اكد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري عقب لقائه وفدأً هندياً في اسلام اباد يتقدمه وزير الخارجية الهندي سامانهالي كريشنا، على اهمية التنسيق الاستخباراتي بين الهندوباكستان، لمكافحة التهديد الارهابي. وكان كريشنا قد اجرى في وقت سابق مباحثات في 15 يوليو/تموز مع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، تناولت سبل تحسين العلاقات بين البلدين، وذلك بعد لقاء جمع الوزير الهندي بنظيره الباكستاني شاه محمود قريشي في اسلام اباد. وتعتبر هذه الزيارة هي الاولى لوزير خارجية الهند الى باكستان، منذ الاعتداء المسلح الذي وقع قبل عامين في مدينة مومباي، التي تعتبر عصب الاقتصاد الهندي، مما ادى الى مقتل اكثر من 160 شخصاً. وتهدف هذه الزيارة الى مد جسور الثقة واعادة الحوار بين البلدين. وياتي اللقاء الهنديالباكستاني الرفيع المستوى هذا في اطار الجهود الثنائية لتحسين العلاقات بين البلدين، التي تعتبر نيودلهي انها مرهونة بخطوت ملموسة ينبغي ان تتخذها اسلام اباد ضد جماعات متطرفة ومسلحة، تتخذ من الاراضي الباكستانية معاقل لها، وتقف وراء الاعتداءات على الاراضي الهندية. ومن القضايا التي ترى نيودلهي انها محورية والتي يجب حلها بهدف تحسين العلاقات مع باكستان، هي تسليم المشتبه بضلوعهم في اعمال عنف وقعت في الهند، يختبأون في باكستان كما تعلن الهند، الامر الذي تنفيه باكستان باستمرار. في حين تعتبر اسلام اباد ان القضايا المركزية التي يجب تناولها في الحوار مع الهند هي اقليم كشمير والمياه والحضور الهندي في افغانستان، والنشاط الاستخباراتي الهندي في اقليم بلوجستان جنوب غربي باكستان، وكذلك في منطقة القبائل الباكستانية. ويتم اجراء هذه اللقاءات بين الجانبين الهنديوالباكستاني في اجواء الاتهامات المتبادلة، اذ حمّل وزير الداخلية الهندي قبل ساعات اجهزة الاستخبارات العسكرية الباكستانية مسؤولية الاعتداء الذي تعرضت له مومباي في 2008، فيما اعلنت اسلام اباد عن اعتقالها لاحد مسؤولي تنظيم حركة طالبان باكستان يطلق اتباعه عليه اسم الشيخ سعدي، وانها صادرت اسلحة صنعت في الهند. واكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الهندي ان المباحثات بين الجانبين دارت في اجواء ودية، مشيراً الى انه تم تناول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، منها ملف اقليم كشمير، بالاضافة الى الارهاب. هذا وحث الوزير الهندي السلطات الباكستانية العمل للكشف عن ملابسات الاعتداء الذي استهدف مومباي في 2008. وحول هذا الامر قال سيد سليم شاه زاد رئيس صحيفة "آسيا تايمز اون لاين" الالكترونيةالباكستانية لقناة "روسيا اليوم"، انه يمكن اعتبار زيارة وزير الخارجية الهندي الى باكستان بمثابة ذوبان الجليد في العلاقات الثنائية، الا انه لا ينبغي تعليق آمال كبيرة عليها. كما قال انه من المحتمل ان يعقد المزيد من اللقاءات والاجتماعات، لكن فقط اذا ما قرر البلدان مواصلة تقريب المواقف وتحسين العلاقات. واضاف شاه زاد ان ملف كشمير والجماعات المسلحة التي تتخذ من الاراضي الباكستانية نقطة انطلاق لتنفيذ اعمال عنف في الهند هي حقائق تشكل قضايا عالقة بين الهندوباكستان. كما اعتبر ان تنظيم القاعدة حقق اهدافاً من خلال وجود جماعات متطرفة ومسلحة في باكستان، مشددأً على انه بدون حل قضية اقليم كشمير، سوف يكون من الصعب التوصل الى علاقات ثنائية طبيعية بين الهندوباكستان، مشيراً الى ان ذلك يحتاج الى "قناة دبلوماسية كبيرة". محلل سياسيي يستبعد تحقيق تقدم بسبب تاريخ العلاقات القديم بين الهندوباكستان من جانبه لفت المحلل السياسي طارق بيزاده الانتباه في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" الى ان الوزير الهندي صرح قبل وصوله الى الاراضي الباكستانية انه لا يجب تعليق آمال كبيرة على هذه المباحثات، التي اعتبر كريشنا ان الهدف الرئيسي منها هو طرح القضية الاهم، وتحديداً ملف الارهاب الذي يعتبر مصدر قلق بالنسبة للهند وباكستان. الا ان الحكومة الباكستانية اشارت الى ان المباحثات الثنائية ستتناول قضايا اخرى كاقليم كشمير وغيرها. واستبعد بيرزاده احراز اي تقدم مهم عقب هذه المباحثات، وعزا ذلك الى "تاريخ العلاقات القديم بين الهندوباكستان". واضاف ان السلطات الهندية تعلن باستمرار ان تدهور العلاقات مع باكستان جاء على خلفية احداث مومباي، لكن واقع الحال، من وجهة نظره، يشير الى ان العلاقات الثنائية كانت متوترة قبل هذه الاحداث، لافتاً الى مفاوضات دارت بين اسلام اباد ونيودلهي قبل 2008 حول قضايا اخرى في غضون سنوات، دون تسجيل اي نجاح بصددها.