على هامش الذكرى 18للحرب التي شنها نظام علي صالح وحلفائه عام1994م على المحافظات الجنوبية، تلك الحرب الظالمة التي شكلت ضربة قاسمة للوحدة الطوعية المعلنة بين شطري البلاد عام 90م خرج مئات الآلاف من اليمنيين في مختلف المدن معبرين عن تعاطفهم وقناعاتهم بعدالة القضية الجنوبية منددين بتلك الحرب وأثارها وتبعاتها التي لا تزال مستمرة حتى اليوم وما خلفته من خراب وتشضي في الجسد الوطني نتيجة تلك الممارسات اللاوطنية والعدوانية المتمثلة بالإقصاء الجماعي المتعمد للجنوبيين من أعمالهم ووظائفهم العسكرية والمدنية ونهب ممتلكاتهم ومقدراتهم طيلة 18سنة من الظلم الجائر. فقد خرجت اليوم مسيرات عدة في كلٍ من العاصمة صنعاء ومدينة تعزوعدنوالمكلا وسيئون والظالع وعتق عبرت جميعها عن رفضها القاطع لإستمرار الهيمنة على محافظات الجنوب ودعت إلى الإعتذار الصريح للجنوبيين عما إقترفته قوى تحالف حرب 94م في شعبنا في الجنوب. ففي تعز خرج عشرات الآلاف في مسيرة غاضبة شاركت فيها بالإضافة إلى قوى الثورة بالمدينة مجاميع قدمت من مديريات عدة وجابت المسيرات شوارع المدينة داعيةً إلى الإعتذار عن جرائم تلك الحرب وتهيئة الظروف الملائمة للحوار المزمع نحو حلٍ عادلٍ ومرضي للقضية الجنوبية. ورفعت المسيرة شعارات منددة بتحالف حرب94 كما رددت هتافات تدين ما أسمتها بالفتاوي الظالمة التي صدرت من قبل رجال دين ضد شعبنا في الجنوب. وعند عودة الحشود إلى ساحة الحرية نقطة افنطلاق إعترضتهم مجاميع شبابية مدججة بالعصي والهراوات والسكاكين والخناجر وإشتبكوا معهم في تصرف أرعن ومستفز تهدف تلك القوى التي دفعت بالمجاميع إلى إرباك قوى الثورة وصرفها عن مهامها الثورية وزرع الشقاق والفرقة بين أبناء المحافظة التي شكلت محطة إنطلاق للثورة الشبابية السلمية، وأسفرت الإشتباكات عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف المحتجين العائدين إلى الساحة. وفي مدينة عتق خرج الآلاف منددين بذلك اليوم المشئوم الذي شكل وثبة زمنية رجعية في زمان وبدد أحلام وتطلعات الملايين في يمن موحد أمن ومزدهر. وبينما شهدت مدينة المكلا حالة شلل تام في الحركة نتيجة للعصيان الشامل الذي دعا إليه الحراك الجنوبي، سقط شهيد في مدينة سيئون وهو طفل في الرابع عشر من عمره وأصيب أربعة أخرون أثناء تفرق قوات الأمن لمسيرة سلمية بالقوة بالرصاص الحي. وفي عدن جرجت مسيرة حاشدة وتعرضت لقمع وحشي عند توجهها إلى ساحة الشهداء في مدينة المنصورة أسفر عن سقوط قتيلين وسبعة جرحى، وشهدت عدد من عواصم المديريات في لحج والظالع إحتجاجات مماثلة.