أكد مصدر أمني ليبي أن رئيس المخابرات السابق في عهد معمر القذافي، عبد الله السنوسي، تم تسليمه الأربعاء من موريتانيا إلى ليبيا، ووصل بالفعل إلى مطار معتيقة الدولي في العاصمة طرابلس . ونقل عن شاهد في مطار نواكشوط قوله إن السنوسي لم يكن مقيد المعصمين عندما اقتيد للطائرة، وبدت معنوياته مرتفعة . يأتي هذا بعد نحو خمسة أشهر من القبض على السنوسي بتهمة دخول البلاد بصورة غير شرعية . وكان وفد ليبي رسمي يضم وزير الدفاع ورئيس الأركان في زيارة للعاصمة نواكشوط الثلاثاء وقالت مصادر إن الزيارة كانت بشأن عملية الترحيل . وكانت ليبيا والمحكمة الجنائية الدولية قد طلبتا محاكمة السنوسي، المتهم بالمساعدة في التخطيط لبعض أسوأ الجرائم التي ارتكبها القذافي، بما في ذلك تفجير لوكيربي عام 1988 ومذبحة سجن أبو سليم، التي قتل خلالها 1200 سجين على أيدي نظام القذافي عام 1996 . وألقي القبض على السنوسي في مطار موريتانيا الدولي في مارس، حيث ظهر متخفيا في زي أحد زعماء الطوارق، وكان مسافرا بوثائق سفر مزيفة. وعارضت موريتانيا على مدار الأشهر الماضية المطالب بتسليمه، وأصرت على أن القوانين لديها تنص على وجوب محاكمته على الأراضي الموريتانية . وقالت المتحدثة باسم المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أوريان مايليت، إن المحكمة لم تتلق أية معلومات حتى الآن من السلطات الليبية حول ترحيل السنوسي، إلا أنها أكدت على أن مذكرة التوقيف الدولية صدرت بحقه بناء على الاتهامات التي وجهتها المحكمة له . وكان القضاء الفرنسي قد أصدر حكما بسجن السنوسي مدى الحياة بعد إدانته بالضلوع في التخطيط لإسقاط طائرة فرنسية تابعة لشركة "يو تي ايه" عام 1989 في صحراء النيجر . وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت في شهر يونيو/حزيران عام 2011 مذكرة اعتقال بحق السنوسي . ويشتهر السنوسي بأنه "الصندوق الأسود" للقذافي .