فيتامين "سي" يحمي من السرطانات.. يرفع المناعة.. يعالج نزلات البرد.. يخفض الإصابة بالنقرس.. كل هذه الحقائق وغيرها كانت موضوع ندوة "فيتامين "سي" صيدلية طبيعية" التي عقدت أمس الثلاثاء في ساقية عبد المنعم الصاوي بمنطقة الزمالك بالقاهرة، وألقاها الدكتور مجدي بدران زميل معهد الطفولة وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة. وأكد بدران أن فيتامين "سي" هو أشهر أنواع الفيتامينات وأكثرها أهمية من الوجهة الغذائية ويعتبر عادةً في مقدمة الفيتامينات التي يستعملها الأطباء ويستهلكها المرضى. ويعرف هذا الفيتامين علمياً باسم حمض "الاسكوربيك". هل تناولت فيتامين "سي" ؟ أوضح بدران أنه يجب على كل شخص أن يسأل نفسه يومياً هل تناول فيتامين "سى"، وذلك لأن الإنسان لايستطيع تكوين هذا الفيتامين ولا يتم تخزينه في الجسم، لذا يجب تناوله يومياً. وأكد بدران أن فيتامين "سي" يساعد على التئام الجروح ويحمي من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، كما أنه ينظم نسب الكوليسترول في الدم، ويحافظ علي جمال العين، ويفيد في تكوين "الكولاجين" المسئول عن مرونة ونعومة ومتانة الجلد، يحمي من الإصابة بالمياه البيضاء على العين، بالإضافة إلى أنه يخفض مضاعفات مرض السكر، يقلل من معدلات الرصاص في الدم، ويمنع التأثيرات الضاره للنيكوتين على المواليد. وأشار بدران إلى أن فيتامين "سي" يحمي من مرض النقرس وهو أكثر التهابات المفاصل شيوعاً في البالغين، وذلك لأنه يخفض نسبه حمض "اليوريك" فى الدم ويزيد من التخلص منه عن طريق الكلى، كما تبين حديثاً أن الذين يعانون من نقص فيتامين "سي" تزيد قابليتهم للإصابة بمرض الربو بنسبة 12%. وأضاف بدران أن نقص فيتامين "سي" فى المواليد قد يسبب الغباء، مشيراً إلى أن هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تخفض مستوي فيتامين "سى" فى جسد الإنسان، مثل المسكنات، أدوية "الكورتيزونات"، "الأسبرين"، المضادات الحيوية وبعض الأدوية المدرة للبول.
تواريخ هامة
علاج مرضى الإسكربوط بفيتامين سي سنة 1746 أثبت الطبيب الإنجليزي "جيمس لند" أنه من الممكن علاج مرض "الإسكربوط" بتناول البرتقال والليمون، وهذا المرض ينشأ من نقص هذا الفيتامين. ومن أعرضه، نزيف اللثة والتهابها وخلخلة وسقوط الأسنان، نزف الأغشية المخاطية، تورم المفاصل، الضعف العام، الأنيميا، التوتر وفقدان الشهية، الوفاة. وأوضح بدران أن أكثر الأشخاص المعرضون لهذا المرض هم أطفال الرضاعة الصناعية لأنهم يعانوا من نقص فيتامين "سي" لأنه يتهدم بالبسترة، والمراهقون الذين لايتناولون الفواكه والخضر الطازجة أو السلاطة. غرائب "الإسكيمو" ويرى بدران أنه بالرغم من غياب المزارع أو الأسواق في "الإسكيمو" التي توفر لهم مصادر فيتامين "سى" المعروفة لدينا أنهم لا يصابون بنقص هذا الفيتامين. ويرجع ذلك لتناول هذه الشعوب الحيوانات البحرية إما مطهوة بصورة أقرب للنيئة أو يتناولون بعض أجزائها بدون طهي مطلقاً خاصةً الكبدة الخاصة بحيوان حصان البحر أو بعض أنواع الحيتان الصغيرة وكلها غنية بفيتامين "سي" !! أطباء الفراعنة عرفوا "الإسكربوط"
جزيرة الكيوراكاو في أواخر القرن الخامس الميلادي خلال رحلة "كريستوفر كولمبوس" لاكتشاف العالم الجديد طلب منه بعض البحارة المصابين ب "الإسكربوط" أن يتركهم على إحدي الجزر جنوب البحر الكاريبي بالقرب من شواطئ فنزويلا بدلاً من رميهم كطعام للأسماك بعد موتهم على السفينة. وخلال انتظار الموت تناولوا البرتقال والليمون، وبعد عدة شهور عاد كولمبوس مرة أخرى للجزيرة ففوجيء بهم أحياء وعادوا معه لأوربا وأطلقوا على هذه الجزيرة اسم "كيوراكاو" وتعني بالبرتغالية الشفاء وأصبح الليمون والبرتقال بعد ذلك اليوم زاد البحارة الذي يرجعهم سالمين لأسرهم. مصادر فيتامين "سي" وأفاد بدران خلال الندوة بأن فيتامين" سي" يوجد بوفرة في المصادر الطبيعية مثل الجوافة، البرتقال، الكيوي، الفلفل بألوانه, الطماطم, اليوسفي, الليمون، الأعشاب العطرية كالنعناع واليانسون والبابونج. فيتامين "سى" في الأطعمة بالمجم لكل 100 جرام :
- يحتاج البالغون يومياً: 60 مجم. - الأطفال منذ الولادة وحتي سن سنة: 30مجم. - الأطفال من سن 1 إلى 3 سنوات : 40مجم. - الأطفال من سن 4 إلى 10 سنوات: 45مجم. الحامل: من 75 إلى90مجم. - الأم المرضع: 100مجم. - المدخنون: 200مجم. وينصح بدران للاحتفاظ بالقيمة الغذائية في الفواكه والخضروات، يفضل غلي ماء الطبخ قبل إضافة الخضراوات أو اللحوم، وذلك لأن فيتامين "سي" يفقد بالتسخين, القلي, التعقيم, البسترة, التخزين, التثليج, التجفيف, التجميد. وذلك لأن الغليان يخرج الأكسجين من الماء، وبالتالي لن يضيع فيتامين "سي" في التفاعل مع الأكسجين، كما يوصي بتقطيع الخضراوات قطعاً كبيرة ثم تقطع لقطع أصغر بعد الطهو.
