قد يكون الخيار الأسلم لجماعة الإخوان إيقاف معركتها الحاصلة في مصر، عبر التسليم بالهزيمة كأمر واقع، ونقل المعركة إلى السعودية. قاعدة الجماعة أوسع وأعمق في المملكة، وقد (أقول: قد) تكون هي الجماعة الوحيدةالتي يُمكنها، ضمن تحالف مع الجماعات الإسلامية الأخرى، تهديد وجود مملكة آل سعود. خسرت الجماعة الصراع في مصر لأنها واجهت دولة عميقة قوية وضاربة الجذور. حققت الجماعة حضوراً قوياً وفاعلاً في مصر؛ إلا أنها ظلت تتحرك خارج المزاج العام، والهوية المصرية العامة؛ لهذا تخوض اليوم معركتها ضد جميع فئات الشعب المصري. في السعودية الأمر مختلف؛ إذ تظهر الجماعات الإسلامية باعتبارها "الدول العميقة"، وليس النظام. تحضر هذه الجماعات في السعودية كمعبر عن المزاج العام والهوية العامة للمجتمع. استناداً إلى ذلك؛ تستمد الجماعات الإسلامية قوتها ضمن هوية المزاج الإسلامي العام، وتتجلى كسلطة نفوذ وقوة فاعلة، وربما تكون حاسمة. وإذا ما سلمنا بأن جماعة الإخوان أكثر الجماعات الإسلامية تنظيماً؛ فالواقع يؤكد أن الجماعات الإسلامية تبنت، في مراحل تاريخية كثيرة، خيارات ومواقف بعضها، وهو الأمر الذي يُسهل نشاط ونفوذ جماعة الإخوان في السعودية. الجماعة لن تستطيع فعل شيء لدولة الإمارات؛ لكنها قد تعمل الكثير بالنسبة للسعودية. قوة الإمارات هنا قائمة على هوية مجتمعها، الذي لا يوفر بيئة مناسبة لنشاط وازدهار جماعات الإسلام السياسي