تجاوزت مدة إضراب 94 معتقلاً يمنياً في سجن غوانتانامو المائة يوم في 18 مايو الحالي، احتجاجاً على الأوضاع النفسية والصحية الصعبة التي يواجهونها. ومن 94 معتقلاً يمنياً في سجن غوانتانامو منذ 11 عاماً، حصل 58 على البراءة من قبل لجنة إدارية عسكرية بين عامي 2006 و2008، فيما أكدت وزارة العدل الأمريكية خلو سجلاتهم من أي مسؤولية جنائية، لكن لم يتم إطلاق سراحهم حتى أمس الاثنين. وعلى صعيد سابق، ذكرت حورية مشهور، وزيرة حقوق الإنسان في حكومة الوفاق اليمنية، أن المعتقلين اليمنيين في سجن غوانتانامو مضربون عن الطعام منذ فبراير الماضي، وهم في حالة سيئة جداً، موضحة أن الحكومة الأمريكية بصدد إغلاق المعتقل وتسليم المعتقلين إلى بلدانهم. وعن اتهامات وزيرة حقوق الإنسان التي وجهتها لوزارة الخارجية بعرقلتها متابعة قضية المعتقلين في غوانتانامو، والوقفة الاحتجاجية الذي نفذها أعضاء في مؤتمر الحوار الوطني للمطالبة بإطلاق معتقلي غوانتانامو؛ قال ل(الشرق الأوسط) وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي، إنه "في بداية إطلاق الحوار الوطني، ومنذ بدء هذه القضية، أصبح هذا الموضوع خاضعاً للمزايدة السياسية، وقيل إننا لا نريد أبناءنا ولا نريد استردادهم، وجاءت تصريحات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المتكررة لترفض مثل هذا الطرح، والآن تظهر أصوات نشاز تحاول التقليل من صدقية جهود الحكومة ورئيس الجمهورية في هذا الصدد". وأكد القربي أن الموقف الرسمي تجاه هذا الموضوع يشغل بال الحكومة اليمنية، وأن الرئيس عبد ربه لا ينقطع عن متابعته المستمرة. وبين أن الرئيس بحث خلال زيارته إلى أميركا في سبتمبر الماضي، قضية السجناء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومع مسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية، وأن هادي قد ألغى كل الشروط المالية التي وضعها النظام السابق مقابل السماح بعودة المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو إلى بلادهم. وأكد وزير الخارجية اليمني أن ملف المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو توليه الحكومة اليمنية عناية خاصة بالمتابعة والتباحث مع الحكومة الأمريكية، مبيناً أن الرئيس خلال زيارته الأخيرة لواشنطن أشار إلى أهمية مواصلة الجهود التي بدأتها إدارة الرئيس باراك أوباما لإغلاق المعتقل والتخلص من وضع قانوني شائك وضعت فيه الإدارة الأمريكية السابقة الولاياتالمتحدة وأساءت إلى سجلها في مجال حقوق الإنسان. وأوضح أن الرئيس خلال لقاءاته مع قيادات الإدارة الأمريكية أبدى استعداد اليمن لاستيعاب معتقلي غوانتانامواليمنيين وإعادتهم إلى وطنهم من خلال برامج إعادة التأهيل، مع استعداده الكامل لبناء مراكز إعادة التأهيل داخل اليمن، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية أبدت أخيراً بعض المرونة لبحث الأمر والنظر في كل السبل الممكنة لإنهاء محنة إنسانية استمرت لأكثر من عشر سنوات، مؤكداً استمرارهم في بذل الجهود دون وضع أي شروط لإعادتهم لوطنهم.