تطلعت محافظة البيضاء بكل شبابها بل وساكنيها بأمل كبير وهم يرون جامعة البيضاء التي جاء قيامها ترجمة للبرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية حفظه الله تخطوا الخطوة تلو الأخرى لتصبح صرحا من صروح العلم والمعرفة الى جانب نظيراتها في محافظات وطننا الحبيب غير ان أبناء هذه المحافظة المتعطشة لهذا الصرح العلمي والمحبة لكل ما يحويه من صنوف المعرفة بكل أنواعها تتوق اليوم لان ترى ذلك مترجما عبر بوابة الانجاز والذي بطبيعة الحال لا يأتي صدفة , أو على عجلة من الأمر , بل بما يعد له من بنية تحتية تكون المرتكز والمنطلق الذي تقوم علية الجامعة بمختلف فروعها , ولان العالم تطور واهم أركان تطوره العلم وبما ان الجامعة هي حضن العلم الدافئ وسبيله الرئيسي, ولأنها البيضاء تضم بين ربوعها مواهب عدة وإبداعات جمة فحق لها ان تحظى برعاية راعي الشباب والمبدعين فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله والذي خصها بإنشاء الجامعة . · جامعة البيضاء لم يمر على إنشائها سوى اقل من عامين , فهي إذا ما زالت تشق أولى خطواتها , وبالتأكيد فهي تسعى جاهدة لان تصل الى ما وصلت إليه نظيراتها في الجامعات الأخرى , وبما ان الأمور ليست بالتمني ولكن بالجهود المبذولة والتي لن تؤتي ثمارها إلا بمرور الوقت , فالعجلة في الأمر لن تقود الى تحقيق أية أهداف . · استغرب على من يقومون بمهاجمة جامعة البيضاء وقيادتها بل ويسيؤن الى أعضاء هيئة التدريس والهيئة المساعدة ولكل العاملين فيها , مع ان الوقت الذي مضى على إنشاء الجامعة لا يسمح لذي عقل ان يقيم عملها بالشكل الدقيق فما بالنا بمن يهاجمونها , وباعتقادي ان تصفية الحسابات الضيقة والمصالح الذاتية والتي لو تحققت للبعض لما قام بمهاجمة الجامعة على هذا النحو . · جميعنا أعضاء هيئة التدريس والهيئة المساعدة ننادي الى استقلال الجامعات , فكيف ينبري البعض الى ان تفرض أي جامعة وصايتها على جامعة أخرى , لو كان الأمر كذلك لأصبحت جامعة صنعاء هي التي تتحكم بكل الجامعات على اعتبار ان جميعها كان تابعا لها قبل ان تحصل على قرارات منفصلة بإنشائها , وكذلك هو الحال بالنقابات , فلكل جامعة نقابتها الخاصة بها سواء تلك التابعة لأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم أو تلك التابعة للموظفين . · لا يمكن ان نعقل بان ادارة الجامعة ممثلة برئيسها الدكتور سيلان العرامي أو نائبها الدكتور محمد السنباني أو أمينها العام أو مدراء الإدارات , ناهيك عن عمداء الكليات ورؤساء الأقسام , لا يتصور احد ان يعمد احد هؤلاء الى ارتكاب الأخطاء , ولكن الخطوات الأولى لأي عمل لابد وان يرافقها إرهاصات , وتلك الإرهاصات هي التي تقوي العود , وهذا لا ينطبق على جامعة البيضاء فحسب بل هو يسحب على جميع الجامعات , فنحن نرى الكم الكبير من الأخطاء التي ترتكب ممن سبقونا بسنوات , فما بلنا نحن ونحن ما زلنا في بداية المشوار . · على المخلصين من أبناء محافظة البيضاء وهم كثيرون والحمد لله ان يمدوا يد العون للدكتور سيلان العرامي وان يعينوه خصوصا رجال الأعمال , لان الجامعة من الجامعات الناشئة وهي لازالت في طور التدشين ولكي تقف على قدميها تحتاج الى تضافر الجهود والى الالتفاف حول قيادتها وعدم الاكتفاء بالدعم الحكومي والذي سيظل محدودا في مراحله الأولى مالم يتكاتف الجميع بدء بقيادة المحافظة برئاسة المحافظ العامري ومرورا برجال الأعمال المنتمين لها والذين تزخر بهم مختلف المحافظات وهم بالتأكيد لن يألوا جهدا في المساعدة ببناء الجامعة التي ظلوا ينادونا بها من عدة سنوات . · ان نحلم بتحقيق أمر ما ذلك شئ مهم وان نراه واقعا ملموسا لا يقل أهمية ولكن الأهم بكل تأكيد ان نقف الى جوار ما حلمنا بتحقيقه ان هو تحقق , وان لا نقف عند هذا الحد بل علينا ان نواصل المشوار ولأننا مازلنا في بداية المشوار فأمامنا الشئ الكثير لنعمله لكي ينال شباب البيضاء ورياضييها ثمار جامعتهم , فالجامعة ما دخلت محافظة إلا وتحول حالها نحو الأفضل ولو نظرنا لبقية المحافظات لأدركنا ذلك بجلاء . · نحن كأعضاء هيئة تدريس وهيئة مساعدة فرحون بان أصبحت لنا جامعة خاصة بنا , ولم نفكر كغيرنا بالرحيل عنها منذ علمنا بقرار الإنشاء كما فعل البعض الذين فضلوا ترك الجامعة رغم انه لو كليتي رداعوالبيضاء لما كانوا أعضاء هيئة تدريس , ورغم أننا من محافظات بعيدة جدا عن البيضاء بمئات الكيلو مترات , إلا أننا نرى بان خدمة الوطن شرف في بقعة فيه , ولو تخير الجميع العواصم لما سكن في المدن الثانوية احد . · أكيد أننا نحلم كأعضاء هيئة تدريس كغيرنا ممن سبقونا في الجامعات الأخرى , بأجهزة حاسوب وهي هدية فخامة رئيس الجمهورية , كما نتوق جميعا الى منحنا قطعة ارض , وسكن جامعي كالتي تبنيه وزارة الأوقاف وتؤجره على الجامعات الأخرى , وجميع تلك المطالب مشروعة وهي في بال رئاسة الجامعة لأنهم في الأساس أعضاء هيئة تدريس وأي خير للجميع بالتأكيد أنهم من جملة من سينالهم , ولا يعقل إطلاقا ان يتباطئوا أبدا في توفيرها . · يجب ان يعلم الجميع بان الجامعات الناشئة , تكون ميزانياتها على عدد كلياتها , والجميل بان الجامعة استطاعت ان تحصل على الموافقة بإنشاء كلية العلوم الإدارية ,مع ان ذلك كان مرفوضا في البداية لولا تأكيد قيادة الجامعة على أهميتها للمنطقة , والأكيد بان بقية الأشياء ستأتي , طالما وان المطالبة موجودة . *باحث دكتوراه بالجزائر mnadhary_(at)_yahoo.com