اهتمت أجهزة إعلام الاحتلال الإسرائيلي خلال الآونة الأخيرة بالكشف عن ما يدور داخل الغرف المغلقة في القيادة السياسية والأمنية بشأن توقيت بدأ الحرب الإسرائيلية الجديدة على غزة، وفي هذا الخصوص كتب المعلق الاستراتيجي أليكس فيشمان بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية : "في القيادة الأمنية لا يسألون هل ستقع مواجهة عسكرية أخرى مع حركة حماس في قطاع غزة، بل يسألون متى". وأشار الكاتب إلى أنه يمكن الافتراض بأن المواجهة ستستأنف بحجم واسع في أثناء ديسمبر / كانون الاول القادم، مع ختام سنة على عملية "الرصاص المصبوب". وأضاف فيشمان أن العد التنازلي بدأ مؤخرا بعد أن نفذت حماس تجربة أولى على صاروخ إيراني بعيد المدى أطلق من شاطئ غزة نحو البحر، كما نوه على أن هذا الإطلاق هو مؤشر على طريق مواجهة لاحقة بين إسرائيل وحماس . وأوضح المعلق الاستراتيجي أن حماس توصلت الى استنتاج مفاده أنه طالما لا تكون في أيديهم صواريخ تهدد تل أبيب فليس لديهم أي ورقة حقيقة تؤثر على الرأي العام في إسرائيل وتردع بشكل حقيقي الحكومة والجيش الإسرائيلي. وتابع فيشمان بالقول : " من اللحظة التي تصبح فيها منظومة الصواريخ بعيدة المدى التي تجمعها حماس تنفيذية – فان المواجهة تكون فقط مسألة وقت"، وختم الكاتب الإسرائيلي تحليله لتوقعات الحرب الجديدة بالقول :" التقدير هو أنه حتى الشهر القادم ستكمل حماس الاستعداد العسكري اللازم بالحد الأدنى كي تقف في وجه الجيش الإسرائيلي". ومن جانبه اعترف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، اللواء عاموس يدلين أن حماس لم تستكمل فقط ترسانتها من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية التي فقدتها في "الرصاص المصبوب" بل وتسلحت أيضا بكميات اكبر من تلك التي كانت في حوزتها أثناء العملية العسكرية على غزة. و أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال جابي اشكنازي ، في وقت سابق ، أنه ليس مستبعدا أن تقوم قوات بلاده بعمل عسكري جديد في قطاع غزة لوقف إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه النقب الغربي.وزعم القائد العسكري لتشكيلة غزة آيال آيزنبرغ أن حماس ستخسر هذه الحرب مجددا، وليس لديها أي إنجازات أمام إسرائيل، بالإضافة إلى أن المعابر لا زالت مغلقة، والاقتصاد في غزة مدمّر، والوضع العام في القطاع معقد جدا. موقف حماس ومن جانبها ،اتهمت حماس السلطات الإسرائيلية بالبحث عن مبررات لتمهيد الطريق أمام عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة. وفي بيان صادر عن الحركة ، أشار المتحدث باسمها فوزي برهوم إلى أن المعلومات التي تناقلتها الصحف الإسرائيلية "تعكس نوايا إسرائيل بتصعيد عمليات الاعتداء ضد قطاع غزة". وأكد برهوم أن هذه المعلومات تمثل "مبررا لتمهيد الطريق أمام ارتكاب المزيد والمزيد من الجرائم في قطاع غزة وتغطية تلك التي ارتكبتها في عملية "الرصاص المصبوب". القبة الحديدية وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن ارتياحا كبيرا يسود الدوائر الأمنية الإسرائيلية إزاء وتيرة تقدم مشروع القبة الحديدية للحماية من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي تمتلكها حماس .وقالت الصحيفة إن تجربة هامة أخرى ستجرى في غضون عدة أسابيع . وقال مصدر أمني مسئول انه من المتوقع أن تكون التجربة القادمة ذات مغزى خاص لأنه سيتم اطلاق عدة صواريخ تحاكي قذائف القسام والغراد الصاروخية، وسيتعين على منظومة (القبة الحديدية) التعرف على صواريخ الهدف المذكورة واعتراضها . من أجل شاليط في غضون ذلك، حرض الحاخام الأكبر السابق لدولة الاحتلال مودرخاي إلياهو على شن حرب جديدة على قطاع غزة من أجل تحرير الجندي الأسير جلعاد شاليط. وأعرب إلياهو عن معارضته الشديدة للإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، فى مقابل تحرير الجندي شاليط من أسره، مؤكداً بأنه الشخص الذي ليس بالأهمية الكبرى لكي تدفع إسرائيل فى مقابله هذا الثمن الباهظ. ، لكنه فى ذات الوقت أوصى بضرورة قيام الجيش الصهيوني باقتحام قطاع غزة مرة أخرى لتحريره، داعياً إلى استخدام القوة العسكرية التي يمتلكها الكيان الصهيوني، وليس المفاوضات، من أجل تحريرشاليط. وقال الحاخام اليهودي إنه يوصي الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو بعدم التوصل إلى سلام مع حركة حماس، وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية، ولا حتى أن يفكر فيه، بدعوى أنهم سيستغلون السلام من أجل التزود بمزيد من الأسلحة، مما سيكون له عواقب وخيمة على إسرائيل.