انضمت بريطانياوإيطالياوفرنسا إلى الولاياتالمتحدة في التحذير من مجزرة كبرى قد يرتكبها النظام السوري في حلب، حيث تستعد القوات النظامية لشن ما وصفته صحيفة مقربة من نظام الرئيس بشار الأسد ب"أم المعارك".من ناحيتهاوصفت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان الهجوم المحتمل بأنه سيكون "نذير شؤم على المدنيين". فقد أعرب الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بتصاعد موجة العنف في مدينة حلب. كما حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة من "خسائر فادحة في الأرواح وكارثة إنسانية" في الهجوم المحتمل، وقال "يجب ألا يقف أي بلد صامتا بينما تهدد مجزرة محتملة سكان حلب". وأضاف الوزير البريطاني أنه "يشعر بقلق عميق من المعلومات التي تفيد بأن الحكومة السورية حشدت قواتها ودباباتها حول حلب وبدأت هجوما عنيفا على المدينة وسكانها". من جهتها حثت إيطاليا العالم على تكثيف الضغوط على الأسد لتفادي مذبحة في المدينة.ونقلت وكالة آكي الإيطالية للأنباء عن وزير الخارجية جيليو تيرسي قوله في بيان اليوم "نحتاج أن نمارس جميعاً أعلى درجة من الضغط على الأسد، ليس أقلّه من أجل تفادي خطر وقوع مذبحة جديدة". وأضاف تيرسي أنه "في غاية القلق من التقارير الخطيرة عن هجوم في حلب تستعد له قوات الرئيس الأسد" وصفته صحيفة الوطن السورية القريبة من النظام بأنه "أم المعارك". وأعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الجمعة أن فرنسا "قلقة جدا من المعلومات الميدانية الواردة"من حلب وتدعو إلى"وضع حد لأعمال العنف ولإستخدام النظام السوري للأسلحة الثقيلة". وكانت الولاياتالمتحدة قد أعربت الخميس عن خشيتها من وقوع مجزرة في المدينة، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لن تتدخل عسكريا في سوريا. وخلال لقاء مع الصحفيين، قالت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية، فيكتوريا نولاند، أن هناك تقارير جديرة بالثقة عن وجود إستعدادات ضخمة،بما فيها الدبابات والطائرات الحربية،لشن هجوم كبيرعلى المدينة.وأضافت "هذا هو مبعث القلق،أن نشهد مذبحة في حلب،وهذا ما يحضرله النظام فيما يبدو". ومع ذلك أكدت نولاند الموقف الأميركي المؤكد لعدم تسليم أسلحة للمسلحين.وقالت"لا نعتقد أن صب الزيت على النار من شأنه أن ينقذ الأرواح". كما ناشدت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي القوات السورية الحكومية والمعارضة تجنيب المدنيين العنف في حلب وحقن دمائهم. وقالت في بيان صدر اليوم إنه يجب حماية المدنيين والأشياء المدنية بما في ذلك المنازل والممتلكات الأخرى وأماكن العمل والمدارس وأماكن العبادة، داعية كل الأطراف بما فيها قوات الحكومة والمعارضة أن تميز بين المدنيين والأهداف العسكرية. وأعربت بيلاي عن قلقها البالغ إزاء احتمال حدوث مواجهة كبرى في حلب،في ظل أنباء عن حشد السلطات لقواتها في حلب وحولها. وفي حلب أيضا دعت منظمة اليونيسكو جميع الأطراف الضالعين في النزاع في سوريا إلى"ضمان حماية الإرث الثقافي الاستثنائي"في المدينة.وتتمتع سوريا بتراث أثري وتاريخي بالغ الأهمية،وتعتبر دمشق إحدى أقدم المدن في العالم. وكانت قوات النظام السوري واصلت قصف أحياء في مدينة حلب بالمدفعية الثقيلة والطيران المروحي، تمهيدا -على ما يبدو- لشن هجوم شامل حذر المجتمع الدولي من عواقبه على المدينة،في حين قال الجيش الحر إنه أسر مائة جندي حكومي في حلب وخمسين في إدلب.