القاعدة وهادي .. القتل والقتل الآخر . في خطابه الأخير المستأجر، الذي تركز حول القاعدة بدا الرئيس هادي عصامياً، لاتلين له قناة ولايشق له غبار، يحكي انتفاخاً صولة الأسد .. بعد طول رقاااد. وكان هادي قبل أن يلقي الخطاب الذي تلاه بين يدي وزير الداخلية وعدد من الضباط والقادة في كلية الشرطة في حفل تخرج الدفعة ال25 لدرجة الماجستير، أرسل بضع ناقلات عسكرية وجند وعتاد صوب محافظة شبوة في جنوباليمن لمحاربة القاعدة،قيل أنها تعرضت فيمابعد للسلب والإتلاف من قبل عناصر القاعدة. وفي نفس اليوم نشرت وتداولت وسائل الإعلام خبر إطلاق الجيش اليمني حملة ضد القاعدة، سرّبته لها الوكالة ووسائل الإعلام الرسمية عقب عودة وزير الدفاع من واشنطن،التي أرسلت طائرات الموت لتضرب وتقتل المدنيين في كل من البيضاء وأبين . وبالتزامن مع انعقاد مؤتمر أصدقاء اليمن في لندن خرج علينا هادي من سردابه بخطابه المستعار واعظاً، يتحدث بلسان المُشفق والمُدنف بُحبّ الوطن، بعزفه المشروخ على وتر المؤامرة التي تحاك ضد اليمن . وحين نأتي إلى تفكيك محتويات الخطاب نجد أن الدنبوع هادي لم يضف جديداً،ولم تختلف سياقات ومضامين مفردات خطابه الأخير عن ماسبقه من حيث الجملة ،خصوصاً في معرض تناوله للقاعدة والأوضاع في اليمن . غير أن الشيء الذي اختلف وطرأ على خطاب هادي الأخير قبيل البارحة،حال الفلترة لمحتوياته مجيئه في ثوب مستعار، حيث بدا الرئيس هادي وهو يتحدث عن عناصر القاعدة بكونهم أجانب،مرتديا" قميص غيره آكلا" الثوم بفم الحوثي . وكان المعيب والمخجل في خطاب الدنبوع هادي هذه المرة خروجه عن اللياقة والأدب في الحديث ،باستخدامه بعض الجُمل النابيّة والبذيئة التي تحتوي على قدر لابأس به من السّباب والشتم واللعن . وبدا تعالم وكبرياء الدنبوع هادي جلياً هذه المرة على غير العادة،واعتداده بذاته وغروره حد السخرية والهزء والاستهانة بمن ينتقدون سياساته ويقدمون له النصائح، حين استدعى إحاطة فخامته بكل مايدور في اليمن ومايُدبّر لها . وكان من الطريف جداً انحصار الخطاب وتمّحوره حول القاعدة وحشرها بالكلية مع كل ماتعالجه بلادنا اليمن في زاوية حرجة، وكأني به يقول لايمكن لليمن أن تتعافى الإبانفكاكها عن القاعدة . و بدا من اللافت والمضحك حد القرف في خطاب الدنبوع هادي أيضاً دعوته إلى الاصطفاف شعبياً في مواجهة القاعدة لكي تسعد وتتعافى اليمن وتهنأ باستخراج المجوهرات والذهب والمعادن والثروات التي تحول دون استخراجها عناصر القاعدة، كمازعم في نهاية حديثه. وبرغم مجيء الخطاب في سياق عفوي، الإأنه لم يخل كعادته في كونه استهلاكي عبثي وغير مسؤول، ليغدو أيضا" مستعار ومأجور . وحاصل القول أن مشكلة اليمن واليمنيين تكمن في ارتهانهم الخارجي وليس القاعدة،ومع ملف الحرب القذرة على مايسمى الإرهاب التي لامستند شرعي ولاقانوني لها ويجب أن تطوى ويصطف الشعب ضدها،التي هي سبب شقوتنا وصراعنا مع بعض واقتتالنا، وذهاب أرواحنا وهلاكنا لوعقلنا . ولذلك لم تجني اليمن من الحرب على الإرهاب والقاعدة شيئاً يذكر خلال السنوات الماضية، غير إذكاء حالة الصراع الداخلي ونشر الفوضى وانعدام حالة الاستقرار ،وإشاعة القتل،وسفك الدماء وإزهاق الأرواح . وشاهد الحال معلوم بين أيدينا وأمام أعيننايتحدث بلسان مُبين أن الحرب خطيئة، وسياسية تعاطي هادي مع القاعدة خلال الفترة الانتقالية لم تفضي إلى نتيجة،فقد حصدت آلاف اليمنيين مدنيين وقاعديين وعسكريين، ولازالت . ويمكننا تلخيص واقع المشهد اليمني القائم بين هادي والقاعدة في اليمن في إطار القاعدة المطردة ووفق قانون نيوتن الفيزئائي" لكل قوة فعل قوة رد فعل، مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه،تعملان على نفس الخط وتؤثران على جسمين مختلفين ". وعلى الرئيس هادي والدولة والشعب اليمني تحديد نقطة العلاقة وطبيعة التعامل بمسؤولية مع القاعدة وطي صفحة الحرب على الإرهاب التي تتغذى منها القاعدة ،إذ تغدو وجهة هادي والقاعدة مُشرعة صوب الاقتتال فيما بينهما، وتحويل اليمن إلى مجرد مقصلة وبركة تسيح فيه دماء اليمنيين وأرواحهم .