حدثنا ابن جرمل قال : ثم واصل أهل اليمن ليلهم والنهار ، لإنجاح مؤتمر الحوار ، ونزع فتيل الأنفجار ، والتهيئة لبدء البناء والإعمار ، وتصحيح المسار ، والإستفادة من جميع الأفكار، لتأسيس الدولة التي طال لها الإنتظار ، دولة العدل والمساواة والاستقرار ، التي لا تتصدر نشرة الأخبار ، بأحداث الخراب والدمار . وإنما بأخبار الإختراع والإبتكار ، والفنون والأشعار . حينها هاج قاطنو قصر الضرار ، وأعداء الزبيري أبي الأحرار و مؤيدو الفرقة والإنشطار ، واشتعلت في قلوبهم النار ، كيف لا ينالون الأوطار ، وكيف يكسر الشعب استحواذهم الإستئثار . فزادت الإغتيالات لضباط الجيش والتي بدات بعد الهيكلة ، وخصوصا عقب عزل احمدعلى ومهدي مقولة ، و تُليت على الكهرباء سورة الزلزلة. ولم تسلم الداخلية من البهذلة . و صار الأمن مهزلة تتلوها مهزلة ، حوادث مفتعلة ، وثارات مشتعلة ، واختطافات متواصلة ، وكَثُرت ألاعيب الفلول وزادوا بالحكولة . وجاء انقلاب السيسي ليعقد المسألة ، فقد بعث في قلب المخلوع فرصة العودة لعصر الديولة . حدث ابن جرمل قال : ومع اقتراب النهاية ساءت الأوضاع والأحوال ،و زادها الحوثي في صعدة اشتعال ، فأعلنها حرب على أهل دماج ، الذين لهم في السلمية منهاج ، وليس معهم غير صحيح البخاري ومسلم ابن الحجاج قال ابن جرمل : و في هذه الأجواء تولى الإعلام بث الإشاعات والقيل والقال ، و وزعت الأموال ، واستقطب المخلوع القادة وجند الرجال ، واستعد ليوم النزال ، واليمنيون مشغولون كيف دخلت هدى من حدود الطوال . وكيف فاز عرفات بقلب أم الخال ، فغنو لها تعالي ياحلوة طال المطال . حكى ابن جرمل قال : وفي صباح أحد الأيام حين كنت أعمل في وزارة الدفاع ، كانت الأمور متوترة نتيجة هذه الأوضاع ، وظهور أصحاب الأطماع ، إذ علا عند البوابة شجار ، تطور إلى إطلاق النار ، بين مجموعة من خارج المجمع وجنود الحراسة ، ودار قتال في غاية الشراسة ، تمكن على إثرها المهاجمون من الإقتحام ، ودخلت السيارة وانفجرت وتحول المكان إلى حطام ، ثم بدأ بيننا وبينهم الإلتحام فذهبت مجموعة منهم إلى المستشفى فنشروا الموت الزؤام ، و تصرفوا كفرقة إعدام ، فقتلوا كل من قابلوه بالطريق ، فقتلوا دون تفريق ، بين المريض والطبيب ذو التاريخ العريق ، فسقط القتلى في كل مكان ، وكان من بينهم صديقي القاضي النعمان . قال ابن جرمل : ثم إن المجموعة الأخرى توجهت لمبنى القيادة ، و موقع السيادة ، فحدث هناك اشتباك ، وساد في وسطنا الإرتباك ، وأيقنا من الهلاك . فقد كنا محاصرين بين المهاجمين في الداخل وبين القناصة ، فسقط رفيقي بعد أن أصابته رصاصة ، ثم اشتدت المعارك ، وارتفع الدخان الحالك ، واستمر حتى ساعات الصباح من اليوم التالي ، بكل الأسلحة من الصاروخ حتى الرشاش الآلي ، حتى أصبح المكان طاهر ، من كل من شارك بالهجوم الغادر ، وفي الصباح الباكر ، وقفت وسط الميدان وسط الحطام المتناثر ، فالتفت يمينا فرأيت ضابطا بالدم مضرج ، والتفت يسارا فوجدت طبيبا مات وهو بالشهادة يلهج ، واستدرت فرأيت الدمار الذي خلفه الهجوم الأهوج ، و نظرت للأدوار العليا من المبنى فإذا هي نارا تتوهج ، وراقبت أمامي فإذا ( قناة اليمن اليوم ) تصور الهجوم المدبلج ، فأقسمت أني لمكاني هذا ما أنا ببارح ، ولو أمسيت حولي تنوحني النوائح ، ثم صرخت بأعلى صوت يا قوم سيناريو الخيانة واضح ، هادي كم شسامح لو أنا شسامح ، كيف لا تستمع قول كل ناصح ، أن اليمن لن تستقر مادام فيها صالح . كيف با تقود وغيرك معه المكابح . يا هادي بالله زادت الفضائح ، صار اليمن قُمري تتخطفه الجوارح ، ما بين قتيل أو سجين ونازح ، مستقبله مثل الغراب أسود ولونه كالح . على الأقل تابع تغريد ( طامح ). اقرأ عن ( أبو حورية ) وريمة حُميد ، إسأل عن معياد وعيال دويد ، راقب عمار وحمادة ويحي يا ليد ، اسمع ما قيل في ذكرى وفاة الإمام زيد ، اقرأ قصص شيوخ الفيد ، تابع صفحات الفيسبوك ، لتعرف أن صالح راجع بالنيولوك ، شوف قناة اليمن اليوم والبث المباشر ، تابع كتابات الطابور نصف العاشر ، اقرأ ( الأولى ) و ( الشارع ) و صبيان الشيخ ياسر ، كن ذئبا يا هادي وإلا سيأكلك الذئب الماكر. بندق اسم معرف لكاتب (مبدع )غير معروف في المجلس اليمني