بدأ الإيرانيون اليوم الجمعة بالإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة الإيرانية، لاختيار خلف للرئيسمحمود أحمدي نجاد، وسط دعوات من المرشد الأعلى علي خامنئي إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات التي قللت الولاياتالمتحدة من تأثير نتائجها على الملف النووي الإيراني. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباح الجمعة في إيران وستبقى مفتوحة لعشر ساعات مع إمكانية تمديد المهلة حتى منتصف الليل إذا كان الإقبال على التصويت كبيرا. وتنحصر المنافسة في هذه الانتخابات بين حسن روحاني -المرشح الوحيد عن الإصلاحيين- وخمسة محافظين أبرزهم وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي وكبير المفاوضين في الملف النووي الايراني سعيد جليلي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين نحو خمسين مليون ناخب. أما المرشح السادس للرئاسة الإيرانية، فهو الوزير الأسبق للنفط والاتصالات محمد غرضي. وكان 684 مرشحاً قد تقدموا لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة، لكن مجلس صيانة الدستور وافق على ترشيح ثمانية فقط. وإذا لم يحصل أي مرشح من الدورة الانتخابية الأولى على أكثر من 50% من أصوات الناخبين، فسيتم اللجوء إلى تنظيم دورة انتخابية ثانية.
تنافس وبينما وحد المعتدلون والإصلاحيون صفوفهم خلف المرشح حسن روحاني -الذي حصل على دعم الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي- بعد انسحاب محمد رضا عارف، أخفق المحافظون قبل 24 ساعة من بدء السباق الرئاسي في الاتفاق على مرشح واحد. في المقابل تضاعفت الدعوات في صفوف المحافظين إلى التنازل لصالح المرشح الأوفر حظا، في وقت يبدو فيه أن محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي في أفضل موقع. بدوره دعا المرشد الأعلى علي خامنئي الإيرانيين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية "من أجل مستقبل البلاد". وقال خامنئي بعدما أدلى بصوته بعيد فتح مراكز الاقتراع "ليشارك الشعب لأن الأمر يتعلق بمستقبل البلاد"، وأضاف "أنصح الجميع بالتصويت وبالتصويت منذ ساعات النهار الأولى". وتابع أن "ازدهار البلاد وسعادتها يتوقفان على اختياركم الشخص الصالح ومشاركتكم في الانتخابات" مؤكدا أن "الأعداء يحاولون ردع الناخبين عن التصويت وإحباط عزيمتهم". وفي هذا السياق، حذر الناطق باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدايي المرشحين الستة من إعلان فوز مبكر قبل أن تعلن وزارة الداخلية نتيجة فرز الأصوات. وقال كدخدايي في مقابلة مع وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء الخميس، إن مثل هذه الإجراءات "مخالفة للقوانين"، داعيا وسائل الإعلام إلى عدم التنبؤ بنتيجة الاقتراع. الموقف الأميركي من جانبها قللت الولاياتالمتحدة من أهمية الانتخابات بالنسبة للملف النووي الإيراني، ولكنها أعربت عن أملها في الوقت نفسه بأن تبدي طهران استعدادها لاستئناف المفاوضات "أيا كانت نتيجة الانتخابات". وتشك الدول الكبرى من بينها الولاياتالمتحدة بأن إيران تسعى من خلال برنامجها النووي الذي تقول إنه سلمي، لامتلاك السلاح النووي، مما دعا المجتمع الدولي لفرض عقوبات على طهران.