على امتداد الساحة اليمنية وفي مختلف ملاعبنا الكروية، قدم الفريق الكروي لشباب البيضاء هذا الموسم عطاءات مميزة سطرها بشيء كثير من الإمتاع والإبداع الذي فاق حدود التصور نظراً لحجم النتائج الأكثر من رائعة الأمر الذي أوصله إلى منصات التتويج في البطولات الرسمية الثلاث كإنجاز غير مسبوق تفرد من خلاله الفريق الأخضر نسبة إلى شعاره الموسوم بالخطوط البيضاء . ولأن الإنجازات لا تأتي من فراغ أو بمحض الصدفة وإنما نتاجاً لجهود تبذل هنا وهناك لأجل الوصول إلى سلالم المجد من أوسع الأبواب فكان الشباب على الوعد الذي طال انتظاره لخلق شخصية تليق بفريق يلعب مع الكبار بدلاً من عملية الصعود والهبوط التي واكبت الفريق منذ إطلالته الأولى 2002م وبعد أن تمرس وأتقن اللعبة واكتسب الخبرة جاء الفرج الحقيقي من خلال شخصية إدارية ومالية تستطيع انتشال الوضعية السابقة والابحار مع الفريق في خضم الأمواج العالية وتم العثور على ذلك بأقدار إلهية لا يمكن أن يتناساها الشبابيون أنفسهم ذلك أنها شهدت الميلاد الحقيقي للتاريخ الكروي والرياضي لأبناء البيضاء وتمثل ذلك بشخص رئيس النادي الأخ حزام الصلاحي الذي حزم الأمور وأصلح الاعوجاج الكامن في البيت الشبابي ونظر ملياً بعيداً عن مواقع الأقدام وبدأ يعد العدة منذ تسلمه دفة القيادة لأن طموحه تعدى بكثير ولم يأل جهدا في تذليل كافة الصعاب لأنه أدرك دونا عن أسلافه السابقين «ولهم تقديرهم بلا شك» أدرك مكامن الخلل والقصور وأهمية العمل الصحيح خدمة للشباب دون انتظار من أحد جزاء أو شكورا. ولأن هناك رجالاً أوفياء من إداريين وفنيين وقبل هذا وذاك العنصر البشري الموهوب المتمثل باللاعبين فمن الطبيعي والمنطقي أن تكلل هذه الجهود الحثيثة والمخلصة في رسم الشخصية لهذا النادي ، لأن الكل يدرك تماماً أن المشكلة ليست إلا في عصب الحياة العصرية وأقصد الجانب المادي وهو الأمر الذي سهله رئيس النادي ، وحقيقة الأمر التي يدركها الجميع أنه إذا كان هناك نجم من نجوم رؤساء الأندية لهذا الموسم فحزام الصلاحي وبالاجماع هو نجم النجوم ولا نحتاح لبرهان الإثبات. ولأن الشيء بالشيء يذكر فلابد من التعرج قليلاً على تاريخ النادي ، بعيداً عن كونه أحد الأندية الريفية كما يحلو للبعض وصفه بذلك فلا جدل ولا مناص بأن النادي يمتلك سجلاً حافلاً يمتد لعنان السماء ويضرب جذوره أعماق التاريخ الرياضي في بلادنا الحبيبة حيث تؤكد الدلائل أن أبناء البيضاء قد عرفوا بل مارسوا الكرة منذ مطلع الخمسينات ولا عجب في ذلك فقربهم من مناطق الاحتلال الإنجليزي مكنهم من التعرف عن كثب لأسرار اللعبة الشعبية مثلما اتقنوا المتاجرة في مناطق الجنوب إبان ذلك بل إن اندماجهم مع اقرانهم اليمنيين وكذا الانجليز قد خلف موروثاً لغوياً ما زال قائماً حتى اللحظة . وشهدت تلكم السنوات لقاءات حبية مع العديد من الفرق وهي موثقة في عدن ولودر ومكيراس بالإضافة إلى البيضاء موطن الفريق بل إن هناك أسماء برزت على مدار التاريخ سجلت أسماءها بأحرف من ذهب واحترفت اللعبة في العديد من الأندية الشهيرة على مختلف أنحاء الوطن بل ووصلت إلى صفوف المنتخبات بمراحلها المختلفة. وكانت المشاركة الفعلية الأولى مع ثاني موسم كروي رسمي على مستوى الجمهورية وحينها شارك الفريق الشبابي ضمن أندية الدرجة الثانية بل أنفرد لسنوات بلقب العمدة لها ، كما أنه تألق في بطولة الكأس في أول مواسمه ووصل إلى المربع الذهبي وخرج على يد الزعيم الوحداوي في أوج قوته بعد التمديد في مباراة فاصلة على ملعب ذمار بعد أن أخرج آنذاك العنيد وأهلي الحديدة كان ذلك مطلع العام 1980م. وها هو اليوم يقطف أجمل ثمار العطاء والتميز ويجبر الجميع على رفع قبعات الاحترام والتقدير على الرغم أنه شارك في بطولة كأس الرئيس بدون محترفين أجانب بل لم يتواجد معه إلا لاعبان اثنان من خارج المحافظة الأمر الذي أعطى الفرصة لنجوم شباب في البروز والتألق على غرار «ماجد الحداد وياسر اليافعي ومحمد مرمص» وتحت قيادة الأب الروحي الخبير «عبدالوهاب الهدار» والأهم أنه أسهم وتشرف في تدشين أولى خطوات «خليجي20» عندما وافق على اللعب بملعب التلال وفي ثغر اليمن الباسم. كل هذا وذاك يؤكد وبما لا يدع للشك أو الريبة أن الآتي حتماً أفضل وأحلى وهو ما صرح به مهندس الإنجاز الإعجازي الأخ حزام الصلاحي مبدياً بكثير من الثقة أن المفاجآت ستتوالى تباعاً لخلق النادي النموذجي القائم على النظام المؤسسي الذي من خلاله سيصبح الشباب العنوان الأبرز والأصعب للمنافسة الجادة على جل المنافسات. فقط هناك ما يؤرق النفوس ويعكر صفو الصورة من خلال الهاجس الأزلي للملعب الذي لا شك أصبح يمثل ضرورة ملحة ولن أزيد عن ما قاله زملائي الأعزاء في كثير من التداولات فالأمر جد مهم وحيوي ويخدم كل الأندية الزائرة للبيضاء وقبلها النادي المكافح والمتطلع لتحقيق المزيد فليس من العدل أن يبقى حبيس ملعب وادي الحجارة ويتجرع عناء التمارين قبل المباريات ولو كانت هناك بوادر حقيقية ونوايا صادقة وليست وعود عرقوبية فلن نجد وقتاً ولا فرصة أفضل من هذه الأيام للبدء الفعلي في انشاء الملعب فهو من باب التكريم الواجب لحق من حقوق أبناء المحافظة وهو أصلاً سينفذ ولكننا نطالب فقط بالإسراع في التنفيذ..