تنفيذا لقرار فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، بإنشاء جامعة البيضاء وتوجيهاته باستكمال كافة الإجراءات تمهيدا لبدء العمل في إعداد الخطط والدراسات العملية الكفيلة بتشغيل الجامعة فان الأعمال تتواصل بخطى واعدة من أجل وضع اللمسات الأولية لأعظم وأكبر منجز تنموي وخدمي وتعليمي وأكاديمي يخدم ويلبي طموحات وتطلعات أبناء محافظة البيضاء حيث كانت بداية التعليم الجامعي في هذه المحافظة الصاعدة في عام 1993م وذلك عند افتتاح كلية التربية والعلوم برداع والتي كانت آنذاك تابعة لجامعة صنعاء، تلاها إنشاء وافتتاح كلية التربية والعلوم بمدينة البيضاء العام 1997م لتصبح الكليتان تابعتين لجامعة ذمار وبذلك كانتا اللبنة الأساسية والبداية لإنشاء جامعة البيضاء والتي ستشكل رافدا تنويريا وعلميا تساهم من خلاله في تأهيل وتخريج الكوادر المؤهلة التي يعول عليها في نهضة وتطور المجتمع. ومن منطلق الأهداف الطموحة التي تسعى إلى تحقيقها مستقبلا وترجمتها على أرض الواقع فإن جامعة البيضاء ستركز على جوانب إعداد الدارسين وتطوير قدراتهم وترسيخ الفكر الوطني والإنساني وتوطيد الثقافة الوطنية والعمل على إقامة الندوات والمحاضرات التوعوية وإعداد الدراسات والأبحاث العلمية وتطوير العمل الأكاديمي وربطها بمتطلبات الإنتاج والتوسع في إنشاء الكليات العلمية المتخصصة ورفدها بكافة التجهيزات التي من شأنها الارتقاء بمستوى التعليم وتوجيهه التوجيه الأمثل. وهناك الكثير من الرؤى والأطروحات التي تؤسس للآلية المنظمة لعمل الجامعة وبما يضمن الوصول إلى مستوى متميز، وكذلك فإن واقع الحال يؤكد على التوجهات الصادقة والتفاعل والاهتمام المستمر. وللإطلاع على حجم الاستعدادات والتجهيزات الأولية والتصورات الهندسية والمخططات وكذا الأعمال المنفذة في سبيل اعتماد واستقلالية العمل الإداري والأكاديمي لجامعة البيضاء وكذا الأعمال والمهام المنفذة التقيت الأستاذ الدكتور سيلان أحمد عبدالعزيز العرامي، رئيس جامعة البيضاء، والذي تحدث في البدء قائلاً: الدعم والرعاية التي يحظى بها التعليم الجامعي يأتي في ظل التوجهات الحكيمة لقيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، حفظه الله، والثقة الغالية التي منحنا إياها لإنشاء جامعة البيضاء، هذا المنجز الأكاديمي والتعليمي نعتز ونفاخر به ونعتبره وسام شرف على صدورنا لكونه يمثل الانطلاقة الحقيقية والواعدة نحنو النهضة والتنمية الشاملة والنمو المعرفي والفكري المتوقد والمزدهر، وعليه فقد بدأنا وكما هو الحال من الصفر إن جاز لي التعبير وعملنا وبجهود متواترة ومضنية ومتواصلة ليلا ونهارا على المضي قدما لتحقيق آمال وتطلعات وطموحات أبناء محافظة البيضاء في سيبل تحقيق حلمهم المنشود، جامعة البيضاء، حيث عملنا جملة من الأعمال والنجاحات والإنجازات التي كللت بالتوفيق والسداد لعل في طليعتها فك الارتباط عن جامعة ذمار ماليا وإداريا، بحيث تصبح جامعة البيضاء مستقلة بجميع مكوناتها، كما تم اعتماد