كشفت مصادر مصرية وعربية النقاب عن أن عدة أجهزة استخباراتية في المنطقة رصدت أخيرا ما وصفته باجتماع سري ورفيع المستوى عُقد أخيرا داخل الأراضي اليمنية بين مسؤول الحرس الثوري الإيراني وقياديين من حزب الله والمتمردين الحوثيين في اليمن بهدف تنسيق العمليات المشتركة ووضع خطة لاشعال العمليات العسكرية على الحدود السعودية اليمنية.
وقالت المصادر، لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، إن الاجتماع الذي عقد الشهر الماضي بالفعل يعتبر أبرز دليل على تورط إيران المباشر في دعم الحوثيين ماديا وعسكريا ولوجستيا. واعتبرت أن الاجتماع الذي تم رصده من قبل أجهزة استخباراتية عربية وغربية مَثَّل أخطر تحرك إيراني على الإطلاق على خط العمليات العسكرية التي يشنها الحوثيون سواء داخل الأراضي اليمنية أو على الحدود السعودية اليمنية. ولفتت المصادر إلى أن تلقي الحكومة اليمنية معلومات عن التئام هذا الاجتماع دفعها إلى إعلان رفضها للمرة الثانية استقبال منوشهر متقي وزير الخارجية الإيراني الذي سبق أن اعترف ضمنا بعلاقات إيران مع المتمردين الحوثيين. وأحبطت السلطات اليمنية أخيرا عدة محاولات قامت بها سفن إيرانية لا تحمل أي شارة رسمية لتهريب أسلحة وعتاد عسكري للمتمردين الحوثيين عبر السواحل اليمنية. واستغربت المصادر إعلان مسؤول أمريكي بارز عدم حصول بلاده على أي دليل على تورط إيران في دعم التمرد الحوثي في اليمن أو تدخلها في الشؤون الداخلية اليمنية، مشيرة إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) على علم بتفاصيل هذا الاجتماع عبر علاقاتها مع عدة أجهزة أخرى معنية بالمنطقة. وكانت المصادر تعلق على تصريحات منسوبة لجيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى مفادها أنه ليس لديه أي دليل على أن إيران تدعم المتمردين. وكان فيلتمان قال في مؤتمر أمني إقليمي في البحرين أمس الأول: "تحدث العديد من أصدقائنا وشركائنا إلينا عن احتمال وجود دعم خارجي للمتمردين الحوثيين وسمعنا الافتراضات عن الدعم الإيراني للحوثيين". وأضاف: لكي أكون صريحا ليست لدينا أي معلومات مستقلة عن هذا الأمر". ودخلت إيران للمرة الأولى رسميا على خط المواجهة بين السعودية والمتمردين الحوثيين الشهر الماضي، حيث حذر وزير خارجيها منوشهر متقي, دول الخليج من مغبة مساعدة السعودية في حربها ضد المتمردين الحوثيين معتبرا ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية لليمن. وقال متقي إن عودة الاستقرار الى اليمن تساعد على الاستقرار في المنطقة كما أن زعزعة الأمن في أي من بلدان المنطقة يؤثر سلبا على أمن المنطقة برمتها, موضحا ان من يصب الزيت على النار سيدخل الدخان في عيونه، وأضاف "ان الدعم المالي والتسليحي للمتطرفين والتعامل مع الشعب بأسلوب قمعي تترتب عليه تبعات خطيرة جدا.
اتهام إيران بدعم المتمردين كان الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية وزير الإعلام حسن اللوزي اتهم في وقت سابق إيران من دون أن يسميها بدعم المتمردين الحوثيين في صعدة، مؤكدا إن الدولة ماضية بحزم للقضاء على المتمردين بشمال اليمن وبما يضمن إحلال الأمن والاستقرار في جميع مناطق المحافظة. وكشف الناطق الرسمي باسم الحكومة عن دعم خارجي مالي وسياسي وإعلامي لعناصر التمرد والتخريب في صعدة. ونقلت وكالة الانباء اليمنية "سبأ" عن اللوزي قوله: "هذا الأمر تكشفه الآن بعض وسائل الإعلام المتورطة في دعم ومساندة عناصر التمرد بخاصة قنوات فضائية مثل " العالم", الكوثر" إلى جانب إذاعة طهران للأسف الشديد والجميع يعرف من يمول هذه الوسائل الإعلامية". وأضاف: "وسائل الإعلام هذه ترتكب جرائم التدخل في الشأن الداخلي اليمني ولنا حسابات مع الدول المسؤولة عنها". وأشار إلى أن وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي التقي بسفير إحدى الدول لدى اليمن للتنبيه من استمرار هذا الدعم والتورط في التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية. والدبلوماسي الوحيد الذي التقاه القربي الاثنين كان سفير إيران. وقال الناطق باسم الحكومة :"كما ان هناك مرجعيات مذهبية تحاول أن تتدخل في شؤون بلادنا وهذه المرجعيات تقدم الدعم المالي والسياسي لمثل هذه الأعمال الإرهابية التخريبية التي توجه إلى صدر الأمن والاستقرار في اليمن وخاصة محافظة صعدة". وهذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها اليمن إيران بدعم المتمردين. فقد سبق أن فعل ذلك في ربيع 2007 واستدعى السفير اليمني في طهران على سبيل الاحتجاج قبل أن يعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في اكتوبر/ تشرين الاول من السنة نفسها عودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها.
كما رفضت صنعاء للمرة الثانية هذا الشهر استقبال وفد إيراني برئاسة وزير الخارجية منوشهر متقي كان بصدد القيام بزيارة رسمية لتخفيف حدة الأزمة بين البلدين عقب اتهام الحكومة اليمنية لإيران بالوقوف وراء مخطط يستهدف زعزعة استقرار اليمن من خلال تقديم دعم مالي ولوجيستي لحركة التمرد المسلح التي تتزعمها جماعة الحوثيين شمال البلاد. وحسبما ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية، أشارت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن رفض اليمن استقبال متقي، الذي يعتبر الثاني خلال أقل من شهرين، جاء كرد من الحكومة اليمنية على تصعيد السلطات الإيرانية للأزمة الناشبة بين البلدين بإطلاق اسم حسين بدر الدين الحوثي على أحد الشوارع الرئيسية بطهران، وهو ما عزز من القناعة اليمنية بتورط إيران في دعم تمرد الحوثيين، خاصة بعد تجاهل السلطات الإيرانية لأدلة قدمتها الخارجية اليمنية لطهران تثبت تورط مؤسسات دينية إيرانية في تقديم دعم مباشر للحوثيين وعدم مبادرتها باتخاذ أية إجراءات رادعة ما أثار استياء رسميا وشعبيا في اليمن عبر عنه خروج مسيرات جماهيرية في العاصمة صنعاء تطالب بطرد السفير الإيراني من صنعاء. وأغلقت السلطات اليمنية المستشفى الإيرانيبصنعاء، والذي كان يمارس أنشطته المتمثلة بتقديم خدمات طبية مجانية منذ ما يزيد عن 15 عاما في توقيت تزامن مع فرض حراسة أمنية مشددة على مقر السفارة الإيرانية تحسبا لأية اعتداءات محتملة قد تتسبب بها حالة الغضب الشعبي اليمني إزاء ما يعتقد، وعلى نطاق واسع في الشارع العام في اليمن، بأنه تورط إيراني في دعم الحوثيين والتسبب في نزيف الدم اليمني.