هذا الموضوع يتناول بعض النقاط التى وردت فى خطاب السيد رئيس الجمهورية فى عيد الوحدة، وخاصة نقطة اطلاق المسجونين من الحراك والحوثيين. ما دفعنى للكتابة هو أن بعضهم رأى هذا شيئا جميلا واخرون لم يعجبهم مثل هذا القرار. فهل كان هذا القرار صائبا أم غير ذلك. أكتب موضوعى هذا ردا على موضوع للأخ العزيز قائد المحمدى تحت عنوان "قراءة فى العفو الرئاسى عن الحوثيين والإنفصاليين" فى هذا الرابط فى موقع نبأ نيوز.
http://www.nabanews.net/2009/27076.html
بسم الله أبدأ وأقول: كلام الكاتب جميل ومنطقى. فالكاتب يبرر العفو الرئاسى عن الحراك والحوثيين بحكمة الرئيس ومنطقه وكذلك يقول أن للسياسة حساباتها... وهذا كلام جيد ومنطقى ووجهة نظر تحترم فعلا.... لكن دعنا نكمل المنطق ونسألك هنا:
هل ترى أن من السياسة إغضاب معظم الشعب وإرضاء فئة معينة ليقال أن الرئيس هو صاحب العقل الحكيم والقلب الطيب؟
أنا لا اقول اقتلوا من فى السجون أو عذبوهم ولكن كيف تفرج عن مجرم وقاتل قد يؤدى خروجه الى فساد اكثر من الصلاح الذى يرجوه الرئيس بالعفو.
قد يفهم من قُتل له أخ او حبيب بسبب فتنة صعدة والفتنة فى الجنوب بأن دية قريبه هى قطعة الارض الذى أمر بها الرئيس.... فيما لو كان القتيل أحد ابناء الرئيس لطارت الرقاب!!!!!
خذ مثالا بسيطا على أن الحكاية لم تكن حكاية رحمة كما يراها بعضهم، فشيخ المخلاف محبوس الى الان والى اجل غير مسمى بحجة تحديه للدولة فلماذا ستطبق الرحمة مع من حمل الصاروخ والصبرة ونشدها مع من حمل ابرة.
نحن لا نريد رحمة سيادته وعطفه كما لانريد بطشه وقسوته... نحن نريد القانون!!!
وقفنا مع الرئيس فى حرب صعدة الى اخر درجة ليس لانه صاحب القلب الرحيم بل لأن الحق والقانون والعدل معه. وقفنا معه فى 94 لنفس السبب، فعندما يطبق رئيسنا القانون يكون قويا ونحن اقوياء بالدفاع عنه وعن قراراته. لكن ان يخترق القانون بجرة قلم فهذا غير مقبول.
صحيح ان للسياسة حساباتها لكن هذا المبدأ مرفوض لانه ببساطة مبدأ "إذا سرق فيهم الشريف تركوه". وهنا لا تقول لى أنه مبدأ "العفو عند المقدرة" لان الرئيس الى الان لم يصل الى هذه المقدرة والدليل هو ان الحوثيين والى الان لا يزالون يقتلون كل من وقف مع الدولة، والى الان الحرب السابعة ما تزال محتملة وقد تقع فى اى وقت. كما أن العفو عند المقدرة قد جرب بعد الحروب الخمسة الاولى فلم يؤتى ثماره. كما أن اليمن لم يخرج بعد من عنق الزجاجة، فالمقدرة غير موجودة اساسا!!!!
وما حدث مباشرة بعد اطلاق سراح المعتقلين فى ابين من فوضى وما حدث أيضا فى صعدة من تصعيد مباشرة بعد قرار العفو، سواء كان ممن أطلق سراحهم أم من غيرهم يؤدى الى القول أن خروج هؤلاء من السجون لا يصب فى صالح الاستقرار. بل إنه لو حدثت اى تفجيرات او قتل او تقطع فالتهمة جاهزة وهى أن السبب هو الرئيس الذى اطلق سراح المجرمين والتفسير السياسى المعارض موجود وهو ببساطة لأن الرئيس لا يريد الإستقرار ويعيش على الأزمات!!!!
