المتظاهرين، كما أفادت وكالة فرانس برس. وحاول المتظاهرون التوجه إلى مكاتب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في المدينتين غير أن قوات الأمن تصدت لهم. كما شهدت مدينة هاتاي الواقعة جنوب شرقي البلاد قرب الحدود مع سوريا احتجاجات مماثلة. وكان متظاهر شاب قد قتل في المدينة متأثرا باصابته باطلاق نار خلال مشاركته في الاحتجاجات. وقد استمرت المظاهرات المناوئة للحكومة التركية رغم الاعتذار الذي قدمته الحكومة عن القمع العنيف للاحتجاجات من قبل قوات الشرطة والذي أسفر عن مقتل إثنين، واصابة المئات. من جهة ثانية حثت الولاياتالمتحدة، على لسان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، الحكومة التركية على احترام حقوق المعارضين السياسيين. يتهم المتظاهرون الحكومة بالسعي إلى أسلمة المجتمع وقال بايدن، في كلمته إلى المجلس الأمريكي التركي، إن تركيا تقترب من تحقيق هدفها بأن تصبح إحدى أكبر عشر اقتصادات في العالم بحلول عام 2013، لكنها لا ينبغي أن تبتعد عن الديمقراطية. وكان وزير الخاريجة الأمريكي جون كيري قد أعرب عن قلقه، الإثنين، إزاء التقارير التي افادت بالاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الشرطة تجاه المتظاهرين .