قتل ما لا يقل عن 37 شخصا وجرح عشرات آخرون في انفجارين كبيرين هزا محطتين لمترو أنفاق في العاصمة الروسية موسكو صباح امس الإثنين 29/3/2010، حسب مصادر أمنية روسية التي رجحت أن يكون التفجير الأول بواسطة انتحاري. وقال الناطق باسم وزارة الطوارئ أن " الإنفجار الأول وقع صباح اليوم واستهدف محطة لوبيانكا وهي من المحطات الرئيسية لشبكة النقل بالقطارات". وأسفر هذا الهجوم عن مقتل 14 شخصاً داخل قطار، بالإضافة إلى 11 آخرين قتلوا على رصيف المحطة ، كما أسفر عن إصابة 17 شخصا. ويعتقد المسؤولون الروس أن الإنفجار في محطة لوبيانكا نجم عن عبوة ناسفة فجرها انتحاري. وبعد نصف ساعة ، وقع الإنفجار الثاني في إحدى عربات القطار الذي وصل إلى محطة "بارك كولتوري" ، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصا وإصابة 15 آخرين . ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن مصادر أمنية قولها إن هذين الانفجارين يشبهان العملية التفجيرية الإرهابية التي وقعت في محطة مترو أنفاق موسكو "افتوزافودسكايا" عام 2004 وأيضا تفجيرات مترو لندن عام 2005. والجدير بالذكر أن محطة لوبيانكا التي شهدت الإنفجار الأول في ساعة الذروة الصباحية تقع قرب المقر الرئيسي لجهاز الأمن الداخلي الروسي في موسكو. ولم تعلن أي جماعة مسئوليتها على الفور عن الإنفجارين ولكن من المرجح أن تحوم الشبهات حول مجموعات من شمال القوقاز الروسي، التي تحملت من قبل مسؤولية تفجير قطار بين موسكو وسان بتراس بورغ في نوفمبر الماضي والذي راح ضحيته قرابة 30 شخصا. وكانت العاصمة الروسية شهدت في العقد الماضي سلسلة انفجارات دامية تبنتها مجموعات إسلامية مقاتلة من جمهورية الشيشان ، إلا أنها تراجعت إلى حد كبير في السنوات الماضية. وكان دوكو عمروف أمير ما يسمى بإمارة القوقاز الإسلامية قد أعلن في ديسمبر الماضي عن سلسلة هجمات تستهدف مواقع استراتيجية روسية خلال العام الجاري، ومن المحتمل أن تكون هذه الهجمات ترتبط بهذا التهديد، خصوصا وأنها تأتي في أعقاب تقارير إعلامية غير مؤكدة تتحدث عن مقتل دوكو عمروف في 10/3/2010 في مواجهات مسلحة على الحدود بين الشيشان وأنغوشيا حسب مكالمة تيلفونية وردت إلى إذاعة أوروبا الحرة من أحد المقاتلين الشيشان يوم 18 مارس الجاري. وليس هذه المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن مقتل عمروف الذي يعتبر المطلوب الأول لدى سلطات كريملين. ورغم تأكيدات موسكو المستمرة على انتهاء الحرب في الشيشان بعد مقتل القائد الشيشاني شامل باساييف في صيف 2006 وبسط سيطرة كريملين عبر سلطة محلية يقودها رمضان قديروف، إلا أن جمهوريات شمال القوقاز الروسية بدأت تشهد تصاعدا في وتيرة أحداث العنف خصوصا بعد أنباء عن توجه المقاتلين الشيشان من مناطق القبائل الباكستانية نحو معاقلها الأصلية بعد استهدافهم من قبل الجيش الباكستاني. *ملف الصور