أمرت القوات الجوية الباكستانية مقاتلاتها اليوم الاثنين بالتحليق فوق عدد من المدن الكبرى في مؤشر على زيادة "اليقظة والحذر" في أعقاب هجمات مومباي الشهر الماضي. وقال هومون فيكار زيفير المتحدث باسم القوات الجوية:" في البيئة الحالية، صعدت القوات الجوية الباكستانية حالة الحذر واليقظة." وأجرى سكان العاصمة إسلام أباد ومدينة روالبندي المجاورة ومدينة لاهور الشرقية مكالمات هاتفية مع وسائل الإعلام أعربوا فيها عن قلقهم وسألوا عن المقاتلات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة. ويذكر أن العلاقات بين الدولتين النوويين باكستان والهند تدهورت في أعقاب هجمات مومباي التي خلفت 172 قتيلا من بينهم تسعة مسلحين. وفي وقت سابق من هذا الشهر اتهمت إسلام أباد القوات الجوية الهندية بانتهاك أجوائها فوق لاهور والشطر الباكستاني من إقليم كشمير المقسم بين البلدين، إلا أن الهند سارعت إلى نفي تلك الاتهامات. ويتردد أن حركة "عسكر طيبة" المسلحة المحظورة تنشط في تلك المناطق. وتتهم نيودلهي تلك الجماعة بالوقوف وراء هجمات مومباي. ومن جانبها, أفادت مصادر هندية بنشر فرق عسكرية للتحرك السريع على طول الحدود مع باكستان في ولايتي راجستان وجوغارات ، وذلك بعد تصريح وزير الخارجية برناب موخرجي أن كل الخيارات مفتوحة للهند. وقال تقرير إن قوات التحرك السريع زودت بمعدات قتالية حديثة لمراقبة التطورات التي قد تحدث على الجانب الباكستاني، التعليمات جاءت بتجهيز مدارج الطيران في القواعد الجوية كما وضعت الرادارات في حالة تأهب قصوى في منطقتي جيسالمر و اتالاي بولاية راجستان بعد ورود معلومات استخباراتية عن نشر باكستان قوات اضافية على الحدود مع الهند". وكان وزير الخارجية الهندي براناب مخيرجي قال في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء مانهومان سينج برؤساء البعثات الدبلوماسية الهندية في الخارج لاطلاعهم على آخر التطورات في الازمة مع باكستان عقب تداعيات هجمات مومباي الدامية " كافة الخيارات مازالت مفتوحة الا انه لم يلوح هذه المرة بخيار شن هجوم عسكري على باكستان". وأوضح موخرجي "الحديث عن الخيار العسكري لن يكون مناسبا من خلال وسائل الاعلام" ، مؤكدا موقف الهند بابقاء جميع الخيارات مفتوحة. وكانت وسائل الاعلام الهندية بعيد تصريح موخرجي الليلة الماضية حول امكانية شن هجوم عسكري على باكستان بدأت بتحليلات عسكرية للتنبؤ بنوعية الهجوم في حال اتخذت حكومة نيودلهي ذلك القرار. من جانبها ردت اسلام اباد على تصريحات موخرجي العنيفة على لسان وزير خارجيتها محمود شاه قريشي ان بلاده تجنح للسلم ولو فرض عليها قرار الحرب فانها قادرة على صد اي هجوم قد تقوم به الهند. ويعتقد المراقبون للازمة ما بين نيودلهي واسلام اباد ان الامور لن تصل إلى الخيار العسكري بين البلدين النوويين ، مؤكدين ان تصعيد نيودلهي الاخير لا يتعدى كونه جزءا من زيادة الضغط على اسلام اباد لتلبية مطالبها بتسليم 40 ارهابيا مطلوبين لمحاكمتهم في الهند الامر الذي ترفضه باكستان بشدة.