يشهد التعليم العالي والجامعي في بلادنا قفزات نوعية كبيرة تمثلت في التوسع في بناء وإنشاء الكليات والجامعات المختلفة التي ترفد الوطن بالكوادر المؤهلة والمخرجات التي يعول عليها في التنمية والنهضة العلمية والاقتصادية والتنموية وفي محافظة البيضاء ومدينة رداع شكلت كليتا التربية والعلوم النواة الرئيسية لنهضة واتساع رقعة الوعي الاجتماعي والتأهيل الأكاديمي والبناء السليم للأجيال المستنيرة بالعلم والمعرفة وها هي اليوم تشكل منظومة متكاملة للمشروع الكبير جامعة البيضاء والتي صدر اعتمادها وتعيين رئيس لها منتصف العام الحالي 2009م وذلك لتكون البداية الحقيقية نحو التوسع في إقامة الكليات المتخصصة تمهيداً للوصول إلى البنية المتكاملة وفي إطار الاقبال المتزايد في أعداد الطلاب في كلية التربية والعلوم برداع والتي تأسست عام 1993م كأول فروع جامعة صنعاء ثم أصبحت تابعة لجامعة ذمار في العام 1996م وللاطلاع على مستوى الاقبال ومدى المساهمة في مختلف الفعاليات وأبرز البرامج والأهداف التقيت الأستاذ الدكتور عبده فرحان الحميري عميد كلية التربية والعلوم برداع والذي تحدث قائلاً: بداية فقد حرصت الكلية منذ تأسيسها ولا سيما خلال العامين الماضيين على تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة التي تساهم إلى حد كبير في استقطاب الطلاب وذلك للاستفادة من مناهل ومنابع العلم وتحقيق الأهداف العلمية وذلك حرصاً منا على إعداد وتأهيل مخرجات نوعية للتعليم الجامعي فالكلية التي تعد إحدى مؤسسات التعليم والتقدم لهذا المجتمع وهي تشق طريقها في ظل الامكانيات الحالية نحو الوصول إلى مستوى متقدم من تحقيق أهدافها المرسومة في إعداد المعلم للمراحل الدراسية الأساسية والثانوية والمساهمة في البحث العلمي لمشكلات المجتمع وعلى وجه الخصوص المشكلات التربوية بغية تقديم الحلول العلمية القابلة للتطبيق. إن هذه الكلية التي أصبحت اليوم جزءا مكونا ورئيسيا لجامعة البيضاء قد تأسست في العام 1993م وهي اليوم أكثر عطاء وابداعا وفيها سبعة أقسام علمية يحصل الطالب منها بعد مضي أربع سنوات على درجة البكالوريوس في القسم الذي يدرس فيه وهي الدراسات الإسلامية واللغة العربية والانجليزية والكيمياء والفيزياء والرياضيات والتربية البدنية وهي تسعى إلى فتح أقسام علمية جديدة في الأعوام القادمة وتهدف كلية التربية والعلوم برداع إلى إعداد المعلمين للمرحلة الإعدادية والثانوية وما في مستواها إعدادا أكاديميا وثقافيا في إطار خصائص المجتمع اليمني وسياساته التربوية ودراسة الأوضاع التربوية الموجودة في المجتمع اليمني ومعالجة مشكلاتها وفقا للفكر الإسلامي والاساليب التربوية الحديثة وكذا التعاون مع مكاتب التربية والتعليم في مجالات الإعداد للوظائف التربوية والمهنية والإدارية بالإضافة إلى إعداد جيل يجمع بين تراثه الديني وبين التوجه للمستقبل مؤهلاً بكل أدوات العصر وربط التعليم العلمي باحتياجات المجتمع ومتطلبات خطط التنمية وبرامجها وكذلك إعداد باحثين متخصصين في المجالات العلمية والتربوية المختلفة. وتعتبر الكلية في الصدارة من ناحية إقامة الأنشطة والفعاليات التي تجسد من خلالها المفهوم الحقيقي للتعليم النوعي الذي نجد اعماله تتبلور على صعيد الحياة العملية وذلك من خلال الإعداد لاستيعاب المخرجات التعليمية وكذا اهتمامها بتوفير المصادر والمراجع التي يستقي من خلالها الطالب المعلومات والمعارف التي يبحث فيها وذلك بتوفير مكتبة شاملة لجميع الكتب وفي التخصصات والمجالات الحياتية جميعها إضافة إلى أن الأجواء المريحة عامل مهم لاستيعاب الطلاب والذي نراعيه بتوفير الوسائل الحديثة والمناخ الملائم لتوسيع مدارك الطلاب وتحفيزهم على التحصيل العلمي. إقبال الطلاب ما هو تقييمكم لمدى الاقبال المتزايد من قبل الطلاب للدراسة في أقسام الكلية المختلفة؟ - تشهد الكلية توافداً وإقبالاً غير مسبوق للطلاب الراغبين في الالتحاق بالتخصصات التي يرغبون فيها ولذلك فإننا نؤكد أن هنالك تناميا مستمرا لأعداد المسجلين والمستجدين وخصوصا في العام الجامعي الحالي 2009-2010م ونظرا للأهمية التي تمثلها الكلية من خلال موقعها الذي يتوسط العديد من المناطق والمدن فإن هنالك توافداً من قبل الطلاب من محافظات يمنية متعددة بالإضافة إلى أبناء مدينة رداع والمديريات المجاورة حيث بلغ إجمالي عدد الطلاب الدارسين في جميع الأقسام والمستويات كافة حوالي «1618» طالباً وطالبة منهم عدد «224» طالباً وطالبة في قسم الدراسات الإسلامية جميع المستويات وكذا عدد «174» طالباً وطالبة في قسم اللغة العربية للمستويات الأربعة وعدد «363» طالباً وطالبة في اللغة الانجليزية جميع المستويات وعدد «313» طالباً وطالبة في قسم الكيمياء للمستويات كافة وكذلك عدد «149» طالباً وطالبة في قسم الرياضيات وعدد «236» طالباً وطالبة في قسم الفيزياء وعدد «159» طالباً وطالبة في قسم التربية البدنية ولجميع المستويات الأربعة ومن خلال هذه الاحصائية يتبين حجم الاقبال والضغط الذي تواجهه الكلية متجاوزا الطاقة الاستيعابية إلا أننا نعمل على المواءمة والموافقة مع ما يتناسب وحجم وقدرة الكلية. ندوات توعوية ماهي أهم الندوات والمحاضرات التوعوية التي نظمتها الكلية في إطار أهدافها التوعوية في المجتمع؟ - إننا نولي جانب الندوات العلمية والدينية والسياسية والوطنية والاجتماعية أهمية كبيرة بحيث لا نغفل الهدف الذي من خلاله نوصل رسالتنا إلى المجتمع بمختلف شرائحه ومن هذا المنطلق فقد كان العام الفائت حافلا بالعديد من الندوات وفي مقدمتها المخاطر الناجمة عن الارهاب واضراره بالمجتمع بالإضافة إلى ندوة حول حقوق الإنسان في الإسلام والمواثيق الدولية بالتعاون مع مكتب الثقافة برداع ساهم فيها اساتذة جامعيون وبعض المسؤولين والمهتمين وإقامة ندوة حول حقوق المرأة في الإسلام إضافة إلى أننا بصدد إقامة وعقد ندوة تتناول مخاطر الثأر المدمر «القاعدة- الانفصال- الحوثية» وذلك ضمن تنسيق متكامل لتوضيح المرامي الحاقدة والخبيثة من تلكم الظواهر السيئة والمشينة التي تستوجب الوقوف بحزم وشدة وبتكاتف وتلاحم أبناء الوطن اليمني الواحد ضد الافكار الرجعية والمناطقية والانفصالية وترسيخ الوعي المجتمعي فيما يتعلق بالواجبات والمهام المناطة بنا جميعا. إضافة إلى الإعداد لتنظيم ندوات ومحاضرات مختلفة ضمن برامجنا وبما من شأنه تأكيد الدور الحضاري والتاريخي لاسهامات كلية التربية والعلوم برداع في رفع وتيرة الوعي. أنشطة متنوعة هل توجد لديكم أنشطة وفعاليات ثقافية ومسابقات في الكلية؟ - إننا وكما هو معروف نسعى للتوفيق بين المعلومات التي يتلقاها الطلاب الدارسين وبين الأنشطة الأخرى ومنها المسابقات الثقافية والرياضية والتي يجري إقامتها كل عام بهدف صقل وتشجيع مواهب وقدرات الطلاب وتحفيزهم على العطاء والابداع حيث يتم التنسيق مع الأقسام والتخصصات كافة وحثهم على المشاركة في تلكم المسابقات والتصفيات وبالأخص الرياضية والثقافية وتكريم الفائزين، كما يتم إصدار مطوية خاصة بالكلية في إطار النشاط الإعلامي والثقافي إضافة إلى تشجيعنا لجميع الأقسام لاصدار مجلة تبرز فيها ابداعات ومواهب الطلاب، وكذلك إقامة المجلة الحائطية واللوحات الإرشادية والعلمية التي تتزين بها الكلية والكثير الكثير من الفعاليات التي لها الأثر البالغ في نفوس الطلاب ومنها إقامة وتنظيم الرحلات العلمية والترفيهية إلى عدد من المحافظات اليمنية والتي يتعرف فيها الطلاب على مظاهر النهضة والتنمية التي تشهدها البلاد وتطبيق ما يدرسونه عمليا والخروج بحصيلة هادفة من كل ما يلاحظونه في رحلاتهم.