حمّلت اللجنة الأمنية اليمنية العليا المتمردين الحوثيين مسؤولية خرق قرار وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس علي عبدالله صالح في الحادي عشر من شباط (فبراير) الفائت في الوقت الذي انسحبت قوات من الجيش من مواقع استراتيجية مهمة في عدد من مناطق محافظة صعدة كانت استعادتها من المتمردين الحوثيين في اشتباكات ومواجهات دامية أثناء الحرب السادسة العام المنصرم. ونفى مصدر عسكري الأنباء التي تحدثت عن احتجاز المتمردين الحوثيين 200 جندي من قوات الحرس الجمهوري. وكانت اللجنة الأمنية العليا أكدت في بيان لها أمس أن الحوثيين لا يزالون مستمرين في خرق اتفاقية وقف إطلاق النار والهجوم على المواقع والنقاط الأمنية والعسكرية والاعتداء على المواطنين وترويعهم وتهجيرهم من مناطقهم، مشيرة إلى أن "تلك العناصر ومن خلال هذه الممارسات تكشف عدم تقيدها بتنفيذ النقاط الست التي التزمتها شرطا لوقف إطلاق النار، اضافة إلى عدم التزامها اتفاق الدوحة الذي أعلنت قبوله". وحملت اللجنة المتمردين "مسؤولية كل ما يترتب عن خروقهم وعدم التزامهم النقاط الست وآليتها التنفيذية واتفاقية الدوحة". ورغم سقوط مواقع عسكرية بأيدي الحوثيين في المعارك الأخيرة في حرف سفيان بمحافظة عمران وأنباء عن اعتقال نحو 200 جندي ومثلهم من رجال القبائل، إلا أن اللجنة الأمنية جددت تأكيدها على "سعي الحكومة إلى إحلال السلام وإعادة إعمار ما خلفته الحرب وعودة النازحين إلى قراهم ومنازلهم وتعزيز الأمن والسكينة في المحافظة". الى ذلك، نفى مصدر عسكري مسؤول في وزارة الدفاع الأنباء التي تحدثت عن احتجاز الحوثيين 200 جندي في منطقة حرف سفيان ينتمون إلى قوات الحرس الجمهوري، معتبراً أن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة، إذ أن لا انتشار لقوات الحرس الجمهوري في تلك المواقع. في غضون ذلك، ظل التوتر قائماً في المناطق التي شهدت المعارك بين الحوثيين ورجال القبائل خلال الأسبوعين الأخيرين، وإن كانت خفت حدته. وأفادت مصادر ميدانية بأن معارك متفرقة تدور بين الحوثيين وعدد من المسلحين القبليين وقوات الجيش في موقع اللبداء العسكري الذي يعد شبه محاصر من قبل الحوثيين. وبدأت قوات من الجيش الانسحاب من عدد من المواقع الإستراتيجية التي كانت هذه القوات تتحصن فيها في محافظة صعدة ولم تعرف الأسباب لذلك، إلا أن مراقبين اعتبروا ذلك تمهيداً لدخول حرب جديدة ضد الحوثيين. وأوضحت مصادر محلية في محافظة صعدة أن قوات الجيش المتمركزة في منطقة الملاحيظ بمديرية الظاهر انسحبت إلى منطقة حرض التابعة لمحافظة حجة، لافتة إلى أن الجيش أخلى مواقعه بالكامل ظهر أول أمس من منطقة الملاحيظ الإستراتيجية والتي كان الجيش دخلها بعد معارك استمرت أشهر خلال الحرب السادسة لأسباب لازالت مجهولة. وتركزت الانسحابات في منطقة الملاحيظ ومديريات شدا ورازح والظاهر، فيما شهدت مناطق أخرى انسحاب قوات الأمن التي كانت انتشرت عقب اتفاق وقف الحرب الأخيرة في بعض المديريات انسحبت هي الأخرى إلى مدينة صعدة من بينها القوات المتواجدة في سحار والطلح ومناطق أخرى. وقالت المصادر اياها إن الانسحاب جاء لتلقي هذه القوات أوامر عليا بالمغادرة دون الكشف عن الأسباب. وأشارت مصادر أخرى إلى أن الانسحابات جاءت بأوامر من اللجنة الأمنية في صعدة ووفق توجيهات من اللجنة الأمنية العليا كرد فعل من الجانب الحكومي على تنصل الحوثي من اتفاق وقف الحرب الأخير والاتفاقات السابقة وذلك من خلال هجومه الاثنين على موقع الزعلاء العسكري في سفيان واعتقال عدد من الجنود وكذلك مضايقات الحوثيين المستمرة لقوات الأمن وقيادات السلطة المحلية في المديريات وتدخل الحوثيين في عمل السلطة المحلية في تلك المديريات بحسب تلك المصادر، إلا أن الحوثيين لم يعلقوا على ذلك. ونقل الشيخ صغير بن عزيز إلى مستشفى 48 التابع للحرس الجمهوري في العاصمة صنعاء لتلقي العلاج بعد أن خاض لمدة أسبوعين مواجهات دامية ضد المتمردين الحوثيين الذين تمكنوا من السيطرة على المواقع التي كانت تقع تحت سيطرة بن عزيز قبل أن يفجروا منزله بالكامل حيث أكد الحوثيون أن ذلك كان ضرورة لتثبيت السلام في المنطقة. على صعيد آخر، توفي أمس في أحد مستشفيات العاصمة السورية دمشق القيادي السابق في التنظيم الوحدوي الناصري القرشي، متأثراً بالطلقة النارية التي اخترقت رأسه عند محاولة اغتيال تعرض لها في العاصمة صنعاء الشهر الفائت أدخلته في غيبوبة تامة. ونقل القرشي مطلع الشهر الحالي إلى دمشق نتيجة تليف كبير بالدماغ ، بعد إجراء عملية جراحية بمستشفى الشرطة العام بصنعاء. وتعرض القرشي الشهر الفائت لمحاولة اغتيال أثناء عودته من أداء صلاة الجمعة في بوابة فندق تاج سبأ وسط العاصمة صنعاء ، حيث أطلق عليه مجهولون طلقة نارية أصابته في الرأس ، وهو برفقة أولاده وحراسة خصصت له من قبل الدولة.