جاءت هزيمة فريق برشلونة أمام أتلتيكو مدريد بهدف دون رد على ملعب فيسنتي كالديرون والاطاحة به من دور ال 16 من دوري الأبطال صدمة للكثير من عشاق ومحبي الفريق الكتالوني الذي كان من المرشحين الكبار للفوز باللقب. وبتنحية مشاعر الحزن والغضب على هذا الخروج من الشامبيونزليغ لأول مرة من دور ال 16 منذ مواسم، كان واجباً علينا تحليل أسباب فشل برشلونة في التأهل لدور ربع النهائي والخسارة أمام أتلتيكومدريد.. 1- صدمة الهدف المبكر: نزل لاعبو برشلونة وفي مخيلتهم سيناريو محدد مسبق عن سير ومجريات المباراة، وأن أتليتكو مدريد سيلعب بإستماتة للخروج بنتيجة التعادل السلبيّ الذي يكفل له التأهل عن طريق غلق مرماه وتحصين دفاعاته واللعب على الهجمات المرتدة، ولكن هدف كوكي في بداية المباراة كان بمثابة الزلزال الذي أربك حسابات وفكر لاعبو البرسا وجعلهم يعيشون كابوساً لأنه أدركوا أنه بات الآن عليهم تسجيل هدفين، وهو ما جعلهم يتوترون ولا يؤدون بطريقتهم المعتادة الهجومية وتناقل الكرات بسبب الضغط العصبي الواقع عليهم بحكم ضرورة تسجيلهم للتأهل. 5 أسباب ألقت برشلونة خارج أسوار دوري أبطال أوروبا - كرة القدم - دوري أبطال أوروبا 2- عدم مشاركة ميسي في اللقاء: بالطبع نتحدثعن المشاركة الفعالة وليس المشاركة الجسدية والحضور في أرضية الملعب، فلا أحد يستطيع انكار أن برشلونة يعتمد على ميسي بشكل كامل لصنع الفارق وقت الأزمات وحل مشكلات الفريق التهديفية سواء بالتسجيل أو بصناعة الأهداف، وكلا الميزتين لم يتمكن ميسي من فعلهما في المباراة، بل هي من المرات القليلة التي أشاهد فيها يستلم الكرة على حافة منطقة الجزاء ويتلعثم ولا يدخل بجسارة وثقة بين المدافعين، وهو أمر يدركه زملاءه قبل المشاهد بالطبع وينتقل اليهم بشكل نفسي سيء لعجز نجم فريقهم عن اظهار امكانياته وفشله في انقاذ الفريق من عثرته. 3- إختلال "بوصلة الفريق" بوسكيتش: هو لاعب قد يغفل عن قيمته لفريق برشلونة الكثيرون من المتابعين والخبراء، فهو أهم لاعب في برشلونة ورمانة ميزان الفريق ودرع وسيف الفريق، فهو من يقطع الكرات ومن ثم يبدأ الهجمات بشكل مثالي، فهو صمام أمان الفريق وبوصلة مستواه.. لكن في لقاء الأربعاء ارتعشت البوصلة بسبب أن هناك قبضة حديدية أضاعت مؤشر البوصلة وجعلته أشبه بالتائه في المباراة وكنت أرى أنه كان من الأفضل في الشوط الثاني رجوعه لقلب الدفاع والدفع بماسكيرانو مكانه في وسط الملعب حتى يجد متنفس لتوزيع اللعب من الخلف بحرية دون ضغط. 5 أسباب ألقت برشلونة خارج أسوار دوري أبطال أوروبا - كرة القدم - دوري أبطال أوروبا 4- طريقة لعب " منزوعة " الذكاء: لم أفهم هل تاتا أصابع العمى في المباراة؟ وهو يشاهد أن قلب الملعب من المنتصف يوجد به جدار خرساني لن يستطيع أن يتخطاه لاعبوه بطريقتهم المعتادة وظل طوال الشوط الأول مصر هو ولاعبوه على الاختراق من المنتصف كمن يحاول صعود جبل وهو مكبل القدمين ! وعندما حاول تغيير اللعب وفتح الاجناب اضطر للعب عرضيات عالية بدون ذكاء مرة أخرى عن طريق الفيش وبيدرو، وعدم الذكاء كان في ان الكرات العرضية العالية المستمرة من الطرفين لايوجد في هجوم برشلونة من يستغلها فميسي قصير ونيمار لا يجيد لعب الرأسيات، اذن فلمن تلعب ؟ لدفاع الاتليتي العملاق ! هي مباراة تكشف مدى الافلاس الفني لدى تاتا، فكان الأولى لعب عرضيات برازيلية نصف مرتفعة حتى يستطيع ميسي ونيمار سبق المدافع بخطوة ولعبها في المرمى مباشرة، او انتظار اخطاء المدافعين من استقبال تلك الكرات الخادعة، كما أن خروج انييستا وبقاء تشافي جعل الفريق بلا أمل في تحسين النتيجة وكأن لاعبي البرسا كادوا يفجعون لمشاهدة انييستا يغادر الملعب وتيقنوا وقتها ان مدربهم لا يفقه شيء ! وهو ما انعكس عليهم سلباً. 5- قوة اتلتيكو وصرامته التكتيكية: أعتقد ان كل مدربي الليغا يقولون علينا احترام قوة البرسا قبل المباراة وبعدها، لكن اكاد اجزم ان سيميوني يقول للاعبيه عليكم احترام الجمهور واحترام اسم ناديكم، فأهم شيء هو زرع الثقة في نفسية اللاعبين الذين يواجهون فرق كبيرة مثل برشلونة، فضلاً عن اتباع الاتليتي نظام حرب اللياقة البدنية مع برشلونة وهو سلاح جيد لديه عرف كيف يستفيد منه جيداً في حصار وعزل خط وسط الفريق الكتالوني عن هجومه عن طريق الضغط المستمرعليهم وانهاكهم بدنياً، كما أن هناك أمر آخر أن لاعبو الاتليتي كانت لديهم صرامة بل شراسة بسبب تصميمهم على تحقيق هدفهم اكثر من تصميم لاعبي برشلونة على تحقيق هدفهم، وهذه الدافعية النفسية جعلت لاعبي الاتليتي دوماً في حالة تحفيز وتحفز طوال المباراة.