لم يبقى أمام الثورة الشعبية السورية سوى الخيار العسكري، وهنا نقصد تسليح الجيش السوري الحر بأسلحة مضادة للدبابات والطائرات والقناصة عن طريق دول مثل السعودية وقطروتركيا والأردن وغيرها. ولا بد من دعم الثوار عن طريق تزويدهم باستشارات عسكرية مرحلية وإستراتيجية وذلك من خلال قوات خاصة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها. كما يمكن تزويد الثوار السوريين الساعين لحماية الشعب السوري وإلى إسقاط نظام بشار الأسد –الفاقد الشرعية- بأسلحة ومعدات لوجستية عن طريق طائرات بدون طيار أو بأي وسيلة أخرى ممكنة. وجدير بالمجتمع الدولي أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية إزاء الكارثة الانسانية الوخيمة التي تحل بالشعب السوري، والمتمثلة في تواصل قوات الأسد بقصف المدن والبلدات السورية الآمنة بالطائرات والمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، فيعمل جاهدا على إيجاد مناطق عازلة على الحدود التركية والأردنية واللبنانية، ومن ثم على إيجاد ممرات آمنة لإغاثة الشعب السوري الذي يتعرض لهجمة شرسة من جانب قوات الأسد وشبيحته. وتسمح الممرات الآمنة بإيصال الماء والغذاء والدواء وبإخلاء المصابين والجرحى الى مستشفيات ميدانية ومستشفيات ومراكز علاجية متقدمة في الدول الاخرى. وأما الأسد المتهالك, فلقد ترك له المجتمع الدولي -ممثلا بالمؤتمر الدولي لأصدقاء الشعب السوري الذي انعقد في تونس في 24 فبراير/شباط 2012- ترك له الباب مواربا بحيث يمكنه المغادرة من باب القفص الخلفي بعد أن أوغل في دماء الشعب السوري على مدار أحد عشر شهرا ونَيِّف. وأمام الأسد المتهالك خياران: فإما أن يَنْسَلَّ خائبا من الباب الخلفي فينجو ببقية أنيابه التي تقطر دما إلى روسيا, بحيث قد ينفق هناك تحت وخز الضمير –إن وُجِد- وبحيث يُلقى بجثته في ثلوج سيبيريا, أو أن يبقى الأسد المتهالك حبيس القفص المتعفن الصدئ حتى يلقى الهلاك في بقعة دامية من أرض الغابة. ويمكن للأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري المضي قدما لإنقاذ أطفال وحرائر سوريا من براثن الأسد المتهالك وشبيحته البشعين، معتمدين في ذلك على الله أولا ومن ثم على ثلاثة عشر صوت في مجلس الأمن و مائة وسبعة وثلاثين صوت دولي آخر، سبق أن أيدت اتخاذ إجراء يكون من شأنه وقف دوامة العنف الدموي في سوريا. يمكن للأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري المضي قدما لإنقاذ أطفال وحرائر سوريا من براثن الأسد المتهالك وشبيحته البشعين، وذلك بالبدء بمشروع إنقاذ الشعب السوري على الفور, دون انتظار المزيد من الوقت حتى يحين موعد المؤتمر الدولي الثاني لأصدقاء الشعب السوري المزمع انعقاده في إسطنبول في تركيا. فالجميع يعلم أن كلا من روسيا والصين وإيران وحسن نصر الله اللبناني ونور المالكي العراقي ما فتئوا يمدون الطاغية السوري بالأسلحة الفتاكة والقناصة والشبيحة لقتل المدنيين السوريين العزل، ولتشريد المواطنين السورين الآمنين. *إعلامي أردني مقيم في دولة قطر[email protected]