خسرت القوات الأمنية العراقية أمس السبت، مدينة الفلوجة بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، في وقت توعد فيه رئيس الحكومة نوري المالكي بمواصلة العسكرية فيما تعهد قائد قواته البرية بحسم الموقف خلال ساعات . وأكدت التقارير أن الاشتباكات تواصلت في مدينة الرمادي المجاورة، حيث حققت القوات الأمنية مدعومة بمسلحين من العشائر تقدماً في المناطق التي سيطر عليها منذ الخميس، مقاتلو تنظيم "داعش"، الفرع العراقي والسوري لتنظيم القاعدة . وقال مصدر أمني عراقي في محافظة الأنبار إن "مدينة الفلوجة خارج سيطرة الدولة وتحت سيطرة تنظيم "داعش"، مضيفا أن "المناطق المحيطة بالفلوجة (60 كلم غرب بغداد) في أيدي الشرطة المحلية" . من جهته، أكد مراسل فرانس برس في المدينة أن "القوات التي تسيطر على مدينة الفلوجة بشكل كامل هي من تنظيم القاعدة"، مشيراً إلى أن "قوات الأمن العراقية وقوات الصحوة لا تتواجد في الفلوجة" . وذكر أن "اشتباكات متقطعة تدور عند أطرافها" بعد يوم دام شهدت خلاله الفلوجة والرمادي اشتباكات بين عناصر "داعش" والشرطة مدعومة بمسلحي العشائر، تخللها قصف مناطق من قبل قوات الجيش المتواجدة خارج المدينتين . وأشار مراسل فرانس برس في الفلوجة التي أعلن مسلحون من على منبر خطبة الجمعة فيها أنها تحولت إلى "ولاية إسلامية"، إلى أن "الكهرباء مقطوعة تماماً، ومولدات الكهرباء لا تعمل بسبب النقص في الوقود" . وتشكل سيطرة تنظيم القاعدة على مركز مدينة الفلوجة حدثاً استثنائياً لما تحمله هذه المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الأمريكية في العام 2004 من رمزية خاصة . وفي الرمادي، قال ضابط برتبة نقيب في شرطة المدينة إن "قوات الشرطة والعشائر تنتشر في اغلب مناطق المدينة وتسيطر عليها، ولكن مسلحين من تنظيم القاعدة ما زالوا يتواجدون في أحياء الملعب والعادل والبكر" وجميعها تقع في وسط الرمادي . وقال المالكي بحسب ما نقل عنه تلفزيون "العراقية" الحكومي "لن نتراجع حتى ننهي كل المجاميع الإرهابية" . فيما أكد قائد القوات البرية في الجيش العراقي علي غيدان مقتل 55 من عناصر "داعش" في معارك الأنبار، مشدداً على ان "الساعات القادمة ستشهد نتائج ايجابية في ملاحقة زمر القاعدة" . وقال زعماء عشائر ومسؤولون إن الجيش العراقي قصف مدينة الفلوجة بقذائف مورتر أثناء الليل ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل . وذكرت مصادر طبية في الفلوجة أن 30 شخصاً آخرين أصيبوا في قصف الجيش . (أ .ف .ب) الخليج الامارتية