يحظى نادي شباب البيضاء ، أو (الرهيب ) وهو اللقب الذي خصه به الزميل المبدع (طلال العولقي ) عقب صعوده للممتاز آنذاك للمرة الأولى ، يحظى بتقدير وإعجاب غير عاديين نظرا لما يقدمه من إبداع وسحر كروي فاق حدود إمكانياته وتفوق على العديد من الفرق التي تمتلك العدة والعتاد اللازمين لتسيير نشاطها الكروي ، وأصبحت مقولة ( المعاناة تولد الإبداع ) مقترنة بهذا الفريق وملازمة له كلما حقق نتائج مميزة أو سطر فصلا آخر من فصول انتصاراته الكروية حتى أضحى يقارع أعتى الفرق وأقواها على الساحة اليمنية ، وما إنجازاته الكروية في الموسم الفارط إلا دليل على مدى النضج الذي وصل إليه عندما احتل المركز السادس في الدوري وتأهل إلى المربع الذهبي في بطولتي كأس الوحدة وكأس الرئيس على التوالي . يأتي كل ذلك في الوقت الذي كان يعيش فيه النادي تحت وطأة المعاناة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وهي معاناة قصر اليد في شحة الإمكانيات وقلة الدعم المادي والمرتكز على (فتات) مخصصات الوزارة وهبات الخيرين والمحبين لهذا النادي المكافح ، ورغم ذلك إلا أنه استطاع القفز على واقع الحال والمحال وخلق لنفسه كيانا رياضيا أصبح الجميع يشير إليه بالبنان ليتبوأ لنفسه مكانة السفير الدائم للمحافظة . ومع بدء الموسم الجديد سعى الغيورون على اسم هذا النادي إلى نقل الرهيب من حالته البائسة وصورته الضبابية إلى وضعية مريحة ومشرقة ينطلق من خلالها إلى وضعية تمكنه من الدخول في معترك المنافسات ومزاحمة الكبار وصولا إلى منصات التتويج بعد أن تعدى مرحلة الانتشار واثبات الوجود لأن الفريق لديه من المواهب والإمكانات البشرية ما يمكنه من التألق ويؤهله للذهاب بعيدا مما هو عليه في الوقت الراهن ،إذ أن المعضلة تكمن في عصب الرياضة في عصرنا الحاضر(المال ) ولا أحد سواه . ومن هذا المنطلق نجحت هذه المحاولات وبدفع وتأييد مميز للأخ/ محافظ المحافظة باجتذاب الشخصية الوطنية والاجتماعية الشيخ/ حزام الصلاحي والذي رحب بكل تواضع جم لقيادة دفة السفينة الشبابية ، ومع إطلالته الأولى وضحت الصورة وكشفت عن رجل يحمل معاني الأصالة والعطاء بلا حدود والطموح الكبير في جعل هذا النادي صرحا رياضيا عملاقا مذللا كافة الصعوبات والمعوقات ، وقد بدأ فعليا في تنفيذ سياسة جديدة تنظم العمل بنظام مؤسسي هو الأول من نوعه الذي يشهده النادي ، وما إن وطأت قدماه أرض النادي إلا وبدأ بالعمل الحثيث لرسم الخطوات الجادة والآلية العملية لتنفيذ المهام كشف من خلالها عن عقلية قيادية فذة سيكون لها عظيم الأثر في رسم الإستراتيجية للخطوات المستقبلية التي ستمكن النادي من نفض غبار الماضي التعيس و الدخول في بوابة الحصانات الرياضية من خلال زيادة حجم الدعم والداعمين والبحث الجدي والفعلي عن مصادر مالية ثابتة لمواكبة كافة المتطلبات وصولا إلى إنهاء وضعية ( المديونية ) التي عششت في كيان النادي حتى أصبحت معلما تاريخيا مرتبط فيه . ورغم أن الإدارة وربانها الجديد تسلموا المهام رسميا صبيحة المباراة الأولى أمام أهلي تعز إلا أن البوادر الطبية وحسن النوايا ومصداقية الخطوات المتخذة من رفع الحوافز والمرتبات وحل المشاكل العالقة كل ذلك كان له وقع السحر على اللاعبين فأبدعوا في تقديم مستوى أكثر من رائع متوجين مجهودهم الجبار إلى فوز كبير ومستحق رغم قصر فترة الإعداد والتي لم تتعد العشرة أيام إلا أن زملاء المتفاني ( أحمد أمواس ) رسموا لوحة جمالية زادت من حماس الإدارة والتي حضرت بكامل عددها في بادرة طيبة هي الأولى من نوعها على مدار تاريخ النادي . وقدم الفريق مباراة طيبة مع الوحدة الصنعاني رغم الخسارة إلا أنهم عادوا وتعملقوا أمام الهلال متحدين قرار التأجيل المفتعل وتغلبوا عليه بهدف دون رد . ومن الخطوات الإيجابية التحرك الفعلي لانتداب أسماء مؤثرة سيكون لها شرف الدفاع عن ألوان الفريق وتقوية دعاماته وهم حتى الآن( محمد الطاحوس وجميل السريحي وأحمد غالب وفرحان الكرماني والحارس ماجد السوسوة ) إضافة إلى الواعد ياسر اليافعي من شباب عريب ناهيك عن ثلاثة من المحترفين الأجانب سيتم وصولهم قريبا . كل هذه التحركات العملية والمؤشرات القادمة توحي وتؤكد أن الآتي أفضل وأن الرهيب نفض غبار الماضي رغم ما قدمه من إبداع وأنه سيظهر بثوب قشيب والأيام القادمة ستثبت ذلك بحول الله تعالى ..
همسة .... أربعة عشر نادياً هم عداد أندية الدرجة الأولى يشكون ويشتكون من ملعب ( جوادا لاخارا ) في البيضاء، وأولهم وفي مقدمتهم الرهيب البيضاوي الذي يعاني الأمرين ( التمارين والمباريات ) ولازالت الوعود العرقوبية هي سيدة الموقف والأمل يحدو الجميع بسرعة إعداد الاستاد الدولي ولو على الأقل البدء بالتعشيب الصناعي خدمة ورحمة بهؤلاء اللاعبين .