لم تخف وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة مخاوفها من استمرار ثورة الأسعار والبطالة في تونس واحتمالات انتقال المشهد التونسي إلى دول عربية أخرى مثل مصر والأردن، حيث أشارت الصحف الإسرائيلية إلى أن التخوف الأكبر في منطقة الشرق الأوسط أن يقرر الشعب المصري الخروج إلى الشوارع للاحتجاج، فمصر هي الدولة الأكثر أهمية في العالم العربي، وأي أحداث شغب في شوارعها هي بمثابة السيناريو الكابوس لأي حاكم عربي لدولة من الدول العربية المعتدلة. واللافت أن إسرائيل معنية إلى حد كبير بالحفاظ على النظم العربية التي ترتبط معها بعلاقات دبلوماسية معلنة وغير معلنة، وهذا ما يفسر محاولات الموساد الإسرائيلي مؤخراً إجهاض الثورة التونسية التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي الذي ربطته علاقة وثيقة مع إسرائيل. إسرائيل وعلاقاتها مع بن علي أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد سقوط النظام التونسي إلى أن إسرائيل تخشى قطع "العلاقات السرية" بين إسرائيل وتونس في أعقاب سقوط نظام زين العابدين بن علي الذي ارتبط بعلاقات "غير معلنة" معها. ونقل التلفزيون الإسرائيلي يوم الأحد 16/1/2011 عن إذاعة جيش الاحتلال أن التونسي الأصل سيلفان شالوم نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية أوضح عن خشيته من أن يؤدي سقوط النظام التونسي إلى تقرب تونس من العناصر الإسلامية المتطرفة في العالم العربي. وأضاف شالوم لبرنامج "ناخون لبوكر" في إذاعة الاحتلال "فضلت دول العالم غض البصر عن غياب الديمقراطية في الدولة (تونس) من أجل الحفاظ عليها قريبة للغرب، والآن أصبح من المحتمل أن تتدهور تونس وتتقرب إلى الإسلام المتطرف". وأعرب عن أمله في أن تواصل تونس سياستها المعتدلة، مؤكدا أن إسرائيل تريد الحفاظ على علاقاتها مع تونس لوجود جالية يهودية فيها. ويشار إلى وجود علاقات متشعبة بين نظام الرئيس التونسي المخلوع وإسرائيل، وتم الكشف مؤخراً عن اتفاقات ثقافية بين إسرائيل ونظام بن علي، وثمة محاولات كانت تسير بخطى سريعة لترجمة كتب عبرية إلى اللغة العربية، حيث اتصلت إحدى دور النشر التونسية بالمترجم العربي الإسرائيلي الطيب غنايم بهدف ترجمة عدد من الكتب العبرية باعتبار أنها قد تثير اهتمام جمهور القراء التونسيين. وأوضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه من بين الكتب التي كان من المفترض ترجمتها كتاب "قصة حب وظلام" للكاتب الإسرائيلي المشهور عاموس عوز. ومن الأهمية الإشارة أيضاً إلى أن وسائل إعلام فلسطينية وعربية اتهمت بن علي بالتنسيق بشكل مباشر مع الموساد الإسرائيلي في تصفية الرجل الثاني في الثورة الفلسطينية خليل الوزير أبو جهاد في العاصمة التونسية أواسط أبريل/نيسان 1988. الجزيره