قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الولاياتالمتحدة ستستمر في ضغطها من أجل رحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وكذلك الحال بالنسبة لسورية، مشيرة إلى ان " الربيع العربي" وصل إلى منطقة صعبة غير محددة المعالم تفصل بين الديكتاتورية والديمقراطية، وإن بعض التغييرات يجب أن تحدث ببطء، محذرة من التوقعات المفرطة في التفاؤل عن سرعة انفصال كل دولة عن الماضي. ونقلت "الشرق الاوسط" عن كلينتون: "إن الولاياتالمتحدة تواجه فترة انتظار مع اليمن، حيث يحاول مسؤولون أميركيون وعرب وأوروبيون إقناع الرئيس علي عبد الله صالح بترك السلطة". وتضيف كلينتون: " إن صالح كما هو واضح ليس مستعدا للرحيل، وإن المتظاهرين ليسوا مستعدين للرحيل وتنظيم القاعدة يحاول الاستفادة من ذلك". وأضافت إن الرسالة الأميركية إلى اليمن كانت "بغض النظر عن المكان الذي تأتي منه ومَن أنت، تحتاج إلى بداية جديدة وتحتاج إلى زعيم جديد. وبعد ذلك تحتاج إلى عملية عادلة لاختيار الزعيم المقبل، ويمكننا مساعدتك على القيام بذلك"، محذرة من أن ذلك " سيستغرق بعض الوقت ". إلى ذلك أعدت لورا كازينوف تقريراً نشرته صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان «بعد تعهد الرئيس اليمني مجدداً بالرحيل، هناك إشارات على عزمه البقاء»، أوردت فيه أنه وسط حالة الفوضى والصراع التي اجتاحت اليمن، هناك حقيقة واحدة ثابتة وهي أن الرئيس علي عبد الله صالح لن يتخلى عن منصبه طوعاً في أي وقت قريب. إذ اتضح أن تعهده غامض الصياغة الذي أصدره السبت بشأن تنحيه هو مجرد خدعة أخرى من جانبه. فبينما بدا أنه يتجه نحو قبول خطة تقدم بها مجلس التعاون الخليجي في الربيع بشأن تسليمه السلطة إلى حكومة انتقالية، صرح اثنان من كبار المسؤولين اليمنيين عن سفر وزير الخارجية اليمني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم خطة جديدة إلى المجلس. وتقضي هذه الخطة ببقاء صالح في السلطة حتى الانتخابات في العام المقبل. ويشير التقرير إلى عدم صدور تأكيد فوري، ولكن صالح قد قال مراراً إنه سيقبل نسخة معينة من الخطة الأصلية، وذلك من أجل عدم تقديم تنازلات حقيقية للمعارضة السياسية. هذا وقد صمد صالح، الرئيس الماكر الذي حكم بلداً ممزقاً وفقيراً لمدة 33 عاماً، أمام الضغوط التي مارستها جماعات المعارضة والقوى الإقليمية والولاياتالمتحدة - حليفة اليمن سابقاً. ويشير التقرير إلى أن الإصابات الخطيرة التي عانى صالح منها جراء انفجار قنبلة في مسجد المجمع الرئاسي أجبرته على تلقي أشهر من العلاج في المملكة العربية السعودية، ولكنها لم تخفف من حرصه على السلطة. ويضيف التقرير أن صالح لم يفعل شيئاً سوى العبث بخطة مجلس التعاون الخليجي التي تمنحه هو وعائلته الحصانة. هذا وقد اجتمع وزير الخارجية أبو بكر القربي مع عدد من الدبلوماسيين خلال الأيام الماضية، من بينهم مبعوثو روسيا والصين والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة قبيل سفره إلى دولة الإمارات.