أرضية الجامعة والتي جرى مسحها وكذا وضع الشروط الواجب توافرها لعمل المناقصة لإنشاء سور الجامعة وكذلك مناقصة وضع الدراسات والتصاميم اللازمة ونسعى إلى تأسيس وتجهيز مبنى إدارة الجامعة والمكون من أربعة أدوار تشمل مختلف الأقسام والإدارات بالإضافة إلى الإعداد والتهيئة لإنشاء كلية الهندسة والحاسوب وكلية العلوم الإدارية بالإضافة إلى بعض الأقسام الحديثة. أهداف طموحة * ما هي الأهداف المحورية التي من أجلها أنشئت جامعة البيضاء؟ - هناك جملة من الأهداف التي تنظوي في إطار الجدوى من إنشاء جامعة البيضاء وذلك أسوة بالجامعات الحكومية على مستوى محافظات الجمهورية حيث أن الهدف الرئيسي هو إعداد وتأهيل الكوادر العلمية في مختلف التخصصات الجامعية وترسيخ الفكر الوطني والإنساني وتوطيد الثقافة الوطنية العربية والإنسانية واستئصال كل الثقافات المعيقة للتطور والتحديث والإسهام في تعزيز الوحدة الوطنية وأهمية المحافظة على الثورة ومكتسباتها، بالإضافة إلى تربية الطلبة الدارسين التربية الوطنية العلمية التي تمكنهم من الإسهام الفعال في بناء المجتمع اليمني الجديد والنهوض بالوعي ونشر قيم التسامح والأخلاق الفاضلة والحرص على تخريج الكفاءات النوعية والمخرجات التي يؤمل منها النهوض والتطوير وكذا تشجيع البحث العلمي وإقامة الندوات التوعوية. الإقبال والمناهج * كيف تنظرون إلى حجم الإقبال المتزايد من قبل الطلاب للالتحاق والدراسة في كليات الجامعة؟ وماذا عن المناهج العلمية؟ - شهدت كليتا التربية والعلوم بالبيضاء ورداع إقبالا كبيرا وضغطا متزايدا في أعداد الطلاب الوافدين والمتقدمين للدراسة في الأقسام المتاحة ومنها قسم الدراسات الإسلامية وقسم اللغة العربية وقسم اللغة الانجليزية والفيزياء والكيمياء والرياضيات وقسم التربية البدنية، وللعلم فكل كلية تستقطب في إطارها الجغرافي طلاب المنطقة الموجودة فيها بالإضافة إلى طلاب من بعض المحافظات مثل ذمار والضالع وغيرها، الأمر الذي يتسبب في ازدياد حجم الطلاب ونؤمل أن تشهد الأعوام القادمة إقبالا أكبر وذلك مقارنة بما هو عليه الحال. وبالنسبة للكادر التدريسي فهو يضم نخبة من الأكاديميين والمؤهلين العرب والأجانب واليمنيين والذين يقدمون دورهم على أكمل وجه، وأما عن المناهج الدراسية التي تضم المقررات التي تدرس في جميع الأقسام فهي تعتبر من أرق وأحدث المناهج العلمية والتي تخضع للإشراف وتضم بين دفتيها مادة معرفية ينتفع منها الدارسون والطلاب. عملية ناجحة * ما هي رؤيتكم وتقييمكم لمستوى سير عملية الاختبارات في مختلف كليات الجامعة؟ - عملية الاختبارات للفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 2009-2010م تسير بنجاح وتميز وبوتيرة عالية، وقد نفذت زيارات تفقدية إلى كلية التربية والعلوم برداع وكلية التربية والعلوم بمدينة البيضاء وكنت على إطلاع عن كثب على الإجراءات الأولية والإعدادات التي جرت من أجل تنظيم عملية الاختبارات لجميع الأقسام، وجرى التعرف على الإعداد والتهيئة للاختبارات وتوزيع الملاحظين والمراقبين وتشكيل اللجان الخاصة بالكنترول والمتابعة وإعلان جداول الاختبارات لمقررات المواد والعملية الامتحانية تجري بسهولة ووفقا لما خططت له وذلك بهدف تنشئة وتخريج الكوادر المؤهلة والفاعلة التي يعول عليها في عملية النهضة والتطوير وفي مختلف المجالات. وأملنا كبير في أن يتفهم الجميع أن إجراءاتنا القانونية المتعلقة بحرمان الطلاب المتغيبين لا تهدف بتاتا إلى تعقيد المعقد أو استهداف الطالب أو أي شيء من هذا القبيل فبقدر ما نحن حريصون على تطبيق اللوائح والأنظمة بقدر ما نحرص على مصلحة الطالب نفسه و ما قمنا به يأتي ضمن جملة القرارات الحازمة لضبط العملية التعليمية وهي تعتبر درسا في معاني الإخلاص والالتزام بالأمانة والرسالة العلمية فإذا كان طلابنا غير آبهين بالدوام وهم المؤهلون علميا وأكاديميا فكيف سيكون الحال مستقبلا. الإجراءات العملية * ما هي طبيعة الإجراءات التي تنفذونها من أجل تحديث وتطوير الأداء داخل جامعة البيضاء؟ والإشراف على الأعمال الإدارية؟ - الحقيقة أننا ومنذ تولينا رئاسة الجامعة حرصنا على إتباع منهجية قائمة على صرامة الإجراءات وقانونية المعاملات ونحن ومنذ الوهلة الأولى نحرص على تجاوز مختلف السلبيات والأخطاء التي كانت في السابق وأن تكون البداية سليمة وناجحة، وقد أخذنا على عاتقنا مسؤولية التطبيق الفعلي للقانون وعلى الجميع دون استثناء وتنفيذ مبدأ الثواب والعقاب وذلك في إطار اللوائح الداخلية ووفقا للقانون، وقد عملنا ومن خلال الزيارات الميدانية على متابعة سير العملية التعليمية وأنماط الأداء في كليتي التربية والعلوم بالبيضاء ورداع وتقييم العمل والوقوف على الصورة الواضحة للحالة القائمة والإطلاع على مكامن الخلل وأوجه القصور ومعالجة ما أمكن من الإشكاليات. كما تكرست جهودنا على الإشراف على طبيعة المهام والخطوات العملية من قبل عمداء الكليات والإداريين فيها وذلك لما من شأنه تحسين نوعية وجودة التعليم وارتباطه بالواقع العملي والنهوض بالمستوى التربوي والتعليمي والاجتماعي. كما بدأنا خطوة تصحيحية في الاتجاه السليم تمثلت في تطبيق اللائحة المتعلقة بغياب الطلاب وجرى حرمان عدد من الطلاب المتغيبين بواقع 25% لكل مادة وذلك من دخول قاعات الامتحان وذلك ليس تعمدا أو استقصادا وإنما حرصا على تنشئة جيل متعلم ومتنور يلتزم بالأنظمة والمواعيد حريص على وقته ومتفرغ كليا للدراسية، جيل يخدم وطنه، جيل نغرس فيه معاني الوطنية الحقة والأمانة والمصداقية، ومن أجل بناء الإنسان والعقول الصاعدة. وبالنسبة لجوانب الإشراف على جميع العاملين بالكليات من إداريين وأعضاء هيئة التدريس فهناك عدة إجراءات يجرى اتخاذها بحق من يثبت إهماله وتسيبه، ونحن وعند كل اجتماع نحرص على متابعة الدوام الرسمي ونحث على أهمية أن يكون العاملون هم القدوة الحسنة في الالتزام والانضباط، ونحن نحاول جاهدين الارتقاء بالأداء نحو الأفضل والتنظيم والترتيب والإعداد الجيد للعمل الإداري والأكاديمي للجامعة. الندوات والمحاضرات * ما هي أهم الندوات التي ستتبناها الجامعة في إطار دورها التنويري ومن أجل الارتقاء بالوعي الاجتماعي؟ - إقامة الندوات والمحاضرات الموجهة لأفراد المجتمع تمثل هدفا نتطلع إلى توجيهه وإقامته كنشاط ثانوي، ونؤكد على أن الجامعة هي الصرح الأكاديمي والعلمي المعني برفد المجتمع بالمخرجات المؤهلة والكفؤة والقادرة ولذلك تحمل من بين أهدافها السامية تبني مختلف القضايا الاجتماعية ووفقا لما رسمناه من توجهات فإننا عازمون على إيلاء المجتمع وهمومه جانبا من الرعاية والإثراء بالأطروحات والدراسات المعمقة، وكما كانت في السابق تقام الندوات والمحاضرات الدينية والسياسية والعلمية والاجتماعية وغيرها فإنها ستستمر بنفس الوتيرة. التوجهات المستقبلية * ما هي ملامح توجهاتكم وخططكم والبرامج التي تطمحون إلى تحقيقها مستقبلا؟ - على اعتبار أن جامعة البيضاء تعتبر من الجامعات حديثة النشأة إلا أننا نتطلع إلى بذل مزيد من الجهود والطاقات من أجل استكمال البنية التحتية للجامعة وتأثيثها وتزويدها بالأجهزة والمعدات اللازمة للعمل وبما يكفل تحديث الأداء والوصول إلى مرتبة راقية من النهوض العلمي حيث نطمح إلى إدخال أجهزة الحاسوب الالكتروني وربط الجامعة بنظام موحد. وكذا تنظيم وتحديث المكتبات العامة ورفدها و تزويدها بالعديد من الكتب والمراجع والمصادر الهامة التي يستفيد منها الطلاب، والاهتمام بالبحث العلمي وتطويره ليؤدي دوره الهام والبارز في توسيع مدارك الطلاب الدارسين وتعميق الوعي المعرفي وحب الاستطلاع والبحث لديهم ودوره في معالجة القضايا الاجتماعية وحلها بأسلوب علمي دقيق وممنهج، فالبحث العلمي ينبغي أن يحاط بقدر كبير من الرعاية والعناية لكونه حصيلة علمية وفكرية تعكس رؤى وأطروحات الباحثين. كما نطمح إلى تأثيث المعامل العلمية لأقسام الفيزياء والكيمياء وتوفير مستلزماتها واستكمال بناء مقرات الجامعة، وإذا حصلنا على التمويل والدعم اللازم لتجهيز كلية الهندسة وكلية العلوم الإدارية لتبدأ العمل في العام الجامعي 2010م-2011م. كلمة ختامية * ما هي الكلمة التي تودون قولها في نهاية هذا اللقاء؟ - أثمن تثمينا عاليا الجهود والنجاحات التي بذلت في سبيل إخراج هذا المنجز العظيم، جامعة البيضاء، إلى حيز الوجود وذلك كثمرة للجهود والأعمال المتواصلة والمتابعات المضنية، ونؤكد على أن مسؤولية الارتقاء بالجامعة عمل تكاملي فعلى الجميع أن يستوعب دوره وأهمية الالتزام بالانضباط والدوام الرسمي الذي هو عماد كل عمل ناجح. وختاما نتوجه ومن خلالكم إلى الجهات المعنية بدعم الجامعة بسرعة المساهمة في إنجاز وتوفير كل ما يتعلق بنشاط الجامعة وبما يكفل تنفيذ مختلف الرؤى والمشاريع التي يعول عليها في النهوض بالأداء نحو الأفضل. وختاما نتوجه ومن خلالكم إلى الجهات المعنية بدعم الجامعة بسرعة المساهمة في إنجاز وتوفير كل ما يتعلق بنشاط الجامعة وبما يكفل تنفيذ مختلف الرؤى والمشاريع التي يعول عليها في النهوض بالأداء نحو الأفضل.