يستمر بقايا النظام في حملته الإعلامية المسصعورة ضد رئيس الوزراء باسندوة وحكومته، وتدخل رئيس المؤتمر علي صالح شخصياً في الهجوم مروراً بوسائل الإعلام التابعة له والكتلة البرلمانية، وصولاً إلى الناطق باسم المؤتمر (عبده الجندي) في مؤتمر صحفي يوم أمس. الحملة المتصاعدة بحدة تتضمن تعبيرات استفزازية وتجريحا شخصيا شخصياً لرئيس الحكومة تستهدف خلط الأوراق واختلاق ازمة تؤدي الى إسقاط الحكومة بذرائع واهية، ومفتعلة. صالح وصف في وقت سابق الحكومة بالضعيفة، وقال انها لا تعرف ابجديات السياسة، وعندما تصدى الاستاذ باسندوة للدفاع عن حكومته، كما هو متوقع بحكم مسؤوليته، انزلقت لمواقف إلى افتعال أزمة، إذ كشفت المعلومات أن باسندوة تلقى من علي صالح اتصالاً هاتفياً هدده بالسجن إذا لم ينفذ توجيهاته، كما امتنع وزراء من المؤتمر عن حضور جلسة مجلس الوزراء ليوم الثلاثاء الماضي لولا تدخل الرئيس هادي الذي نقلت وسائل الإعلام عن مكتبه الإعلامي تصريحاً دعا فيه جميع القوى السياسية «ان تدرك ان حكومة الوفاق لا تمثل الأحزاب السياسية، وإنما تمثل الشعب، وهي نتاج لعملية تسوية سياسية حظيت برعاية دولية واقليمية». منذ البدء أراد علي صالح ممارسة السلطة والتدخل في شؤون الحكومة عبر بوابة رئاسته للمؤتمر والتملص من إعادة هيكلة الجيش في خرق واضح لاتفاق نقل السلطة، وهو ما اعتبره المراقبون «محاولة لإرباك العملية السياسية وأداء حكومة الوفاق». واعتبرت قناة العربية عن مراسلها في صنعاء أن تهديد علي صالح بسحب وزراء حزبه من الحكومة وأمرهم بالانسحاب من الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء مؤشرات أزمة سياسية بين الرئيس عبدربه منصور وسلفه المخلوع علي صالح، في حين نقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية عن المتحدث باسم رئيس الجمهورية يحيى العراسي قوله: «ان التوتر تصاعد بين صالح والنظام الجديد بعدان قال الرئيس الجديد إنه يخطط لإجراء إصلاحات كبيرة». وإذ هدد صالح رئيس الوزراء باسندوة بوضعه في السجن اذا لم ينفذ أوامره قال العراسي: «صالح يدرك حتى الآن أنه لم يعد الرئيس ومثل هذه الاجراءات سوف تحول البلاد الى الفوضى، يجب على صالح مغادرة البلاد اذا كان المجتمع الدولي يسعى لرؤية يمن مستقر». يذكر ان العراسي (السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية نفى مطالبته صالح بمغادرة البلاد، وقال ان شبكة «سي إن إن» قولته ما لم يقل. الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك استنكر «التدخل السافر» من قبل علي صالح في عمل الحكومة والعمل السياسي عموماً، وطالب الدكتور عبده غالب العديني رعاة المبادرة الخليجية «اتخاذ موقف واضح من هذه التدخلات». كان مسؤول حكومي أكد تشكيل صالح ونجله أحمد (قائد الحرس الجمهوري) غرفة عمليات «لإعاقة عمل الحكومة والسعي إلى افشالها بكل الطرق من خلال العمل مع رجال القبائل الموالين لهما لضرب ابراج الكهرباء حيث تتعرض الشبكة للتخريب قرابة ثلاث مرات في الأسبوع». ونقلت صحيفة «الرياض» السعودية عن المسؤول الحكومي قوله إن محاولات المخلوع علي صالح التدخل في عمل هادي أثار غضبه رافضاً أن يتحول إلى مجرد لعبة في يد صالح الذي يحاول ان يظهر وكأنه رئيس الرئيس وان كل شيء ما زال في يده. صحيفة البيان الاماراتية ذكرت من جهتها ان الرئيس هادي يواجه «ثورة مضادة» من أنصار المخلوع علي صالح تشمل تحريض القبائل على قطع الطرقات بين المدن واستهداف ابراج نقل الكهرباء في مسعى لإفشال إدارة الفترة الانتقالية والدفع باتجاه تشظي البلاد إلى كيانات. مسؤول حكومي رفيع حسب وصف «البيان» قال: «نواجه ثورة مضادة يتم تمويلها والتخطيط لها من قبل أتباع نظام علي صالح» ذاكراً قطع طريق صنعاءالحديدة من قبل منتسبي الحرس الجمهوري والتعاون مع رجال قبائل لقطع طريق صنعاءذماروالحديدةذمار، وفرض إتاوات على المسافرين.