بحسب مراقبين، فان ثلاثة عوامل ساهمت في نجاح الادارة السياسية الجديدة في تحرير الجنوب من القاعدة: «تواجد القيادات العسكرية على الارض، وبينها وزير الدفاع وقطن الذي دخل بنفسه الى زنجبار وجعار» في ابين ، ودور اللجان الشعبية التي قاتلت الى جانب الجيش وقامت السلطات بتسليحها في الفترة الاخيرة. اما العامل الثالث فهو المساهمة الاميركية المتمثلة بالدعم اللوجستي والاشراف المباشر لخبراء اميركيين على المعارك، وغارات الطائرات من دون طيار والاسناد بحري. إلا أن انسحاب 'أنصار الشريعة' من محافظتي أبينوشبوة لن يشكل نهاية للوجود الارهابي حسب مراقبين ، ورغم الضربة الموحعة التي ارجعت القاعدة الى الى نقطة الصفر قبل نحو عام عندما استطاعت بمساعدة نافذين في نظام صالح السيطرة على ابين واجزاء من شبوة ، وقد تقود هذه الهزيمة تنظيم القاعدة الى اتباع تكتيكها السابق والانتقال من حلم إقامة الإمارات الإسلامية إلى الحرب السرية والاستنزاف وقالوا بان نجاح القاعدة في اغتيال قائد عسكري كبير اللواء الركن سالم قطن الاثنين الماضي يشير الى تحول من هذا النوع بعد فشلها في السيطرة على الأرض. بعض الأوساط الدولية تعتبر الأمر انتصارا لعبد ربه منصور هادي الرئيس المنتخب الذي خلف صالح تحت ضغوطات قوى الثورة اليمنية مكسبا سياسيا كبيرا في سبيل فرض سلطته كرئيس لليمن بفضل الحرب على القاعدة في الجنوب، الا انها تعتقد ان المعركة لم تنته مع التنظيم الذي اثبت قدرته على امتصاص اضربات وتوجيه ضربات موجعة . ووجهت القاعدة بدورها بعيد انسحابها من الجنوب ضربة موجعة لهادي، اذ نجحت الاثنين في اغتيال قائد الحرب في الجنوب اللواء الركن سالم قطن، وتبدو متجهة لتغيير استراتيجيتها بعد فشلها في السيطرة على الارض . لكن الجيش وبمساندة المقاومة الشعبية نجح اخيرا في طرد القاعدة من معاقلها في محافظتي ابينوشبوة بعد معارك شرسة اسفرت عن مقتل المئات، ، منهيًا حلم اقامة الامارات» الاسلامية تكون منطلقا للسيطرة على الجزيرة العربية . واي كانت الإستراتيجيات والتكتيكات القادمة لهذا التنظيم الدموي الا انه من الواضح انه تلقى ضربة قاصمة اعادته الى المهد حينما كان يخطط ويحاول ويبحث عن موطئ قدم له في ابينوشبوة قبل اكثر من ثلاثة اعوام ، ومع نمو حالة العداء المجتمعي بعد المعارك الضارية التي خاضها التنظيم مع الأهالي تصبح عودته الى تلك المدن والبلدات شبه مستحيلة بعد ان تسبب وجوده بمآس وويلات للسكان. الصورة من خندق المقاومة الشعبية في أبين