أنا هنا لا اريد رحمة الرئيس (مع ثقتى بأنه رحيم) ولا قسوته بل نريد العدل وسيادة القانون وهيبة الدولة. فهاهى احداث مأرب تبرز كرأس الأفعى وربنا يستر، فالإعتذار مع أهميته لن يعيد القتيل، كما أن تخريب المنشأت يضر كل الوطن ولايعيد القتيل ايضا. وهذا ببساطة لأن الخارج عن القانون كما الدولة للاسف تعرف أن نهاية القصة ثور يذبح هنا وهناك او عفو رئاسى غير مدروس بحجة الرحمة المهداة وصلح اصلحك الله. .... وحل هذه القضية ياتى من خلال المثل القائل "الصدق نجى محمد" ولا اريد الشرح فى هذه القضية فليس من اختصاصى.
إن إطلاق سراح هؤلاء بهذا الشكل ودون برنامج اصلاح ومراقبة طويل الامد وحل مشاكل الثأرات التى قد تنشأ عند خروجهم يؤجج المشكلة ولا يحلها. وهنا اذكرك بأنه كانت الاية -اية الاسر- تقول "ما كان لنبى ان يكون له اسرى حتى يثخن فى الارض" وهذا عندما كانت الدولة فى بداية تاسيسها ضعيفة. ولكن بعد ما اصبحت الدولة قوية جاءت الاية "فإما من وإما فداء". فهل الدولة اليمنية نجحت فى القضاء على المشاكل لتطبق مبدأ "فإما من وإما فداء" هذا السؤال اوجهه لصناع القرار فهم ادرى بشؤن دولتهم ومدى سيطرتهم وتحكمهم فى الوضع.
لكن السؤال الذى يطرح نفسه الان... هل كان هؤلاء المعتقلين سياسين أم مجرمين؟
فإذا كانوا سياسيين فإن المعارضة كانت صادقة وأن الإعتقالات التى شملت هؤلاء كانت سياسية بحته وأن الديمقراطية التى يتغنى بها صناع القرار غير موجودة وضحك على الدقون. وإذا كانوا مجرمين فهل إطلاق مجرم بدون عقاب وبدون ضمان سلامة بقية المواطنين يدخل ضمن مبدأ الرحمة المهداة ام التسيب اللامحدود؟؟؟؟ ما نريده من الدولة أن تعتقل بالقانون وتطلق بالقانون وتفعل ما تشاء، لكن بالقانون وليس القبيلة والسماحة وطيبة القلب. وارجو ان لا يفهمنى أحد غلط.
السياسة لا تعنى المداهنة وصلح اصلحك الله بالباطل والكذب اللا محدود والغموض الذى ليس له أخر. فليس من السياسة أن تمارس الكذب وتقول عنه سياسة. فلا يعقل أن تقول لأحد أنك ستتجه يمينا ثم تتجه يسارا لتقول أن هذه سياسة.
وفى هذا الصدد خذ مثلا قضية الشيخ الفضلى انطفأت بين عشية وضحاها واصبح كل يؤل ما حدث حسب ما يراه ومن بينهم أنا. فهل الفضلى كان مع الوطن ام ضد الوطن؟؟؟؟؟؟؟ سؤال ليس له اجابة عندى!!! بل انى لا اريد أن أعرف الإجابة لأنها فى كل الظروف لن تعجبنى، ولهذه الاجابة تبعات كثيرة جدا أتمنى أن لا يتكرم احدهم ويجيب على هذا السؤال.
كما اريد أن اضع نقطة نظام وهى ألم يكن الأفضل والأجدى لصناع القرار أن ينيروا الكهرباء بدل كل هذه المشاكل. ففى انارة الكهرباء خير كثير وأهم خير ستجنيه الدولة من انارة الكهرباء هو سماع خطبهم الرنانة ورؤية احتفالاتهم ومنجزاتهم، لأنه وللاسف كل ما يذاع من اغانى وطنية ومن استعراض منجزات ومن خطب للرئيس لا يشاهدها 90% من الشعب بسبب الإنطفاء المتكرر للكهرباء. وهذا أيضا موجه لمن فى المعارضة أليس الأجدى إيجاد فرص عمل اى مشروع ولو صغير للعاطلين عن العمل بدل حشدهم يوميا وصرف الملاين على حشودهم فى ساحات الفوضى والصراخ.