في هذه الأثناء قتل 73 شخصا في أنحاء سوريا بجمعة أطلق عليها الناشطون "انتفاضة العاصمتين". وبث ناشطون صورا لجثث منتشرة على الأرض في حي الفردوس بحلب نتيجة القصف المدفعي والمروحي، كما تعرضت أحياء صلاح الدين والسكري لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية المُنتشرة على مشارف المدينة أوقع عشرات القتلى والجرحى. وكانت كتيبة التوحيد وتشكيلات من الجيش السوري الحر أعلنت سيطرتها على حي باب الحديد في المدينة. وصرح مصدر بالجيش الحر لوكالة الصحافة الفرنسية أنه تمت السيطرة على أحياء صلاح الدين والشعار ومساكن هنانو وطريق الباب والشيخ نجار في المدينة. وقالت مصادرفي المعارضة أن مدنا وأحياء في محافظة حلب تتعرض لقصف بري وجوي مكثف،في محاولة لمنع المقاتلين من إمداد وحدات المعارضة داخل مدينة حلب،وأضافت أن القصف لا يستهدف المقاتلين فقط ولكنه عشوائي لبث حالة من الرعب والخوف. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اشتباكات دارت في محطة بغداد وحي الجميلية (وسط حلب) وساحة سعد الله الجابري وحي صلاح الدين، حيث يستعد مئات المقاتلين المعارضين لمواجهة الهجوم المتوقع بين ساعة وأخرى من قوات النظام. ونقلت وكالة رويترز عن أحد الناشطين في حلب قوله أن مقاتلي الجيش الحر هاجموا موقعا أمنيا في حي بستان الجوز القريب من وسط حلب أمس،وأضاف أن معارضي النظام"موجودون في شرق المدينة وغربها ولهم موطئ قدم في مناطق بالوسط، في حين أن قوات النظام تسيطرعلى مداخل حلب وعلى الشوارع الرئيسية والتجارية. وأكدت تقارير إعلامية أن تعزيزات من القوات الخاصة في الجيش السوري إنتشرت الأربعاء والخميس في الجهة الشرقية للمدينة،كما وصلت قوات إضافية ستشارك في"هجوم مضاد شامل"الجمعة أو السبت على حلب. في المقابل تدفق إلى حلب أكثر من ألفي عنصر من الكتائب المسلحة وعناصر الجيش الحر من مختلف المدن والبلدات تحضيرا "للمعركة الكبرى".وكانت كتيبة التوحيد قد أعلنت قبل نحو أسبوع بدء "معركة الفرقان" لتحرير حلب. ويُنظر إلى معركة حلب على أنها نقطة تحول في المواجهات بين قوات الحكومة والجيش السوري الحر،فهي العاصمة الاقتصادية وثاني أهم مدينة في سوريا،وقد تمنح هذه المعركة الأفضلية لطرف على الآخر في المواجهات الدائرة بين الحكومة والمعارضة. وقد شهدت حلب حركة نزوح كبيرة بإتجاه تركيا تخوفا من الحرب المتوقعة التي حشد لها جيش النظام إمكاناته،كما فر عشرات الآلاف من المدنيين إلى مناطق ريفية شمالية،في حين يهيئ السكان الباقون في حلب أنفسهم لمزيد من الدم المسفوك. ميدانيا قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 73 شخصا ُقتلوا في سوريا اليوم،بينهم خمس سيدات.ووثقت الشبكة مقتل 21 في حلب و18 في درعا و13 في دمشق وريفها وتسعة في حمص وستة في إدلب وخمسة في دير الزور وواحد في حماة. وقالت شبكة شام الإخبارية إن إشتباكا وقع بين الجيش الحكومي ومقاتلي الجيش الحر في حي القدم بدمشق، وأن قوات النظام تشن حملة دهم وإعتقال في حي الحجر الأسود.كما تعرض حيا التضامن والعسالي لقصف عشوائي صباح اليوم. وفي ريف دمشق أفادت لجان التنسيق المحلية بأن قتلى سقطوا في قصف على داريا ويلدا والسيدة زينب والزبداني،كما تجدد القصف على مدينة الضمير وسط حركة نزوح للأهالي.