معظم من قرأوا عن “ريحانا” كمقاتلة “قتلت 100 داعشي” في مدينة “عين العرب” المعروفة كرديا باسم كوباني “ثم اعتقلها التنظيم وذبحها وقطع رأسها” مع بقية ما طالعوه من تفاصيل مثيرة،من خلال مانشرته وسائل الاعلام العالمية شعروا بأن شيئاً ما ليس حقيقياً في قصتها، لكن أحداً لم يكن لديه أي دليل، حتى ظهر دليل دامغ، أوضح أنها مسكينة، ومن صنع خرافات الإنترنت. مع ذلك، ففي الحكاية شيء من الحقيقة، وهي أن “ريحانا” موجودة وكانت بكوباني، وهناك تعرف إليها صحافي سويدي اسمه كارل دروت، ينشط أحياناً بين حسابين في “تويتر” و”فيسبوك” التواصليين، حيث وجدت “العربية.نت” التي تجولت في حسابيه أنه يعرفها، بل هو من التقط لها صورتين، قام الخيال الإنترنيتي بتكبير إحداهما لينشرها مع قصة “بطلة” جعلوها رمزاً للمقاومة النسائية في كوباني. يوم الثلاثاء الماضي كتب الصحافي، واسمه @CarlDrott في تويتر، تغريدة قال فيها: “طالبة الحقوق بحلب، غير المعروف اسمها ويسمونها ريحانا، تظهر وسط صورة قمت بالتقاطها” وبث الصورة أسفل التغريدة مع “لينك” لصحيفة نشرتها يوم 21 سبتمبر الماضي، ولم تكن الصحيفة سوى “هآرتس” الإسرائيلية، حيث كتب دروت موضوعاً فيها عن اقتراب “داعش” من السيطرة على كوباني، في وقت لم يكن أحد سمع بريحانا التي ظهر أول حديث عنها بعد شهرين من التقاطه صورتها. قبل تلك التغريدة بعشرة أيام، أي في 18 أكتوبر الماضي، أطلق دروت تغريدة لم ينتبه لأهميتها أحد، وكتبها بعد أن انتشر عنها خبر خرافي آخر، بأن ناصر “داعش” اعتقلوها، ثم قاموا بذبحها وقطع رأسها، وفي التغريدة قال: “من المرجح أن ريحانا لم تذبح، ولا قتلت 100 داعشي أيضاً”. كما كتب تغريدة قبلها بيومين طلب فيها من التويتريين التوقف عن نشر الشائعات (حول ريحانا) وقال: “التقيت بها في أغسطس بكوباني، وهي ليست حتى من ال YPJ وليست أيضاً من تظهر في الصورة ورأسها مقطوعة”، في إشارة منه إلى أنها ليست من “قوات حماية الشعب” الكردية، وليست من نشروا عنها صورة في 5 أكتوبر الماضي ورأسها مقطوعة من قبل الدواعش. كل تلك التغريدات المعززة بتواريخ وصور التقطها الصحافي السويدي، لم ينتبه إليها الباحثون عن الأخبار، حتى أتت “بي بي سي” على ذكرها اليوم الاثنين، ناقلة عن الصحافي السويدي أنه التقط لها الصورة حين كانت تشارك بمراسم الاحتفال بمتطوعين جدد مثلها مع “قوات حماية الشعب” الكردية يوم 22 أغسطس الماضي، وهناك ظهرت باللباس العسكري مع من التقط دروت صورة لهم، وبعد شهرين تقريباً بدأوا يزعمون أنها “قتلت 100 داعشي” واسمها ريحانا، وهو اسم لا يطلقه الكرد إجمالا على نسائهم.