تضاربت أنباء الحرب الدائرة بين عناصر التمرد الحوثي والقوات السعودية ففي الوقت الذي أعلنت سلطات المملكة رسمياً استعادة جميع المناطق التي تسلل اليها المتمردون، وزع الحوثي أفلاماً استعرض فيها "غنائمه" وما دمره من قطع عسكرية سعودية، مؤكداً عدم سقوط قتيل واحد في جبل دخان، ليأتي ذلك كله متزامناً مع أنباء واردة من جبهات القتال تؤكد أن المعارك استعرت خلال ساعات المساء الماضية على الجبهتين اليمنية والسعودية معاً في مواجهة المتمردين. الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز- مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي- أكد أمس: أن "الوضع مطمئن وكل ما استولوا عليه من قبل، وخاصة جبل دخان، تم السيطرة عليه تماماً، ولقن أبناء القوات المسلحة المعتدين الأشرار درساً لن ينسوه"، ونفى أن يكون الحوثيون قد أسروا جنوداً سعوديين، وقال أن هناك (4) مفقودون "وليسوا اسرى". وأكد أيضاً: أن الأمور بالكامل تحت السيطرة تماماً، وأنه تم تطهير سفوح الجبال الموجودة داخل حدود المملكة، مشدداً على أن القوات السعودية "لم تدخل ولن نتدخل في حدود اليمن". غير ان الحوثيين نفوا أن تكون المملكة استعادت "جبل دخان"، ووصفوا ذلك الخبر بأنه "عار عن الصحة"، مؤكدين عدم سقوط قتيل واحد من الحوثيين في المعارك التي تشهدها المنطقة. الحوثيون الذين إدعوا في وقت سابق "أسر مجموعة من الجنود السعوديين بعتادهم وسلاحهم وسيارات تابعة لهم نوع همر"، وزعوا مساء أمس على المواقع الاخبارية خمسة أفلام فيديو، أظهروا فيها ما وصفوه ب"الغنائم"، واستعرضوا أسلحة، وسيارة همر معطوبة، وطقمين قاموا باحراقهما، وثالث قادوه إلى جهة مجهولة، بجانب مجموعة جنود ينسحبون تحت وطأة نيرانهم، قالوا أنهم من الجيش السعودي. وبين التصريحات الرسمية السعودية وتصريحات المتمردين، أفادت المصادر أن القوات السعودية كبدت المتمردين خلال معارك الأيام الماضية خسائراً فادحة بالأرواح، وألقت القبض على العشرات منهم، في نفس الوقت الذي أشارت إلى أن المعارك ما زالت تستعر بالقرب من "جبل دخان"، وفي منطقة "شدا"، وشرقي منطقة "الخوبة"، فيما تدور اشتباكات أقل حدة في العديد من الجبهات على امتداد الحدود مع جيزان ونجران. ولفتت إلى أن الحوثيين واصلوا طوال مساء أمس الأحد التعرض بهجمات خاطفة على العديد من المناطق السعودية، إلاّ أنهم كانوا يفرون منها سريعاً وينتقلون إلى مناطق أخرى لشن هجمات مماثلة، وهو الأمر الذي كانت القوات السعودية تتصدى له بأن تمطر المهاجمين بنيران أسلحتها المختلفة، فأحال ذلك دون إحرازهم أي مكسب ميداني. وعلى الصعيد اليمني، فإن المصادر تؤكد أن وحدات الجيش اليمني واصلت هجومها الشامل في محوري صعده وسفيان، وإن معاركاً ضارية دارت مساء أمس في مناطق "الملاحيظ" و"الحصامة" و"القباص" و"الراقي"، وأن الجيش أحرز تقدماً سريعاً وكبيراً، اجتاح خلاله العديد من المناطق، وأنه في هذه اللحظات يخوض الجولة الأخيرة من عمليات تطهير مديرية الملاحيظ بالكامل، والتي من المتوقع الاعلان عن ذلك خلال الساعات القليلة القادمة. ويؤكد المراقبون أن الحوثيين يتقهقرون على مختلف المحاور والجبهات، وأن الخناق يشتد عليهم، وهو الأمر الذي يضطرهم الى شن هجمات خاطفة بخلايا صغيرة، والانسحاب السريع من المواجهة بغية الإيهام بانهم متواجدون في كل مكان، وقادرون على الهجوم.