اعتبرت صحيفة الخليج الإمارتية في افتتاحيتها اليوم أن الحراك الشعبي في اليمن من أنقى وأصفى وأنبل حراكات التغيير التي شهدتها العديد من الدول العربية خلال العامين الماضيين . وقالت : إن اليمن يعيش مرحلة انتقالية عسيرة وهو في مواجهة أهم وأخطر استحقاق منذ ثورته في 6 فبراير/ شباط ،2011 وعلى نتائجه يتحدد مستقبله السيا سي ونظامه ووحدته الإقليمية .ومن المفترض انعقاد مؤتمر الحوار الوطني خلال الشهر الحالي بين مختلف مكونات وقوى وأحزاب اليمن لمناقشة مستقبله من مختلف جوانبه، والانطلاق بعدها إلى مرحلة جديدة من المفترض أن تخرج البلاد من مأزقها السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي الذي وضعها فيه نظام علي عبدالله صالح الذي أسقطه الحراك الشعبي . مشيرة أن النظام السابق أساء كثيراً إلى اليمن والشعب اليمني، وعمل من خلال حكم العائلة والقبضة الأمنية والسلوك العشوائي، على تخريب اليمن وتدمير مقوماته بعد أن حولها إلى ما يشبه المزرعة العائلية والحزبية، وإلى ملاذ للفساد والإفساد والفقر والإفقار وانعدام الإنماء، ثم إلى العبث بالعلاقة بين مكونات الشعب اليمني، وإلى اتباع سياسة الاستعلاء والإقصاء على من يخالفون نهجه وسياساته . وغرس من خلال ممارساته إسفيناً بين المناطق اليمنية، ما أثار النفور والنقمة بين أبناء المناطق الجنوبية، وبذلك أساء إلى فكرة الوحدة التي كانت مطلباً لكل اليمنيين . وأوضحت أنه نتيجة لتلك الممارسات ، أخذت العلا قة بين شمال اليمن وجنوبه حيزاً كبيراً من الاهتمام، إذ ستكون بنداً رئيساً في مؤتمر الحوار الوطني المرتقب الذي سيبحث مستقبل هذه العلاقة، بعد أن ارتفعت أصوات جنوبية تطالب بالانفصال والعودة إلى مرحلة ما قبل الوحدة اليمنية . ونوهت أن اليمنيون شمالاً وجنوباً يدركون أن النظام السابق أساء إلى مفهوم الوحدة، ما انعكس سلباً على الوضع الجنوبي بشكل عام، وترك جروحاً عميقة لدى الجنوبيين الذين كانوا يشعرون بأن النظام يعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية، أو أنهم سبايا حرب خاضها وانتصر فيها . لذا فالمطلوب الآن إقناع هؤلاء أن الوحدة هي مسار ومصير، وليست مزاجاً يتقلب وفق الأهواء والرغبات، وإذا كان النظام السابق قد عمد إلى تدميرها مفهوماً ومنهجاً ومساراً، فهذا لا يعني أنها باتت منكراً لا يصح التعامل معه . واختتمت “بالحوار يمكن التوصل إلى حل، من خلال الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو الوحدة الاندماجية، لا يهمّ الشكل . المهم أن يظل اليمن موحداً وفق رؤية جديدة تستفيد من أخطاء الماضي وتبني للمستقبل . . فهل ينجح اليمنيون في الاختبار مجدداً، كما نجحوا في حراكهم وثورتهم الملهمة، ويثبتون أن الحكمة يمانية فعلاً؟ - الخبر: