أعلن مصدر أمني عراقي رفيع المستوى في محافظة الأنبار اليوم السبت أن مدينة الفلوجة أصبحت خارج سيطرة الدولة وفي أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف اختصاراً ب"داعش".
وأوضح المصدر رافضاً الكشف عن اسمه أن مدينة الفلوجة خارج سيطرة الدولة وتحت سيطرة تنظيم داعش، مضيفاً أن المناطق المحيطة بالفلوجة في أيدي الشرطة المحلية.
وقال مصدر أمني إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش يسيطر الآن على الفلوجة، الواقعة في محافظة الأنبار، غربي البلاد.
وقال هادي رزيج، رئيس الشرطة في محافظة الأنبار، إن رجاله انسحبوا إلى أسوار المدينة.
وأضاف أن الناس في الفلوجة سجناء في أيدي تنظيم داعش، المرتبط بالقاعدة .
وكان رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، قد تعهد باقتلاع كل الجماعات المتطرفة من الأنبار.
واندلع القتال بعد أن فضت قوات الجيش العراقي اعتصاما مناوئا للحكومة استمر لمدة عام تقريبا في الرمادي، الواقعة على بعد خمسة كيلومترات غرب الفلوجة. و بخسارة قوات المالكي مدينة الفلوجة التي شهدت حربين أميركيتين بهدف قمع التمرد فيها، وقعت البلدة في أيدي تنظيم داعش، لتتحول من جديد إلى معقل للمتمردين المتطرفين.
والفلوجة العراقية أو كما يحلو للبعض أن يسميها مدينة المساجد هي مدينة لها عمق تاريخي، امتدادها الجغرافي واسع، تبلغ مساحتها بحدود 40 كيلومترا مربعا، وتعداد سكانها كثيف جدا حيث يقارب 500,000 نسمة.
وتقع الفلوجة ضمن محافظة الأنبار على بعد ستين كيلومترا شمال غرب بغداد ويسكنها عشائر وأفراد من قبائل عربية.
وينحدر سكان الفلوجة من عشائر كبيرة في العراق وهي عشائر الدليم بكل فروعها وبني تميم والكبيسات والعزة وزوبع، بالإضافة إلى مجموعة من الأكراد.
وللفلوجة تاريخ ضارب في القدم من عهد حضارات فنت، وبقيت مساجدها شاهدة على جزء من تاريخها، حيث تعانق مناراتها السماء بزخارفها الأخاذة، ومن أشهر مآثرها التاريخية الجامع الكبير المؤسس سنة ألف وثمان مئة وتسعة وتسعين، وجوامع أخرى كثيرة يصل عددها إلى خمس مئة وخمسين مسجدا.
وعرفت الفلوجة بتظاهراتها المناهضة للوجود الأميركي في العراق منذ اجتياح البلاد في العام ألفين وثلاثة، كما أن لها تاريخا ذا طابع خاص في محاربة الطغيان وتحولها كرمز صامد خاض حربين شرستين ضد القوات الأميركية عام ألفين وأربعة.