نشرت الصحف السعودية الجمعة صورة تظهر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز محاطًا بعدد من النساء في ظل احتدام النقاش في المملكة حول مشروعية الاختلاط بين الجنسين. وأظهرت الصورة الملك السعودي وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز محاطين بأكثر من 30 سيدة شاركن في مؤتمر عقد في مدينة نجرانجنوب البلاد. ولم يعط أي تفسير لنشر هذه الصورة في الوقت الذي تخوض الاوساط الدينية نقاشا حول الاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة. ونشرت جريدة "الوطن" الصورة ضمن مقال بعنوان "قصة صورة تجسد الأبوة وتوثق الفرح"، قالت فيه إن 32 سيدة سعودية التقين بالملك عبدالله فور انتهائهن من المشاركة في اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري الذي اختتم أعماله في نجران تحت عنوان "حوار بين المجتمع والمؤسسات الصحية". كما نشر جمال خاشقجي، رئيس تحرير الوطن، الجمعة مقالا بعنوان "الاختلاط وصلاة الجماعة.. لغط وسوء فهم وظن" أشار فيه إلى الحوار الذي تشهده السعودية حول الاختلاط وإغلاق المحال التجارية في أوقات الصلاة. كما نشرت صحيفة " الشرق الأوسط" اللندنية على صفحتها الأولى الجمعة صورة العاهل السعودي وولي العهد تحت عنوان "إشادة نسائية سعودية بتقدير خادم الحرمين الشريفين لدور المرأة". وذكرت الصحيفة ان مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أشادة بتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لدور المرأة السعودية، والإدراك السياسي لأهمية الدور الذي تلعبه النساء في دفع عجلة التنمية في البلاد. وظهرت خلال الأسابيع القليلة الماضية في السعودية أنباء حول اقصاء مسئول هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة بعد حديث نسب إليه حول الاختلاط، إلا أن صحفا عادت لتشير إلى اعادته إلى مهامه "باوامر عليا". وكان الملك عبدالله قد افتتح جامعة في غرب البلاد يعمل فيها الباحثون والباحثات جنبا إلى جنب في خطوة أثارت استياء بعض علماء الدين نتيجة لما يرونه مخالفة لمنع الاختلاط المطبق في الاماكن العامة. وكانت التقارير قد أشارت إلى أن الملك عبدالله أمر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بإقالة الشيخ سعد بن ناصر الشثري من منصبه كعضو في هيئة كبار العلماء بعد أن انتقد على إحدى القنوات التلفزيونية السماح بالاختلاط في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. يذكر أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية هي المؤسسة التعليمية الوحيدة في المملكة التي يسمح فيها بالاختلاط بين الرجال والنساء وتقع بالقرب من قرية مطلة على البحر الأحمر. والجامعة الجديدة لا يشترط أن تلبس الطالبة العباية فيها ، بينما يسمح لها بركوب السيارة وقيادتها وهو ما يحظر على بقية النساء في المملكة. ولا تخضع هذه الجامعة لإشراف وزارة التعليم التي يسيطر عليها رجال دين يعارضون التأثير الغربي وتقليص المحتوى الديني في المقررات الدراسية.