لم تخل صور التقطها مسلحون أكراد للمعركة الجارية في مدينة كوباني السورية، من لقطات مؤثرة، إلا أن صوراً جديدة التقطتها الأقمار الصناعية للأمم المتحدة، استطاعت أن تظهر المدينة بمنظور مختلف، لترصد كيف تحولت تدريجياً إلى منطقة حرب. وبحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية التقطت المجموعة الأولى من الصور- الصادرة عن معهد الأممالمتحدة للتدريب والبحوث- في 6 سبتمبر (أيلول)، قبل أن تلفت الحرب هناك أنظار العالم إلى كوباني، بينما التقطت المجموعة الثانية من الصور الأربعاء الماضي في 15 أكتوبر (تشرين الأول). تصاعد الدخان بعد غارة جوية لقوات التحالف الدولي التي تقودها الولاياتالمتحدة على سوريا وكوباني، من الجانب التركي للحدود، في 18 أكتوبر (تشرين الأول). رغم عدم احتوائها على تدمير فعلي، ولكنها من أكثر الصور اللافتة، إذ تظهر سيارات تركها لاجئون سوريون أثناء هربهم من معركة كوباني، عند معبر على الجانب السوري من الحدود مع تركيا. مخيم للاجئين السوريين، تم بناءه خلال أسابيع قليلة على الجانب التركي من الحدود، بينما يحتدم القتال على بعد بضعة كيلومترات بعيداً عن المخيم. ونقلت الصحيفة عن بعض السكان الفارين من كوباني، والقرى المحيطة، ويقدر عددهم ب 200 ألف، قولهم بأنهم لم يشعروا بأنهم موضع ترحيب في تركيا، ولهذا توجه عدد منهم إلى منطقة الحكم الذاتي الكردية في العراق، كما لم يتمكن كثيرون من نقل ممتلكاتهم الشخصية عبر الحدود التركية. تسبب القتال الدائر في المدينة بتمدير العديد من المباني، التي تحولت إلى حفر، ولم تستطع الأممالمتحدة أن تحدد فيما إذا كانت هذه الأضرار الظاهرة في الصورة، من فعل المعارك الجارية بين داعش والمقاتلين الأكراد، أو نتيجةً للضربات الجوية التي تقودها واشنطن ضد التنظيم. تفاصيل لقتال الشوارع بين مسحلي داعش والمقاتلين الأكراد، حيث يتضح وجود حاجز، مع غياب تام تقريباً لحركة السيارات في جميع أنحاء المدينة. حواجز وضعت لتمنع الوصول إلى المدينة، ولم تحدد الأممالمتحدة إلى من المقاتلين ترجع هذه الحواجز. تظهر الصورة مواقع محصنة للقتال داخل مدينة كوباني. رغم أن الأكراد أعلنوا الأسبوع الماضي أنهم أجبروا عناصر تنظيم الدولة اللا-إسلامية على التراجع عن بعض مناطق المدينة، إلى أنهم حثوا التحالف الدولي على تزويدهم بأسلحة وذخيرة جديدة. وزودت الولاياتالمتحدة أمس الأول الأحد الأكراد بهذه الأسلحة عن طريق الطائرات، فيما سمحت تركيا الاثنين للمقاتلين الأكراد العراقيين بعبور الحدود لدعم الأكراد السوريين الذين يقاتلون داعش.