ماهي مصلحة الادارة الأمريكية في ان تفرض علي المصريين حكما فاشلا لفظه اكثر من سبعين في المائة من كل فئات المجتمع المصري, لانه يصر علي الانفراد بالسلطة ويرفض كل محاولات الوفاق الوطني.
وتتجاوز جماعته حقها في التظاهر السلمي لتحرض تنظيم القاعدة علي تهديد أمن مصر في سيناء, وتطلق كل يوم فرقا من ميليشياتها شبه العسكرية تقطع الطرق والمحاور, وتشل الحياة في عاصمة تعاني من الازدحام وتكدس الناس, وتهدد علنا بانها يمكن ان تحرق البلاد اذا لم يمتثل اغلبية المصريين لأوامرها؟, ويقبلون رغما عن انوفهم عودة حكم ديكتاتوري اغلق كل الابواب في وجه المصالحة و الوفاق الوطني؟! وما الذي تكسبه الادارة الامريكية باصرارها علي تجاهل غضب غالبية المصريين الذين لن يقبلوا حكما عسكريا جديدا, ولا يريدون حكم جماعة الاخوان بسبب غلظته وفظاظته وسوء ادارته, ويصرون علي فتح طريق ثالث يضمن لهم ديمقراطية صحيحة, بدأت اولي خطواتها العملية في خارطة طريق واضحة يضمن تنفيذها برنامج زمني معلن!.., وما الذي يمكن ان يحققه اوباما اذا اصبحت سياسات الولاياتالمتحدة موضع كراهية الشعب المصري الذي لا يسعي الي معاداة واشنطن, ويدرك جيدا وظيفة بلاده في هذه المنطقة الحيوية من العالم, بحيث تكون جسرا للمصالح بين الشعوب, يساند حرية التجارة وتبادل المنافع بين الامم, ويحافظ علي سلام الشرق الاوسط وامن جميع دوله بما في ذلك اسرائيل, وتعتبر الثقافة الغربية رافدا مهما من مكونات شخصيته الثقافية تؤهله لان يكون جزءا من العالم الديمقراطي ولماذا الغضب من القوات المسلحة المصرية لانها تطالب بنزول الشعب المصري مرة اخري الي الشوارع والميادين كي يعرف العالم اجمع ان ما حدث في30 يونيو كان ثورة شعبية و لم يكن انقلابا عسكريا, لعل نزول المصريين الي الشوارع والميادين بصورة كثيفة تعكس الغالبية العظمي من المجتمع يساعد واشنطن علي تصحيح رؤيتها, او يدفع جماعة الاخوان الي ان تعيد النظر في مواقفها, وتقبل شروط المصالحة الوطنية العادلة بدلا من اصرارها علي الذهاب الي حرب اهلية, واخيرا هل يمكن لادارة اوباما ان تصدق ان جحافل المصريين التي نزلت امس بالملايين استجابة للقوات المسلحة هم مجرد بلطجية وفلول كما تدعي جماعة الاخوان؟! لقد اسقط الشعب المصري مشروع جماعة الاخوان لانه مشروع احادي الجانب يفرض علي البلاد حالة انقسام دائم ويعادي الديمقراطية, مرحبا بانتخابات حرة نزيهة تخضع لاشراف دولي كامل.., فلماذا يغضب الامريكيون ؟!